ملخص
البيت الأبيض يقول إن هناك مؤشرات على إسقاط روسيا طائرة الركاب الأذرية وناجون يروون التفاصيل
ذكرت قناة "أم أس أن بي سي" أمس الجمعة، نقلاً عن مصدرين عسكريين أميركيين لم تكشف هويتيهما، أن هناك معلومات استخباراتية أميركية تفيد بأن روسيا ربما أسقطت عن طريق الخطأ طائرة الخطوط الجوية الأذرية التي تحطمت في كازاخستان الأربعاء الماضي بعد أن ظنت خطأ أنها طائرة مسيرة.
وقال البيت الأبيض الجمعة إن الولايات المتحدة اطلعت على مؤشرات أولية تفيد بأن طائرة الخطوط الجوية الأذرية التي تحطمت في كازاخستان هذا الأسبوع ربما أسقطتها أنظمة دفاع جوي روسية، مضيفاً أن واشنطن عرضت المساعدة في التحقيق بالواقعة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين في مكالمة هاتفية "اطلعنا على بعض المؤشرات الأولية التي تفيد باحتمال أن تكون هذه الطائرة أسقطتها أنظمة دفاع جوي روسية".
وأضاف "هناك تحقيق جار حالياً" يشمل كازاخستان وأذربيجان، و"عرضنا المساعدة في التحقيق إذا احتاجوا إلى ذلك".
دوي انفجارات
قال أحد ركاب الطائرة إنه سمع دوي انفجار قوي لدى اقترابها من وجهتها في مدينة جروزني الواقعة جنوب روسيا.
وتحطمت طائرة الرحلة جيه2-8243 الأربعاء قرب مدينة أكتاو في كازاخستان بعد أن حولت مسارها من منطقة في جنوب روسيا تنتشر فيها أنظمة الدفاع الجوي التي تُستخدم في إسقاط الطائرات المسيرة الأوكرانية. ولقي ما لا يقل عن 38 شخصاً حتفهم في هذه الواقعة، بينما نجا 29 شخصاً.
وقال سوبهونكول رحيموف أحد الركاب من المستشفى "بعد الانفجار اعتقدت أن الطائرة ستتحطم"، مضيفاً أنه بدأ في الدعاء والاستعداد للموت بعد سماع دوي انفجار. وأضاف "كان من الواضح أن الطائرة تعرضت لأضرار بطريقة ما، كما لو كانت في حالة سكر. لم تعد الطائرة نفسها".
وقالت ناجية أخرى إنها سمعت أيضاً دوياً قوياً. وأضافت فافا شبانوفا "كنت خائفة جداً"، وأشارت إلى أن انفجاراً ثانياً وقع أيضاً. ثم طلب منها مضيف الطيران أن تنتقل إلى مؤخر الطائرة.
وقال الناجيان يبدو أن مشكلة ما وقعت في مستويات الأكسجين بغرفة الركاب بعد الانفجار.
وقال ذو الفقار أسدوف مضيف الطيران إن طلب الهبوط في جروزني قوبل بالرفض بسبب الضباب، لذا استدار الطيار، وعند هذه النقطة سمعنا أصوات انفجارات خارج الطائرة.
وقال "كان القائد قد ارتفع بالطائرة للتو حين سمعت صوت انفجار من الجناح الأيسر. حدثت ثلاثة انفجارات". واصطدم شيء ما بذراعه اليسرى، وفقدت غرفة الركاب الضغط.
وبخلاف وصف هول الحادثة، تقدم الروايات الشخصية للركاب نظرة لاحتمالات لما قد يكون وقوع الكارثة.
وعلقت الخطوط الجوية الأذرية عدداً من رحلاتها إلى المدن الروسية الجمعة، وقالت إنها تعتبر أن الحادثة ناجمة عما تطلق عليه "تدخلاً خارجياً مادياً وتقنياً"، ولم توضح الشركة طبيعة هذا التدخل.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على النتائج الأولية للتحقيق الذي تجريه أذربيجان الخميس إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت الطائرة بالخطأ. وقالت روسيا إن من الضروري انتظار انتهاء التحقيق الرسمي لمعرفة ما حدث للطائرة.
هبوط اضطراري
كانت الطائرة "إمبراير" انطلقت من باكو عاصمة أذربيجان إلى جروزني في جمهورية الشيشان بجنوب روسيا، قبل أن تنحرف عن مسارها مئات الأميال قبالة بحر قزوين.
وقال مضيف الطيران أسدوف "قائد الطائرة قال إنه نُصح بالهبوط بالطائرة في البحر، لكنه قرر التوجه إلى أكتاو والهبوط بها على الأرض". وأضاف "حذر من أنه سيكون هناك هبوط اضطراري وطلب منا أن نكون على أهبة الاستعداد وإعداد الركاب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحطمت الطائرة على الشاطئ المقابل من بحر قزوين بعد ما وصفته هيئة مراقبة الطيران الروسية بأنه حال طوارئ ربما نجمت عن اصطدام بسرب طيور.
وأظهرت مقاطع مصورة التقطها الركاب على متن الطائرة قبل تحطمها سقوط أقنعة الأكسجين وأشخاصاً يرتدون سترات النجاة. وأظهرت لقطات لاحقة ركاباً ملطخين بالدماء ومصابين بكدمات وهم يخرجون من الطائرة.
وقال رحيموف إنه بعد كل ضجيج الهبوط الاضطراري، ساد صمت قبل أن يبدأ صعود صوت أنين الجرحى.
وسلطت الحادثة الضوء على الأخطار التي يتعرض لها الطيران المدني حتى حين تحلق طائرات على بعد مئات الكيلومترات من منطقة حرب، وبخاصة حين تكون هناك حرب كبرى جارية باستخدام طائرات مسيرة.
ومن بين الكوارث السابقة، إسقاط الحرس الثوري الإيراني الرحلة "بي أس752" للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية عام 2020، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً.
وعام 2014 أسقط نظام الصواريخ بوك الروسي الرحلة "أم أتش17" للخطوط الجوية الماليزية فوق شرق أوكرانيا مما أدى إلى مقتل 298 فرداً من الركاب والطاقم.
وعام 1983 أسقط الاتحاد السوفياتي الرحلة "007" للخطوط الجوية الكورية بعد أن انحرفت عن مسارها وحلقت في مجال جوي محظور. وعام 1988 أثناء الحرب بين إيران والعراق أسقطت المقاتلة الأميركية فينسينز طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية فوق الخليج، مما أسفر عن مقتل 290 شخصاً كانوا على متنها.
حرب المسيرات
وتعرضت طائرة الخطوط الجوية الأذرية لمشكلة قرب جروزني التي تبعد أكثر من 850 كيلومتراً عن خطوط المواجهة في أوكرانيا، لكنها لا تزال هدفاً متكرراً للطائرات الأوكرانية المسيرة التي تضرب بعيداً خلف الخطوط الروسية.
وتستخدم روسيا معدات إلكترونية متطورة لإرباك أنظمة تحديد المواقع وأنظمة الاتصالات في الطائرات المسيرة الأوكرانية، وتستعين أيضاً بعدد كبير من أنظمة الدفاع الجوي لإسقاط الطائرات المسيرة.
ومنذ أن أرسلت روسيا آلاف الجنود إلى أوكرانيا في عام 2022، تلتف خطوط الطيران حول أوكرانيا، وتغلق روسيا المطارات الرئيسة في الجنوب الغربي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوسبري فلايت سوليوشنز" أندرو نيكلسون "نحن في صراع في تلك المنطقة، وهذا لن يتغير". وأضاف "في اللحظة الثانية التي تدخل فيها طائرة مدنية في المجال الجوي نفسه، فإنك تفاقم الأخطار بشدة، بخاصة حين يكون هناك هجوم دائر بطائرات مسيرة ونشاط دفاع جوي قائم، كما هي الحال في ما حدث".
وقالت هيئة الطيران الروسية (روسافياتسيا) الجمعة إن الطائرة قررت تغيير مسارها من وجهتها الأصلية في الشيشان وسط ضباب كثيف وتحذير محلي من طائرات مسيرة أوكرانية.
وأضافت روسافياتسيا إن قائد الطائرة عُرض عليه مطارات أخرى للهبوط، لكنه اختار مطار أكتاو في كازاخستان. وأشارت إلى أنها ستقدم دعماً شاملاً للتحقيقات في كازاخستان وأذربيجان في الحادثة.
ورداً على سؤال في شأن ما أثير عن أن الدفاعات الجوية الروسية هي التي أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة إنه ليس لديه معلومات إضافية وإنه لا يريد تقديم أي تقييمات قبل ظهور نتائج التحقيقات الرسمية.