ملخص
تكثف روسيا هجماتها على قطاع الطاقة الأوكراني منذ الربيع، مما أدى إلى إلحاق أضرار بنصف قدرتها على توليد الكهرباء تقريباً وانقطاع التيار لفترات طويلة في أنحاء البلاد.
اتهمت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالسعي إلى تحويل مولدوفا إلى مركز لوجستي لدعم الجيش الأوكراني ومحاولة تقريب بنيته التحتية العسكرية من روسيا.
ووجهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتهام خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، قائلة إن غالبية سكان مولدوفا لا يرغبون في الانضمام إلى التحالف العسكري.
واستشهدت بما قالت إنه نقل كبير للأسلحة إلى مولدوفا خلال الأشهر الأخيرة وما وصفتها بأنها آراء مؤيدة للغرب من رئيسة مولدوفا مايا ساندو.
قال وزير الطاقة ومسؤولون أوكرانيون إن روسيا هاجمت شبكة الكهرباء ومدناً في شرق البلاد بصواريخ "كروز" وأخرى باليستية صباح اليوم الأربعاء.
وأفاد أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف، أن ما لا يقل عن ستة أصيبوا في هجوم صاروخي على المنطقة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا صباح اليوم.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن خاركيف تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية. وقال سينيهوبوف عبر تطبيق "تيليغرام"، إن "أضراراً لحقت ببنية تحتية مدنية غير سكنية".
الهجوم الـ13
وقال سيرهي ليساك حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك على منصة "تيليغرام"، "يشن الجيش الروسي هجوماً مكثفاً على منطقة دنيبرو منذ الصباح. ويحاول تدمير شبكة الكهرباء في المنطقة".
وذكر وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو على "فيسبوك" أن روسيا "تشن هجوماً مكثفاً على قطاع الطاقة"، وأن الشركة المشغلة لمنظومة نقل الكهرباء فرضت قيوداً على الإمدادات لتقليل الأثر قدر الإمكان.
وتكثف روسيا هجماتها على قطاع الطاقة الأوكراني منذ الربيع، مما أدى إلى إلحاق أضرار بنصف قدرتها على توليد الكهرباء تقريباً وانقطاع التيار لفترات طويلة في أنحاء البلاد.
وأطلق الجيش الأوكراني في وقت سابق اليوم، تحذيراً من الهجمات الجوية شمل كل البلاد بسبب إطلاق روسيا صواريخ "كروز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة للطاقة في البلاد، إن مرافقها لتوليد الكهرباء تعرضت للهجوم خلال الضربة، مما ألحق "أضراراً جسيمة" بالمعدات.
وأضافت الشركة على "تيليغرام"، "هذا هو الهجوم الضخم الـ13 هذا العام على قطاع الطاقة الأوكراني، والهجوم الضخم العاشر على مرافق الطاقة التابعة للشركة".
وأفادت السلطات المحلية وسلاح الجو بتحليق صواريخ في مناطق بشرق البلاد ووسطها وجنوبها وغربها.
وأطلقت روسيا 120 صاروخاً و90 طائرة مسيرة خلال هجوم صاروخي كبير في 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، مما أسفر عن مقتل سبعة في الأقل وإلحاق أضرار جسيمة بشبكة الكهرباء.
وفرضت "دي تي إي كيه" وقتها عمليات قطع طارئ للتيار الكهربائي لفترات تصل إلى ثماني ساعات في مناطق كبيرة من أوكرانيا.
رعب "الميلاد"
من جانبه وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربات الروسية على قطاع الطاقة بـ"لا إنسانية" في يوم إحياء البلاد عيد الميلاد.
وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختار عيد الميلاد عمداً لشن الهجوم. ما الذي قد يكون لا إنساني أكثر من ذلك؟".
وأضاف "أكثر من 70 صاروخاً، بما فيها صواريخ باليستية، وأكثر من 100 مسيّرة هجومية. الهدف كان نظامنا للطاقة".
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت من اعتراض "أكثر من 50 صاروخاً" وعدداً من الطائرات المسيرة، لكن بعض الضربات تسببت "بقطع التيار الكهربائي في مناطق مختلفة".
وأدت الضربات إلى مقتل شخص وإصابة ستة بجروح، بحسب السلطات الأوكرانية.
ورأى وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أن "هذا الرعب يوم الميلاد هو رد بوتين على كل الذين تحدثوا عن وهم وقف إطلاق نار يوم الميلاد" بين الطرفين.
وأشار إلى أن صاروخاً من التي أطلقتها موسكو عبر المجال الجوي لمولدافيا ورومانيا، معتبراً أن ذلك "يذكر بأن روسيا لا تهدد أوكرانيا فقط".
ومنذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، ألحقت الضربات الروسية أضراراً بالغة بمنشآت الطاقة والكهرباء في أوكرانيا. وأدت الهجمات المتكررة على هذه التجهيزات إلى انقطاعات دورية في التيار الكهربائي.
وقالت مجموعة DTEK أبرز مورّدي الطاقة من القطاع الخاص في البلاد، أن معاملها الحرارية استهدفت بالهجمات الروسية الأربعاء، متحدثة عن وقوع "أضرار بالغة" بتجهيزاتها.
وكتب رئيس مجلس إدارة المجموعة ماكسيم تيمتشنكو عبر "إكس"، "حرمان ملايين الأشخاص المسالمين الذين يحتفلون بالميلاد من الإنارة والحرارة هو عمل فاسد وشرير يجب مواجهته"، داعياً الحلفاء الغربيين لكييف إلى تزويدها بأنظمة دفاع جوي إضافية.
في عموم أوكرانيا
وأطلقت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا بعيد الساعة الخامسة والنصف صباح الأربعاء (03.30 ت. غ)، مع تحذير القوات الجوية من إطلاق موسكو صواريخ "كروز"، وإعلان السلطات في مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد عن تعرّضها لهجوم صاروخي "كبير" من روسيا.
وكتب رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف على تطبيق "تيليغرام"، "تتعرض خاركيف لهجوم صاروخي كبير. سُمع دوي سلسلة انفجارات في المدينة ولا تزال هناك صواريخ باليستية متجهة نحوها"، داعياً السكان إلى الاحتماء.
بدوره، أحصى الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف سبع ضربات روسية قائلاً إنه لا يزال يتم تقييم الإصابات والأضرار.
وأفاد سينيغوبوف عن سقوط سبعة جرحى في الأقل، إضافة إلى أضرار مادية.
إلى ذلك، قتل شخص في منطقة دنيبروبيتروفسك جراء الضربات التي طاولت مدينتي دنيبرو وكريفيي ريه، مسقط رأس الرئيس زيلينسكي، بحسب الحاكم المحلي سيرغي ليساك.
وقال ليساك "منذ الصباح، يهاجم الجيش الروسي بشكل كبير. يحاول العدو تدمير الشبكة الكهربائية للمنطقة". وأضاف في وقت لاحق "قتل شخص جراء الهجوم بالصواريخ ضد منشآت الطاقة".
وأعلنت الإدارة المحلية لمنطقة إيفانو-فرانكيفسك الواقعة في غرب البلاد على بعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة، أن بعض أنحائها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي.
وفي منطقة بولتافا (وسط)، أفادت السلطات عن تضرر بنى تحتية كذلك.
وفرضت السلطات الأوكرانية قيوداً على استهلاك الطاقة في ظل هذه الهجمات، بحسب ما أعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو صباح الأربعاء.
مزيد من الدمار
وكانت القوات الجوية الأوكرانية أفادت بأنها رصدت إطلاق صواريخ "كروز" من طراز "كاليبر" من البحر الأسود، مشيرة الى أن مقذوفات أخرى أطلقت نحو مناطق عدة في وسط البلاد وشرقها وجنوب شرقها.
وأتت هجمات الأربعاء في يوم تحتفل أوكرانيا للعام الثاني توالياً بعيد الميلاد في 25 ديسمبر (كانون الأول) بدل السابع من يناير (كانون الثاني).
وكان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقرّه زيلينكسي في يوليو (تموز) 2023، واحداً من قرارات اتخذتها كييف في السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، والتي شملت إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وتأتي ضربات الأربعاء بعد أيام من توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طاول برجاً سكنياً في مدينة قازان الروسية.
وقال "أياً كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دماراً مضاعفاً، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء، أن قواتها أسقطت 59 طائرة مسيرة أوكرانية ليلاً، 26 منها في أجواء منطقة بيلغورود و23 فوق فورونيج.
وأفاد حاكم فوروينج ألكسندر غوسيف بأن شظايا الطائرات المسيّرة التي تم اعتراضها ألحقت أضراراً بخط كهربائي، إضافة الى عدد من المنازل.
وفي موازاة تبادل الضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، سرّعت روسيا من تقدمها في شرق أوكرانيا في الأشهر الأخيرة أملاً بالاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير المقبل.
وتعهد ترمب بإيجاد نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، لكنه لم يقترح أي خطط ملموسة للتوصل لوقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام.
وتقول موسكو إنها استولت على أكثر من 190 قرية هذا العام من أوكرانيا التي تعاني قواتها من نقص العديد والذخائر.
قتلى في كورسك
وقال القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية اليوم الأربعاء، إن أربعة قتلوا وأصيب خمسة في بلدة لجوف بالمنطقة في قصف أوكراني.
وكتب ألكسندر خينشتين على تطبيق "تيليغرام" للتراسل "تعرض مبنى سكني مؤلف من خمسة طوابق ومبنيان سكنيان من طابق واحد وصالون تجميل من طابق واحد لأضرار جسيمة".
وأضاف "هشمت الموجة الانفجارية نوافذ في مساكن خاصة بالجوار، وألحقت أضراراً بما لا يقل عن 12 سيارة. ودمر الانفجار أيضاً جزءاً صغيراً من خط أنابيب غاز".
وأسفر هجوم صاروخي شنته أوكرانيا عن مقتل خمسة الأسبوع الماضي في بلدة ريلسك بمنطقة كورسك الروسية.
وقُتلت امرأة صباح الأربعاء في حريق اندلع بعد سقوط طائرة مسيرة على مركز تسوق في جمهورية أوسيتيا الشمالية بالقوقاز الروسي، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.