ملخص
يعود تاريخ بناء سجن صيدنايا لعام 1987 خلال حقبة الرئيس السابق للنظام السوري حافظ الأسد وكان مخصصاً حينها لسجن المعارضين السياسيين، لا سيما من جماعة "الإخوان المسلمين" والناشطين الأكراد، وبات اسم السجن على مر السنوات مرادفاً لانتهاكات جسيمة وتعذيب على نطاق واسع.
يشكل سجن صيدنايا الواقع شمال دمشق، الذي زاره اليوم الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، وصمة في تاريخ عائلة الأسد التي حكمت سوريا بالحديد والنار، ووصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" نظراً إلى حجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.
وشهدت قاعات سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا، وكان مخصصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسري، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.
فتح السجون
وفور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوماً مكنها من إسقاط حكم بشار الأسد، سارعت الفصائل المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى فتح السجون، وبينها سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من دمشق.
وأعلنت الفصائل المقاتلة إخراج آلاف من السجون السورية في مناطق عدة من بينها صيدنايا، وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.
وانتشرت صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً، لكنهم منهكون وهزيلون، وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف، في كل أنحاء العالم كرمز لسقوط الأسد.
أبرز ما يجب معرفته عن السجن
يعود تاريخ بناء السجن لعام 1987 خلال حقبة الرئيس الأسبق للنظام السوري حافظ الأسد، وكان مخصصاً حينها لسجن المعارضين السياسيين، لا سيما من جماعة "الإخوان المسلمين" والناشطين الأكراد، وبات اسم السجن على مر السنوات مرادفاً لانتهاكات جسيمة وتعذيب على نطاق واسع.
في عام 2016 ذكر محققون تابعون للأمم المتحدة أن "الحكومة مسؤولة عن أعمال تصل إلى حد الإبادة، وترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية" خصوصاً في سجن صيدنايا.
وفي عام 2017 وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" تمارس فيه "سياسة إبادة"، والسجن حيث "تذبح الدولة السورية شعبها بهدوء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محرقة جثث
بعيد ذلك تحدثت الولايات المتحدة عن وجود "محرقة جثث" في السجن تستخدم للتخلص من رفات آلاف السجناء المقتولين، وفي عام 2022 أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 30 ألف شخص كانوا محتجزين في صيدنايا، تعرض بعضهم لأبشع أنواع التعذيب، ولم يطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.
وتقدر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع في عام 2011، أفرج عن 6 آلاف منهم فقط، فيما يعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصاً أنه نادراً ما يبلغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.
ووثقت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا في تقرير عام 2022 وجود "غرف الملح"، هي بمثابة قاعات لحفظ الجثث بدأ استخدامها خلال سنوات النزاع، مع ارتفاع أعداد الموتى داخل السجن.
ومع إعلان فتح أبواب السجن، هرع آلاف إلى محيطه بانتظار معرفة خبر عن أحباء لهم معتقلين.
وبعد عمليات بحث في السجن حيث كانت تشتبه "الخوذ البيضاء" في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، أعلنت المنظمة أنها لم تعثر على أي معتقلين إضافيين.
وضم السجن معتقلين غير سوريين، بينهم اللبناني سهيل حموي الذي أمضى 33 سنة في سجون سوريا.