Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملاء في الـ "موساد" يكشفون تفاصيل استدراج "حزب الله" لشراء البيجرز

علموا بنية حسن نصرالله توفير أجهزة استدعاء لمقاتليه فأقاموا شركة وهمية وإعلانات على "يوتيوب" وباعوا لهم 5 آلاف قطعة

صورة ثابتة من فيديو لجهاز اتصال لاسلكي انفجر داخل منزل في بعلبك شرق لبنان في 18 سبتمبر 2024 (أ ب)

ملخص

قال عميل الـ "موساد" الذي عرف باسم وهمي وهو غابرييل، إن الأمر استغرق أسبوعين لإقناع "حزب الله" بالتحول إلى أجهزة النداءات اللاسلكية الأكثر ثقلاً، وذلك جزئياً باستخدام إعلانات كاذبة على موقع "يوتيوب" تروج للأجهزة على أنها مقاومة للغبار والماء، وتوفر عمر بطارية أطول.

كشف اثنان من كبار عملاء الاستخبارات الإسرائيلية المتقاعدين أخيراً تفاصيل جديدة حول عملية سرية مميتة استغرقت أعواماً من الإعداد استهدفت مقاتلي "حزب الله" في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة استدعاء وأجهزة اتصال لاسلكية "بيجر" متفجرة قبل ثلاثة شهور.

وتحدث العملاء مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس" خلال فقرة بُثت مساء أمس الأحد، وقد ارتدوا أقنعة وتحدثوا بأصوات معدلة لإخفاء هوياتهم، وقال الضابط الذي كان يحمل اسم "مايكل"، "لقد خلقنا عالماً وهمياً"، مشيراً إلى أن العملية بدأت قبل 10 أعوام باستخدام أجهزة اتصال لاسلكية محملة بمتفجرات مخبأة لم يدرك "حزب الله" أنه يشتريها من عدوته إسرائيل، ولم تفجر أجهزة الاتصال اللاسلكي حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الاستدعاء المفخخة.

وأوضح مايكل أن المرحلة الثانية من الخطة باستخدام أجهزة الاستدعاء المفخخة بدأت عام 2022 بعد أن علمت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة استدعاء من شركة مقرها تايوان، وأكد أنه بحلول سبتمبر (أيلول) 2024 كان لدى مقاتلي "حزب الله" 5 آلاف جهاز استدعاء في جيوبهم، بينما أطلقت إسرائيل الهجوم في الـ 17 من سبتمبر الماضي عندما بدأت أجهزة الاستدعاء في جميع أنحاء لبنان تصدر صفيراً، وكانت تنفجر حتى لو فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة، مؤكداً أن الـ "موساد" قام بتفعيل أجهزة اللاسلكي التي انفجر بعضها أثناء جنازات بعض الأشخاص الذين قُتلوا في هجمات أجهزة الاستدعاء وعددهم 30 شخصاً.

ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك مقصوداً، قال "نريدهم أن يشعروا بالضعف وهم كذلك، لكن لا يمكننا استخدام أجهزة الاستدعاء مرة أخرى لأننا فعلنا ذلك بالفعل، لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة تخمين ما هو الشيء التالي"، متابعاً "في اليوم التالي لانفجارات أجهزة النداء كان الناس في لبنان يخشون تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من انفجارها أيضاً، كان هناك خوف حقيقي".

بدوره قال العميل الثاني الذي عرف باسم غابرييل إن الأمر استغرق أسبوعين لإقناع "حزب الله" بالتحول إلى أجهزة النداءات اللاسلكية الأكثر ثقلاً، وذلك جزئياً باستخدام إعلانات كاذبة على موقع "يوتيوب" تروج للأجهزة على أنها مقاومة للغبار والماء، وتوفر عمر بطارية أطول وأكثر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف غابرييل استخدام شركات وهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع الشركة التايوانية "جولد أبولو" لإقناعها بالشراكة مع الـ "موساد" من دون علمها، بأنها جزء من الخطة حتى لا يعلم "حزب الله" أنه يعمل مع إسرائيل.

وقارن غابرييل هذه الحيلة بفيلم نفسي من إنتاج عام 1998 عن رجل لا يدرك أنه يعيش في عالم زائف وأن عائلته وأصدقاءه ممثلون يُدفع لهم للحفاظ على الوهم، موضحاً "عندما يشترون منا لا يكون لديهم أدنى فكرة أنهم يشترون من الـ 'موساد 'وهم يصنعون مثل 'عرض ترومان' وكل شيء يجري التحكم فيه من خلف الكواليس"، متابعاً "في تجربتهم كل شيء كان طبيعياً 100 في المئة، بما في ذلك رجل الأعمال والتسويق والمهندسين وصالة العرض وكل شيء".

وأضاف العميل الثاني أنه كان لا بد من صنع أجهزة الاستدعاء بحجم أكبر قليلاً لاستيعاب المتفجرات المخبأة داخلها، وقد جرى اختبارها على دمى مرات عدة للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي من شأنها أن تؤذي مقاتلي "حزب الله" فقط وليس أي شخص آخر على مقربة منه، كما اختبر الـ "موساد" أيضاً كثيراً من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لجعل شخص ما يسحب جهاز النداء من الجيب.

وقال غابرييل إن الهدف كان إرسال رسالة أكثر من قتل مقاتلي "حزب الله" فعلياً، مضيفاً "إذا كان ميتاً فقط فهو ميت، ولكن إذا كان جريحاً فعليك نقله إلى المستشفى والاعتناء به، وعليك أن تستثمر المال والجهود"، متابعاً "هؤلاء الأشخاص الذين لا يملكون أيدي ولا عيون هم دليل حي على أنهم يمشون في لبنان، فلا تعبثوا معنا، إنهم دليل حي على تفوقنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وبدأ "حزب الله" ضرب إسرائيل مباشرة بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أشعل الحرب بين إسرائيل والحركة، وخلال الأيام التي تلت "هجوم البيجر" ضرب سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً في جميع أنحاء لبنان مما أسفر عن مقتل الآلاف، كما اغتيل زعيم "حزب الله" حسن نصرالله عندما أسقطت إسرائيل قنابل على مقر اختبائه، وبحلول نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انتهت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" بوقف إطلاق النار.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير