ملخص
توتنهام يهزم ليفربول بهدف مثير للجدل في ذهاب نصف نهائي كأس "كاراباو" مما يعزز آماله في الفوز بالبطولة، ويثير الجدل حول قرارات التحكيم وتحديث تقنية الفيديو المساعد.
من السابق لأوانه بعض الشيء أن نقول إن هذه كانت ليلة بلغ فيها فريق توتنهام الشاب سن الرشد، لكن هذا الفوز بنتيجة (1 - 0) على ليفربول كان عرضاً رائعاً للنضج عندما كانوا في أمس الحاجة إليه.
حسم لوكاس بيرغفال البالغ من العمر 18 سنة الأمر بصورة مناسبة، متوجاً العمل الرائع لزميله المراهق آرتشي غراي، ولم يكن أنج بوستيكوغلو أكثر حماسة بعد ذلك وهذا أمر مفهوم، إذ يمكن لهذه النتيجة أن تنقذ موسم توتنهام بينما كان ليفربول يعاني شعوراً طفيفاً بالتأخر.
لقد كان الهدف المثير للجدل الذي سجله بيرغفال وجلب لتوتنهام الفوز في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية "كاراباو" كاشفاً عن غضب متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، مع شكاوى من أن صاحب الهدف كان يجب أن يحصل على إنذار ثان قبل الهدف، مما أدى في النهاية إلى فقدان مدرب ليفربول آرني سلوت هدوءه بصورة غير عادية.
كان ذلك رمزاً لعرض لم يكن فيه ليفربول قريباً من السلاسة التي كان عليها في الأشهر الأولى من الموسم، وكانت هذه هي المرة الأولى هذا الموسم التي يخوض فيها الفريق مباراتين من دون تحقيق فوز، بعد التعادل (2 - 2) مع مانشستر يونايتد الأحد الماضي.
وبدا الأمر وكأن الليلة قد تطغى عليها لحظة مثيرة للقلق، إذ فقد رودريغو بينتانكور وعيه وتسبب في توقف المباراة لنحو ثماني دقائق، لكن توتنهام أفاد بأن لاعبه كان مستيقظاً ويتحدث وكان في طريقه إلى المستشفى لإجراء مزيد من الفحوص الطبية.
لكن زملاء بينتانكور في الفريق فازوا بالمباراة لأجله، وهو ما كان أكثر إثارة للإعجاب نظراً إلى أن عدداً منهم شاركوا في الخسارة بنتيجة (3 - 6) أمام المنافس نفسه قبل أسابيع قليلة، وعززت مثل هذه النتائج ما اعترف به بوستيكوغلو بأنه، "وقت عاطفي".
وقال "لا أشعر بأن الأشخاص الذين يعملون في هذا النادي، وجماهيرنا لا يشعرون بهذا النصر، إنه يثقل كاهلي".
الآن أصبح لدى بوستيكوغلو وكل شخص آخر دفعة معنوية حقيقية، فضلاً عن الأمل في الوصول إلى نهائي ملعب "ويمبلي" وربما الفوز بالكأس، وأجاب الأسترالي عن الأسئلة حول تصريحاته الإعلامية المضطربة أخيراً، إضافة إلى مناقشة عاطفية حول تقنية الفيديو وكيف يشعر أنها تدمر اللعبة، وكان هذا ليشكل نوعاً من الموضوع الرئيس لليلة المباراة.
وقال بوستيكوغلو إنه يجب أن يكون الأمر متعلقاً بفوز توتنهام فقط، وحول هذا الفريق الذي لا يزال في طور التطور ومحاطاً بتاريخ النادي الذي شهد تعثر بعض المدربين الكبار ووصولهم فجأة إلى القاع، بينما يبدو توتنهام الآن على وشك واحدة من أفضل لحظاته منذ سنوات.
بالطبع لم تنته الجولة نظراً إلى أنهم يجب أن يلعبوا مجدداً أمام ليفربول في ملعبه "أنفيلد" في غضون شهر، لكن الأمر بدا وكأنه إعادة شحن لفريق بوستيكوغلو الذي كان في احتياج ماس، لذلك حتى أن أشد المتفائلين خارج توتنهام لم يكن يتوقع هذا الفوز.
لقد تعرضوا لعدد من الإصابات، لدرجة أن حارس المرمى الاحتياطي الطارئ أنتونين كينسكي البالغ من العمر 21 سنة كان عليه أن يلعب مباراته الأولى مع الفريق فوراً، وكان أداء توتنهام أخيراً في أسوأ حالاته بعدما تبددت كل المشاعر الطيبة التي خيمت على بداية عهد بوستيكوغلو بعد تلقي الفريق الهزائم العديدة وبدء النقاشات حول أسلوب المدرب، لكنك لم تكن لتتخيل أياً من ذلك لو كنت شاهدت هذه المباراة بمفردها، إذ لم تكن هذه واحدة من أكثر عروض توتنهام صرامة هذا الموسم فحسب، بل كانت أيضاً واحدة من أكثرها حدة، إذ سمحوا بالقليل من الفرص على مرماهم، بينما تسببوا في مشكلات متكررة لليفربول بخاصة في الشوط الثاني.
ومازح بوستيكوغلو بأن "تشكيل خط الوسط كان أكثر تحفظاً"، مع النكتة التي قالها "كان لديه ثلاثة لاعبين فقط للاختيار من بينهم".
لقد برز عدد من لاعبيه الأصغر سناً، وخصوصاً بيرغفال وغراي، وكان الأخير مميزاً للغاية، وهو أمر كان أكثر إثارة للإعجاب نظراً إلى أنه كان يواجه مهاجمين في حالة جيدة مثل كودي غاكبو ومحمد صلاح، ولم يكن بوسعهما فعل كثير، تماماً مثل فريقهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد كان هذا المستوى استمراراً لأداء ليفربول ضد مانشستر يونايتد، وهو ما قد يثير قلقاً طفيفاً لدى الهولندي سلوت.
لقد تأثر ليفربول بالتغييرات لكنه لا يزال فريقاً قوياً، حتى الياباني واتارو إندو، الذي دخل كبديل لجاريل كوانساه في مركز قلب الدفاع، لعب في هذا المركز من قبل في الأقل.
وأصر سلوت على أنهم كانوا الفريق الأقوى، وإن لم يكن بمستوى المباراة التي فاز فيها بنتيجة (6 - 3) لكن هذا كان مشكوكاً فيه.
لقد كان هناك نقصاً في التزامن عندما أخذ صلاح الكرة من دون داع من قدم زميله أليكسيس ماك أليستر عندما كانت هناك فرصة لتسديدها، قبل أن يسددها بقوة فوق العارضة، وكانت هناك فترات طويلة لم يزعجوا فيها الحارس كينسكي، في الأقل من حيث الجهود المبذولة على المرمى.
في إحدى المواقف تغلب ترينت ألكسندر أرنولد على الوافد الجديد المثير للإعجاب عبر تسديدة رائعة، لكن المدافع رادو دراغوشين كان حاضراً لإبعاد الكرة عن خط المرمى.
وكان لدى كينسكي لحظة تردد طفيفة عندما ضغط عليه، وكانت الكرة عند قدميه في الشوط الأول، لكن الأمر لم يكن مقارباً للضغوط التي تحملها حارس المرمى الأكثر خبرة أليسون في الشوط الثاني.
لقد حاول البرازيلي القيام بإحدى لفات كرويف في منطقة الجزاء ضد بيرغفال، لكن لاعب الوسط نهض وأحرج أليسون على الفور بقطع الكرة بعيداً منه، ثم سدد بيدرو بورو الكرة من فوق أليسون بثقة لكنها مرت بجوار المرمى.
وكان هناك شعور متزايد بأن ليفربول يتورط في مزيد من المتاعب أكثر مما يفعل عادة، وأن توتنهام يضغط عليه بصورة متزايدة، وبدا الأمر وكأنهم كانوا في أفضل حالاتهم في الدقيقة الـ80، وبدا أن دومينيك سولانكي تفوق أخيراً على خط دفاعهم العالي، إذ اندفع نحو المرمى ليضع الكرة في مرمى أليسون.
كان الأمر مجرد تسلل، كما أعلن الحكم ستيوارت أتويل في النهاية أمام جماهير الملعب وفقاً للقاعدة الجديدة، وعندما سئل سلوت عن هذا "الابتكار الجديد"، قال مازحاً "سيكون الأمر أكثر إثارة للاهتمام للجميع إذا أوضح لماذا لم تكن هناك بطاقة صفراء ثانية".
وسرعان ما تبع مصدر شكواه لحظة سولانكي، إذ حصل بيرغفال على هدف الفوز المستحق له ولتوتنهام، بينما أصر ليفربول على أنه كان الفريق الأفضل وأن هذا لم يكن ليحتسب على أية حال، إذ كان بيرغفال ارتكب خطأ ضد كوستاس تسيميكاس في ما بدا أنه يستحق البطاقة الصفراء الثانية.
لكن الحكم أتويل لم ينذره، وكان حراً في الاستفادة من بعض التراخي الدفاعي، حينما لعب المثير للإعجاب بيدرو بورو الكرة إلى سولانكي الذي تسلمها بعدما تفوق جسدياً على إبراهيما كوناتي ثم مرر الكرة إلى بيرغفال، الذي وضع الكرة في المرمى، ولم يكن لدى أليسون أية فرصة للتصدي لها، وسط اعتراضات ليفربول التي أدت إلى إنذار مساعد سلوت في النهاية بسبب الاحتجاج المستمر.
سلوت الذي هدأ بمرور الوقت تحدث بطريقة فلسفية عن كيف كان بوستيكوغلو يشكو من القرارات يوم السبت، وكان محظوظاً بينما كان ليفربول غير محظوظ.
واستمع المدرب الهولندي باهتمام إلى نظيره بوستيكوغلو الذي تحدث مطولاً عن مدى دهشته من أن ثقافة كرة القدم الإنجليزية "موطن اللعبة" سمحت لنفسها بالتأثر بتقنية الفيديو المساعد، ولم يتحدث عنها سوى "أسترالي من الجانب الآخر من العالم".
وحول الإعلان الجديد لتقنية الفيديو سأل بوستيكوغلو، "هل استمتع الجميع حقاً بالإعلان، هل منحكم الحماسة؟".
لقد قال بوستيكوغلو مثل هذا النوع من التعليقات من قبل، لكن هذه المرة ذهب بعيداً، وربما شعر أن لحظة النصر هي الوقت الأفضل للقيام بذلك، كما أن ذلك يلقى استحساناً كبيراً، إذ ينعش صورته كرجل الشعب.
من المؤكد أنه سيشعر بالحماسة من الفوز، وما يعنيه ذلك، إذ أصبح توتنهام على بعد خطوة من النهائي، على رغم وجود مباراة إياب شاقة في "أنفيلد".
قد يحدد ذلك موسمهم، بينما يحتاج ليفربول إلى إعادة شحن طفيفة لإنقاذ موسمه.
© The Independent