ملخص
رحيل السيناريست بشير الديك بعد رحلة استمرت أكثر من نصف قرن، أبرزها "الحريف" و"سواق الأتوبيس" و"ضد الحكومة"
بعد صراع مرير مع المرض رحل عن عالمنا السيناريست المصري الكبير يشير الديك عن عمر ناهز 80 سنة، وسط حزن كبير من الوسط الفني المصري والعربي.
وبشير الديك من أبرز المؤلفين في تاريخ السينما المصرية وأهم من طور مواضيعها وناقش القضايا الساخنة والمسكوت عنها، كما تعاون مع أكبر نجوم الفن في مصر والوطن العربي مثل عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي وغيرهم.
ومن أبرز أعماله فيلم "الحريف" و"سواق الأتوبيس" و"ضد الحكومة" و"ليلة ساخنة" و "موعد على العشاء".
وعانى السيناريست الراحل مشكلات صحية عدة، أهمها أزمات بالكلى تفاقمت لدرجة كبيرة وعلى أثرها احتجز بالعناية الفائقة بأحد المستشفيات لفترة طويلة، وصارع أيضاً التهاباً رئوياً حاداً أصاب صدره، وتسبب في مضاعفات خطرة بسبب علاجه المتأخر بعد اكتشافه بفترة.
وعلى رغم الحديث عن الاهتمام الطبي الذي تلقاه الراحل من النقابات الفنية المصرية المتخصصة إلا أن هناك شكاوى كثيرة من عائلته تلخصت في وجود إهمال جسيم في الرعاية الصحية التي تليق بالكاتب الكبير، للدرجة التي ألحقت به كثيراً من المشكلات المترتبة على الإهمال.
وأعلنت أسرة السيناريست بشير الديك إقامة صلاة الجنازة على الجثمان في مسقط رأسه بدمياط، ودفن بمقابر العائلة هناك.
وسيطرت حال من الحزن على جميع أسرة الوسط الفني، ونعاه معظم نجوم الفن والمخرجين والمنتجين بكلمات حزينة ومؤثرة.
ونعت وزارة الثقافة المصرية السيناريست الكبير، وأصدر الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بياناً رسمياً قال فيه "كان الفقيد أحد أبرز القامات الفنية في مصر والوطن العربي، وأحد أعمدة الإبداع السينمائي والدرامي، الذي أثرى الساحة الثقافي والفنية بأعمال خالدة حفرت مكانها في وجدان ملايين، وعبرت أعماله عن قضايا المجتمع المصري بروح إنسانية راقية ورؤية إبداعية مميزة، وكان نموذجاً للمبدع المتفرد، متعاوناً مع كبار نجوم السينما والدراما على مدار مشواره الفني الطويل، الذي شهد أعمالاً ستظل شاهدة على عبقريته وإخلاصه للفن".
وتقدم الوزير باسمه وباسم وزارة الثقافة وكل العاملين في الحقل الثقافي والفني بخالص العزاء والمواساة إلى أسرته الكريمة ومحبيه وجمهوره، داعياً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
بشير الديك من مواليد محافظة دمياط عام 1944 وبدأ مسيرته في الكتابة السينمائية منذ نحو 50 عاماً، إذ انطلق في بداية سبعينيات القرن الماضي.
وعمل ككاتب وسيناريست ومخرج على رغم أنه حاصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1966، واستهل حياته من باب "الأدب"، إذ كتب عدداً من القصص التي نشرت في مجلات وصحف ودورات أدبية مختلفة إلى أن جاءته فرصة الكتابة للسينما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أول أعماله هو فيلم «مع سبق الإصرار» من إخراج أشرف فهمي وبطولة: محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين، وعرض في فبراير 1979.
شكل الديك وعدد من مؤلفي هذه المرحلة مثل وحيد حامد نقلة حقيقية في تغيير السينما المصرية والتعمق نحو مواضيع مهمة على رغم الصعوبات والقيود التي كانت تواجه المجتمع سياسياً واجتماعياً وفكرياً وقتها، وبإصراره الشديد وجرأته نجح في أن يكون من أبرز الأسماء التي أسهمت في تشكيل ملامح السينما المصرية، وتميز بأسلوبه السينمائي الفريد في دمج القضايا الاجتماعية والسياسية بسرد بسيط يعكس نبض الشارع المصري البسيط، وتعمد الديك التعاون مع مخرجين ونجوم على شاكلته الفكرية نفسها حتى يكون التناغم في صياغة مفاهيم مهمة بالأعمال، وكان عاطف الطيب المخرج الملهم من أهم المتعاملين مع الديك في بعض الأعمال مثل "ليلة ساخنة" و"سواق الاتوبيس" و"ناجي العلي" و"ضربة معلم"، وجميعها لعب بطولتها الفنان الراحل نور الشريف.
كما أسهم الراحل في إثراء رحلة النجم أحمد زكي بأفلام عدة لا يستهان بها مثل "ضد الحكومة" الذي تناول قضايا ومافيا التعويضات في مصر وقتما كانت هذه القضية شديدة الحرج والحساسية، كما تعاون مع زكي في "النمر الأسود" والفيلم الأيقوني "موعد على العشاء" مع حسين فهمي والنجمة سعاد حسني والمخرج الكبير محمد خان، وتعاون مع الأخير في فيلم "الحريف" الذي جسده النجم عادل إمام.
قدم عدداً كبيراً من أفلام الجاسوسية مثل "الجاسوسة حكمت فهمي" و"مهمة في تل أبيب".
وبعد ابداع سينمائي طويل أسهم الديك في أعمال فنية تليفزيونية مهمة حققت نجاحاً كبيراً، مثل "الناس في كفر عسكر" و"أماكن في القلب" و"حرب الجواسيس".
أخرج خلال مسيرته فيلمين فقط، هما "الطوفان" من بطولة محمود عبدالعزيز، و"سكة سفر" من بطولة نور الشريف، وقدم فقط في السينما عام 2010 فيلم «الكبار» عام 2010 من إخراج محمد جمال العدل وبطولة عمرو سعد.