ملخص
تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأميركي سيواصل نموه في العام الجديد 2025، مستفيداً من الزخم الذي شهده في عام 2024، وإن كان بوتيرة أبطأ قليلاً، إذ يسود التفاؤل الأسواق مدعوماً بتوقعات استمرار التوسع الاقتصادي الذي يرضي المستثمرين، بل يمتد التفاؤل ليشمل المستهلكين (العمود الفقري للاقتصاد الأميركي)
يتطلع المستثمرون إلى عام 2025 بتفاؤل كبير، مدفوعين بتوقعات تشير إلى نمو صحي للناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.5 في المئة، وفقاً لتوقعات "غولدمان ساكس"، مقارنة بـ2.8 في المئة في 2024.
وعلى رغم الانخفاض الطفيف في معدل النمو، فإنه يمثل إشارة إلى تلاشي المخاوف من الركود التي سادت في 2022 و2023.
ويستند الاقتصاد الأميركي إلى أسس قوية مع تراجع معدلات التضخم واستقرار سوق العمل، مما يدفع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى الحفاظ على سياسة نقدية مرضية، إضافة إلى أن انتخاب الرئيس دونالد ترمب، الذي وعد بخفض الضرائب وتقليل اللوائح التنظيمية، يزيد من ثقة مجتمع الأعمال والمستثمرين.
ومع تحقيق سوق الأسهم مكاسب وصلت إلى 24 في المئة في 2024، تظهر التوقعات أن الاستهلاك سيظل ركيزة أساسية للنمو، مدعوماً بزيادة الدخل الحقيقي الناتج من سوق عمل قوي، إضافة إلى تحسن ثقة المستهلكين بتراجع الأسعار، فيما تشير كل هذه العوامل إلى استمرار البيئة المشجعة للاستثمار والإنفاق هذا العام.
الاقتصاد الأميركي سيواصل النمو
وتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأميركي سيواصل نموه في العام الجديد 2025، مستفيداً من الزخم الذي شهده في عام 2024، وإن كان بوتيرة أبطأ قليلاً، إذ يسود التفاؤل الأسواق مدعوماً بتوقعات استمرار التوسع الاقتصادي الذي يرضي المستثمرين، بل يمتد التفاؤل ليشمل المستهلكين (العمود الفقري للاقتصاد الأميركي)، إذ إنه من المتوقع أن يسهم تراجع التضخم في خفض الأسعار وتعزيز الثقة المالية لديهم.
وحول ذلك، قال كبير الاقتصاديين في "غولدمان ساكس" يان هاتسيوس، إن "الإنفاق الاستهلاكي سيظل المحرك الرئيس للنمو، مدعوماً بزيادة الدخل الحقيقي الناتجة من سوق عمل قوي، إضافة إلى دفعة إضافية من تأثيرات الثروة".
سوق الأسهم الأميركي يواصل النمو
ومن المتوقع أيضاً، أن يواصل سوق الأسهم الأميركي نموه هذا العام، مع تسجيل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مكاسب تتجاوز 20 في المئة للعام الثاني، وهو إنجاز لم يتحقق منذ عام 1998.
وعلى رغم أن الأداء قد يكون أقل قوة مقارنة بالعام السابق، إلا أنه لا يزال يعكس صورة إيجابية للمستثمرين، ويبدو أن المخاوف من الركود أو التركز غير المستدام في المكاسب قد أصبحت من الماضي.
وتشير تقديرات "جي بي مورغان" إلى زيادة بنحو 10 في المئة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" خلال العام الجديد، وفقاً لتوقعات المحللين، وهو تغيير واضح في النظرة المستقبلية للبنك الذي كان يتوقع صعوبات للسوق في وقت سابق من عام 2024.
أما "مورغان ستانلي"، فقد توقعت في تقرير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زيادة مماثلة في المؤشر، مع سيناريو متفائل يتوقع أن يصل المؤشر إلى 7400 نقطة، مما يعني زيادة بنحو 25 في المئة عن مستوياته الحالية.
نمو سوق الأوراق المالية في عام 2025
وخلال العامين الماضيين، قادت مجموعة شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة باسم "العظماء السبعة"، الأسهم الأميركية إلى أداء تاريخي، محققة عوائد قياسية رحب بها المستثمرون، ومع ذلك، مثلت تلك الشركات وحدها 50 في المئة من إجمال المكاسب في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو اتجاه أثار قلق البعض من احتمال وجود مشكلات أعمق في الأسواق الأميركية، في حين يتوقع هذا العام أن تهدأ هذه المخاوف، إذ يتوقع المحللون أن تقدم مجموعة متنوعة من القطاعات عوائد إيجابية.
من جانبها، أوصت "غولدمان ساكس" بزيادة التركيز على القطاعات الدفاعية خلال عام 2025، مشيرة إلى أن "مستوى التفاؤل بالنمو قد سُعر بالفعل في السوق اليوم"، وفقاً لمذكرة أصدرها البنك، ويركز البنك على قطاعات المواد والبرمجيات والرعاية الصحية والمرافق والعقارات، متوقعاً أن تدفع "ستاندرد أند بورز 500" بما لا يقل عن خمس نقاط مئوية.
ومع تنوع المكاسب في الأسواق، يولي المحللون اهتماماً خاصاً بقطاع الرعاية الصحية في عام 2025، بعد أن عانى أداء أقل مقارنة بالسوق الأوسع في عام 2024، إذ يرى "غولدمان ساكس" أن القطاع يتداول عند "قيم تاريخية منخفضة"، مما يجعله استثماراً مغرياً، ويستعد القطاع للنمو في العام المقبل، إذ إنه من المتوقع أن يستفيد أكثر من غيره من التقدم التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يسرع اكتشاف الأدوية ويقلل من كلف العمالة، وفقاً لبنك "جي بي مورغان".
الذكاء الاصطناعي لن يختفي في عام 2025
وإذا كان صعود الذكاء الاصطناعي قد ميز طفرة أسواق الأسهم في عامي 2023 و2024، فإن 2025 سيكون العام الذي تستمر فيه هذه التكنولوجيا بصورة دائمة، لكن هذا لا يعني أن السوق ستبدو تماماً كما كانت في العامين الماضيين، كما يقول موقع "فايننانس ياهو"، إذ تمركزت معظم المكاسب في الحوسبة السحابية وصناعة الرقائق الإلكترونية، على رغم أن هذه الأسهم لن تتراجع، فمن المتوقع أن تتحول السوق نحو الشركات التي تزود صناعة الذكاء الاصطناعي بالقوة اللازمة لتطوير وتدريب نماذجها الجديدة، وفقاً للمحللين في شركة "بيرنشتاين" لإدارة الثروات الخاصة.
وتخطط الشركات الكبرى مثل "ألفابيت" و"مايكروسوفت" و"ميتا" لزيادة نفقاتها الرأسمالية على الذكاء الاصطناعي بمليارات الدولارات في عام 2025، وسيُخصص معظم هذا الإنفاق لبناء البنية التحتية اللازمة للاستمرار في تطوير الذكاء الاصطناعي، ومن المحتمل أن يستغرق الأمر سنوات عدة، قبل أن تتحول هذه الاستثمارات إلى نمو في الإيرادات والأرباح، وبدلاً من ذلك، تتوقع السوق أن تكون الشركات التي تبني مراكز البيانات هي المستفيدة الرئيسة.
وكتب "بنك رويال كندا" في تقريره الصادر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، "من المرجح أن تستفيد المحافظ الاستثمارية من التعرض للمستفيدين من بنية تحتية الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل إنتاج الكهرباء ونقلها وتخزينها، إضافة إلى بناء مراكز البيانات (مزارع الخوادم)، ونقل البيانات، إذ قد يستغرق الإنفاق النهائي عقوداً من الزمن للوصول".