ملخص
تبعد بلدة كوراخوف نحو 30 كيلومتراً عن مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجستية للجيش الأوكراني، والتي بات الجيش الروسي على مسافة تقل عن ستة كيلومترات منها.
أعلنت روسيا السيطرة على مدينة كوراخوف شرق أوكرانيا بعد ثلاثة أشهر من المعارك، معتبرة أن هذا التقدم سيتيح لقواتها الاستيلاء على باقي منطقة دونيتسك بوتيرة متسارعة.
ويأتي الإعلان في حين تشن القوات الأوكرانية التي تتعرض لانتكاسات منذ أشهر في الجبهة الشرقية من البلاد هجوماً جديداً في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربعة منذ الهجوم الذي شنته في أغسطس (آب) 2024.
وتضم المدينة الصناعية التي كان عدد سكانها قبل الحرب 22 ألف نسمة، محطة للطاقة طاولتها أضرار بسبب المعارك، وتبعد بلدة كوراخوف نحو 30 كيلومتراً عن مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجستية للجيش الأوكراني، والتي بات الجيش الروسي على مسافة تقل عن ستة كيلومترات منها، بينما لم يؤكد الجيش الأوكراني بعد خسارة المدينة، مكتفياً بالإبلاغ عن "عمليات هجومية في منطقة كوراخوف".
ويسعى الجانبان إلى تعزيز موقفهما في ظل تكهنات كثيرة تسري منذ أسابيع حول شروط مفاوضات السلام المستقبلية قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) الجاري.
وتعهد ترمب بوضع حد سريع للنزاع المتواصل منذ ثلاثة أعوام من دون تقديم أية مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام، إذ تعد الولايات المتحدة المورد الرئيس للمساعدات إلى كييف، فيما تعتبر روسيا واشنطن عدوتها الوجودية.
مفتاح دونيتسك
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن السيطرة على المدينة تتيح للقوات الروسية السيطرة على باقي منطقة دونيتسك بوتيرة متسارعة، معلنة الاستيلاء كذلك على قرية جنوب بوكروفسك.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الأوكرانية حولت المدينة إلى منطقة محصنة قوية مع شبكة متطورة من مواقع إطلاق النار والاتصالات تحت الأرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسرعت روسيا تقدمها في أنحاء شرق أوكرانيا خلال الشهور الأخيرة، سعياً إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، لكنها لم تحقق اختراقاً واسع النطاق ومنيت، وفقاً لكييف، بخسائر فادحة.
كورسك من جديد
وفي الوقت نفسه أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحبطت محاولات اختراق لقوات أوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا.
وقالت الوزارة إن القوة الأوكرانية الرئيسة تعرضت للدمار قرب قرية بردين مما أدى لوقوع خسائر في الأفراد والدبابات، بينما لم تتمكن "رويترز" من التأكد بصورة مستقلة من الرواية الروسية للوضع في ساحة المعركة، فيما لم تقدم أوكرانيا بعد تفاصيل عن عملياتها في كورسك.
محادثات واقعية
بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إنه على الأوكرانيين "خوض محادثات واقعية حول الأراضي" لأنهم "الوحيدون القادرون على القيام بذلك"، بحثاً عن تسوية للنزاع بعد الحرب.
وذكر ماكرون خلال كلمة ألقاها لمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس أن "على الولايات المتحدة مساعدتنا في تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات"، في حين يتحتم على الأوروبيين إيجاد ضمانات أمنية لأوكرانيا، معتبراً أن ذلك من "مسؤوليتهم في المقاوم الأول".
انفجارات قرب زابوريجيا
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إن الوكالة تلقت تقارير عن وقوع انفجارات قوية قرب محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا الأحد تزامناً مع تقارير عن هجوم بطائرة مسيرة على مركز التدريب الخاص بالمحطة.
وأوضح غروسي أن الوكالة لم تتمكن بعد من معرفة ما إذا كانت الانفجارات قد أدت إلى أضرار.
وأضاف في بيان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم بتقارير عن هجوم بطائرة مسيرة على مركز تدريب محطة زابوريجيا للطاقة النووية، خارج محيط الموقع مباشرة... تشير التقارير إلى عدم وقوع إصابات أو أي تأثير على أي من معدات محطة الطاقة النووية".
الضمانات الأمنية
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر من مساء الأحد إن الضمانات الأمنية المقدمة لكييف لإنهاء الحرب مع روسيا لن تكون فعالة إلا إذا قدمتها الولايات المتحدة، معرباً عن أمله في لقاء الرئيس الأميركي المنتخب بعد تنصيبه قريباً.
وفي مقابلة مع المذيع الأميركي ليكس فريدمان، أشاد زيلينسكي بترمب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة من دون أن يوضح كيفية ذلك، قائلاً إن الأوكرانيين يعولون عليه لإجبار موسكو على الموافقة على سلام دائم.
وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أعوام على الهجوم الروسي على أوكرانيا، أثار انتخاب ترمب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري، الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي لوقف الحرب، لكنه أثار أيضاً مخاوف في كييف من أن السلام السريع قد يأتي بثمن باهظ.
استغل زيلينسكي المقابلة التي استمرت ثلاث ساعات ونشرت على موقع "يوتيوب" للدعوة إلى منح كييف عضوية حلف شمال الأطلسي، وأكد اعتقاده بأن وقف إطلاق النار من دون ضمانات أمنية لبلاده من شأنه أن يمنح روسيا الوقت لإعادة التسليح لشن هجوم جديد.
وقال الرئيس الأوكراني إن البيت الأبيض تحت قيادة ترمب يلعب دوراً حيوياً في توفير الضمانات الأمنية، وأكد أنه والرئيس الأميركي المنتخب يتفقان على الحاجة إلى نهج "السلام من خلال القوة" لإنهاء الصراع.
وأضاف "من دون الولايات المتحدة لن يكون من الممكن تحقيق ضمانات أمنية. أعني هذه الضمانات الأمنية التي يمكنها منع العدوان الروسي". وقال إنه يحتاج إلى الاجتماع مع ترامب لتحديد مسار العمل لردع روسيا، مضيفاً أن الحكومات الأوروبية يتعين أيضاً أن يكون لها صوت في هذه العملية قبل أن تتمكن كييف من الجلوس لإجراء محادثات مباشرة مع الجانب الروسي.