Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتفال "خجول" بـ"الميلاد" وسط حروب لا تعرف نهاية

استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وهجوم روسي واسع على منشآت الطاقة في أوكرانيا وبابا الفاتيكان يجدد دعواته إلى السلام

أفراد أمن أعلى الكنيسة الميثودية في باكستان (أ ف ب)

ملخص

قال جورج الصايغ (49 سنة) الذي نزح إلى كنيسة القديس برفيريوس العائدة إلى القرن الـ12 "هذا العيد مكسو بالحزن ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف... من سيبقى حياً للعيد القادم".

يحتفل ملايين المسيحيين اليوم الأربعاء بعيد الميلاد الذي تخيم عليه هذا العام الحروب في قطاع غزة وأوكرانيا وأنحاء أخرى من العالم.

وفي الفاتيكان من المتوقع أن يجدد البابا فرنسيس دعواته للسلام في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، خلال القداس الذي سيقام عند الساعة 11:00 ت غ.

وأمس الثلاثاء، أطلق البابا عام 2025 اليوبيلي في الكنيسة الكاثوليكية وهي مناسبة دولية للحج إلى روما، إذ من المتوقع أن يشارك فيها أكثر من 30 مليون مؤمن من جميع أنحاء العالم.

وأمام جمع من الأساقفة والكرادلة والمسؤولين، فتح البابا "الباب المقدس" لكاتدرائية القديس بطرس في ما يمثل رمزاً لافتتاح هذا "اليوبيل العادي".

ثم ترأس قداس ليلة عيد الميلاد في الكنيسة ودعا المؤمنين إلى التفكير "في الحروب، وفي الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار والقنابل التي تستهدف المدارس والمستشفيات"، في إشارة ضمنية إلى الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكان الحبر الأعظم ندد خلال الأيام الماضية بـ"القسوة" مما أثار احتجاجات دبلوماسية من جانب إسرائيل.

وفي فرنسا تستضيف كاتدرائية نوتردام اليوم قداسات عدة احتفالاً بالميلاد بدءاً من الساعة 07:30 ت غ، بعدما استضافت قداس منتصف الليل. ولم تشهد الكاتدرائية أي إحياء لعيد ميلاد السيد المسيح منذ الحريق الذي أتى عليها خلال الـ15 من أبريل (نيسان) 2019.

وأعيد افتتاح نوتردام خلال السابع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري بعد أشغال ترميم ضخمة استغرقت خمسة أعوام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال دانيال جايمس وهو أميركي يبلغ من العمر 46 سنة جاء من سياتل لحضور قداس منتصف الليل، "أنا سعيد للغاية بالعودة إلى هنا، إنه أمر سحري للغاية".

وصباح اليوم استيقظت أوكرانيا على وابل من الصواريخ، خلال وقت تحتفل للعام الثاني توالياً بعيد الميلاد خلال الـ25 من ديسمبر بدل السابع من يناير (كانون الثاني). 

 

وكان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقره الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال يوليو (تموز) 2023 واحداً من قرارات اتخذتها كييف خلال الأعوام الأخيرة لتبتعد من موسكو، لا سيما عبر إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وأطلقت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا صباح اليوم مع تحذير القوات الجوية من إطلاق موسكو صواريخ كروز، وإعلان السلطات في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد عن تعرضها لهجوم صاروخي "كبير" من روسيا.

مهد المسيحية

وفي مدينة بيت لحم مهد المسيحية، تجمع مئات المصلين داخل وخارج كنيسة المهد.

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني الظلم".

وعادة ما تضاء شجرة ميلاد كبيرة داخل ساحة المهد وسط المدينة الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، وحيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه. لكن السلطات المحلية فضلت الابتعاد من المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي.

وفي بداية فترة ما بعد الظهر شهدت المدينة عرضاً للكشافة حمل خلاله بعض المشاركين لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة في غزة الآن"، و"يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا".

 

وسار وراءهم بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا الذي عاد من غزة ليترأس قداس منتصف الليل.

وقال في عظته باللغة الإنجليزية "أريد أن أشكر إخواننا وأخواتنا الأعزاء في غزة، الذين زرتهم للتو". وأضاف "إنهم علامة حقيقية للأمل وسط الكارثة والدمار الشامل الذي يحيط بهم".

وتابع البطريرك "للعام الثاني على التوالي، إنه عيد ميلاد حزين بالنسبة إليكم أيضاً"، مضيفاً "لكن العام المقبل، سيكون عيد الميلاد في بيت لحم مليئاً بأشجار التنوب والحجاج".

وقال هشام مخول أحد سكان القدس الذي كان موجوداً في بيت لحم، إن "ما نمر به صعب للغاية ولا يمكننا تجاهله بالكامل"، مشيراً إلى "هرب" موقت مما يحدث.

وفي قطاع غزة المدمر تجمع مئات المسيحيين داخل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة (شمال) لحضور قداس ليلة عيد الميلاد.

وقال جورج الصايغ (49 سنة) الذي نزح إلى كنيسة القديس برفيريوس العائدة إلى القرن الـ12 "هذا العيد مكسو بالحزن ورائحة الموت والدمار والخراب، لا أجواء ولا بهجة. لا نعرف... من سيبقى حياً للعيد القادم".

وفي كلمة للمسيحيين أمس تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاربة "قوى الشر".

وفيما تقاتل بلاده على جبهات عدة منذ بدء الحرب في قطاع غزة خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خاطب نتنياهو المسيحيين في جميع أنحاء العالم قائلاً "لقد وقفتم إلى جانبنا بثبات وقوة بينما تدافع إسرائيل عن حضارتنا ضد الوحشية".

وفي ألمانيا دعا الرئيس فرانس فالتر شتاينماير إلى الوحدة والتماسك، مشيراً إلى "الظلال" التي تخيم على احتفالات نهاية العام بسبب هجوم الدهس الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 بجروح، في سوق عيد الميلاد داخل ماغديبورغ شمال شرقي البلاد.

وفي سوريا تواصل السلطات الجديدة سعيها إلى طمأنة المسيحيين، بعدما أطيح حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال الثامن من ديسمبر الجاري.

وقالت سارة لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء حضورها قداساً في كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس في دمشق "كانت ثمة صعوبات في ظل الظروف الراهنة أن نجتمع مجدداً ونصلي بسلام وفرح، لكن الحمد لله تمت الأمور بخير".

أضافت "مهما كان الطريق ضبابياً أو مجهول النهاية، لكنني متأكدة أننا سنعيش الولادة الجديدة طالما أيدينا بأيدي بعض".

وبموازاة ذلك شهدت أحياء مسيحية في دمشق تظاهرات احتجاجاً على إحراق شجرة عيد الميلاد قرب حماة وسط سوريا.

وقال جورج لوكالة الصحافة الفرنسية مفضلاً عدم الكشف عن اسمه كاملاً "نزلنا لأن هناك كثيراً من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت تسمية (تصرفات فردية)"، مع تكرار التداول بحوادث في مناطق عدة. وأضاف "إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج".

وفي أماكن أخرى، شهدت احتفالات عيد الميلاد لحظات من الراحة والحماسة.

ففي الولايات المتحدة وُضع تقليد سنوي لتعقب سانتا كلوز، إذ من الممكن للصغار والكبار متابعة عبوره في الوقت الفعلي على موقع إلكتروني مخصص لذلك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات