ملخص
تحول مانشستر سيتي من أحد أكثر الأندية إنفاقاً في كرة القدم الأوروبية إلى كبير البائعين مما قلص فريقه، فهل أدمن النادي تحقيق الأرباح أم لم ير أحد الخطر آتياً؟
أدار بيب غوارديولا فريق مانشستر سيتي في 500 مباراة، وقال، "تبدو تلك الفترة وكأنها 500 شهر"، لكنه لم يكن يشير إلى أول 486 مباراة من تلك المباريات.
لقد مر الفريق بفترة شهرين من الصدمات التي بدت وكأنها لا تنتهي أبداً، و60 يوماً بدت وكأنها عقود بالنسبة لغوارديولا، فقد تركت هذه الفترة في فمه طعماً لما يعنيه أن يكون مثل المديرين الفنيين الآخرين وأن يخسر تسع مرات في 13 مباراة.
لقد جعله ذلك - كما يقول هو- أكثر امتناناً للأوقات الجيدة، وقال بعد الخطوة الأولى في إعادة إحياء نجاحاته بتحقيق الفوز بنتيجة (2 - 0) على ليستر، "ربما تجعلك تلك الفترة تدرك مدى جمالها ونأمل بأن نتمكن من العودة، ربما لن نكون كما كنا ولكن أقرب مما نحن عليه الآن".
كان الأمر أشبه بالاعتراف بأن أفضل أيام فريق السيتي قد ولت، وربما يكون هذا هو أفضل أداء لغوارديولا في ملعب "الاتحاد" أيضاً، حتى مع ارتباطه بعقد يلزمه تجاه النادي حتى عام 2027، لكن يبدو أنه قد تم تخفيض مستوى الطموحات إلى حد إصلاح الفريق والحد من الأضرار الحالية.
بدأ مانشستر سيتي مباراته ضد ليستر سيتي محتلاً المركز السابع وانتهت ليلة المباريات وهو في المركز السادس، وفجأة قد يصبح مُعامل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الخاص بنقاط التصنيف التي حصلت عليها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تحدد ما إذا كانت إنجلترا ستحصل على مقعد خامس في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل أم لا، أكثر أهمية بالنسبة لمانشستر سيتي.
أو ربما لا، فقد كانت هناك لفترة طويلة تهديدات بأن عصر هيمنة سيتي قد ينتهي في عام 2025، عندما يتم الإعلان عن الحكم في القضايا الـ115 التي وجهتها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى النادي، ولكن أياً كانت النتيجة فقد سقط مانشستر سيتي قبل ذلك بسبب عوامل تخص كرة القدم نفسها.
حتى غوارديولا الذي جادل لفترة طويلة بأن الانتصارات ليست سهلة كما تبدو اعترف بأنه لم يتخيل أبداً أن يتعرض فريقه إلى انزلاق بهذا الحجم. ومع ذلك كان مانشستر سيتي قبل هذه الفترة يعيش سلسلة مباريات بلا هزيمة في الدوري الإنجليزي الممتاز وصلت إلى 32 مباراة، و26 مباراة في دوري أبطال أوروبا، وهذا هو السبب الذي يجعله يعتقد أن تصوراتهم لعام 2024 لا ينبغي أن تتغير بسبب النهاية غير المتوقعة.
وقال، "لم يمر شهر ونصف شهر، لقد كان عاماً لا يصدق، وصلنا إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وفزنا بأربعة ألقاب متتالية (في الدوري الإنجليزي الممتاز)، ووصلنا إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بأداء جيد حقاً، لكن الواقع هو ما تعيشه اليوم وغداً مع لاعبيك".
لقد تغير الواقع في ثمانية أسابيع، مما أظهر قابلية غوارديولا للخطأ، فقال المدرب الذي لم يكن معتاداً على ذلك، "هناك أشياء أشعر معها أنني كان يجب أن أتصرف بشكل مختلف، لكنها مصدر تعلم لا يصدق، فكرة القدم غير متوقعة، لذا لا يمكنك أن تأخذ الأمور على محمل الجد"، وهو ما لم يفعله سيتي بحسب زعمه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى عندما وصف آخرون انتصاراتهم بأنها حتمية، كان دائماً مدركاً لضيق الهوامش، وغالباً ما يشير إلى تصديات إيدرسون في نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، وكان هناك هدفان لإلكاي غوندوغان في اليوم الأخير لإنقاذ اللقب الإنجليزي في عام 2022، وتشتيت جون ستونز الكرة عندما كانت على بُعد 11 ملم من عبور خط المرمى في ظل منافسة ليفربول على اللقب في عام 2019، وكانت هناك دائماً أخطار حتى بالنسبة للمدير الفني الذي يقدر السيطرة.
وجاء رد غوارديولا بلاغياً حينما قال، "كرة القدم تحت السيطرة؟ ليس هناك رؤساء أو رؤساء تنفيذيون أو مديرون رياضيون يعتقدون أن كل شيء سيكون على ما يرام، أنت دائماً بحاجة إلى تحذيرات، وعندما يقول الناس إنه من المستحيل أن تسوء الأمور يمكن أن تسوء، وإذا أخبرت الناس في إنجلترا أننا يمكن أن نعيش هذه الفترة كانوا سيقولون هذا مستحيل، وكنت سأكون أول من يقول ذلك، لكن جميع الأندية والمديرين الفنيين في كل أنحاء العالم يعيشون هذا النوع من المواقف".
ومع ذلك فإن أسباب الانتقادات هي أن سيتي تجاهل التحذيرات، وأن تراجعهم يمكن إرجاعه إلى الإهمال في اتخاذ القرارات، فقد حذر رودري من أنه كان مثقلاً بالعمل في الموسم الماضي، وبحلول ذلك الوقت كان سيتي يعرف أنه لا يوجد طريق للعودة في ما يتعلق بكالفين فيليبس بديل رودري وصعوبة عودته إلى خطط غوارديولا، لكنهم لم يشتروا لاعب وسط دفاعي مما ترك ثغرة في الفريق انكشفت بمجرد إصابة رودري.
وكان آخرون منهكين أيضاً، حيث كان لدى سيتي جدول مزدحم لسنوات وربما تم إرهاق لاعبي غوارديولا الأساسيين، وأصبح الإرهاق أمراً راسخاً في الفريق إما بسبب الإصابات أو الإفراط في العمل أو بفعل تقدم العمر، إضافة إلى غياب فترات الراحة لاستعادة اللياقة البدنية في موسم سيتضمن كأس العالم للأندية ووعد بجدول قد يصل إلى 75 مباراة، لذلك فقد وجد سيتي نفسه من دون عدد كافٍ من اللاعبين.
لا يلزم النظر إلى الوراء للقول إن فريقهم كان أقل بلاعبين عنه في الموسم الماضي، بينما احتاجوا إلى أربعة لاعبين آخرين لحصد نقاط في الموسم الحالي، وكانت هناك مؤشرات على تراجع الفريق في الموسم الماضي، حتى في فترات طويلة من دون هزيمة، فقد تم جرهم للانتصار في بعض الأحيان بواسطة رودري أو فيل فودين، ولأسباب مختلفة لم يعد ذلك يحدث الآن.
لقد تفاقمت عملية الضعف هذه بسبب الإخفاق في سوق الانتقالات، فقد كان غوندوغان وجه الأوقات الأكثر سعادة، لكنه يمثل الآن الفشل منذ عودته، ومن بين اللاعبين الستة الذين تم التعاقد معهم منذ الفوز بالثلاثية التاريخية، ربما يكون جوسكو غفارديول هو الوحيد الذي ظهر في الفريق الأقوى.
ربما أهدر مانشستر سيتي موقعه المتفوق، وبدلاً من كونه الفريق الأفضل أصبح النادي الأفضل في الأعمال التجارية، فربما أصبحوا مدمنين على تحقيق الأرباح، وتحول من نادٍ ينفق كثيراً إلى أحد كبار البائعين، وبدأ غوارديولا -من دون أن يحثه أحد- في الحديث في ليستر عن أولئك الذين رحلوا عن النادي مثل كول بالمر ومورغان روجرز وروميو لافيا وليام ديلاب وتايلور هارود بيليس، وكان مانشستر سيتي في حاجة إلى كل لاعب شاب باعه في بعض الأحيان في الأشهر القليلة الماضية.
الآن لديهم فريق ليس كما كان، ولم يكن أحد يرى هذه الفترة آتية ولكن ربما كان عليهم أن يتوقعوا بعضاً من هذا، لكن الآن لا يعرفون ما ينتظرهم في عام 2025.
© The Independent