Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفايات الافتراضية من تحديات العالم التقني في عام 2025

شهد عام 2024 إخفقات تكنولوجية فالذكاء الاصطناعي المتيقظ زيف التاريخ "وستارلاينر" هبطت من دون طاقمها والنفايات التوليدية أصبحت في كل مكان على الإنترنت

لم يخلُ عام 2024 من الإخفاقات التكنولوجية التي بدا بعضها غريباً وبعضها مضحكاً (pixabay)

 

ملخص

وضع الذكاء الاصطناعي المتيقظ "غوغل" في مشكلة حقيقية، بعد أن صوّر تطبيق "جيميني" النازيين كذوي أصول أفريقية، إذ أظهر صوراً لأشخاص سمر البشرة وآسيويين يرتدون الزي العسكري النازي في فترة الحرب العالمية الثانية، وأظهر صوراً لهنود حمر يرتدون زي الفايكنغ، وعدّه المتخصصون تزييفاً للتاريخ.

يتصاعد خط التطورات التكنولوجية عاماً بعد عام، وفي حين كان عام 2024 عامراً بالقفزات، إلا أنه لم يخلُ أيضاً من الإخفاقات التي بدا بعضها غريباً وبعضها مضحكاً بينما كلف بعضها الآخر أصحابه كثيراً. في هذا المقال سنتناول أبرز ثلاثة إخفاقات وحالات فشل وردت في المراجعة السنوية لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).

تزييف الذكاء الاصطناعي المتيقظ

وضع الذكاء الاصطناعي المتيقظ، "غوغل" في مشكلة حقيقية بعد أن صوّر تطبيق "جيمني" النازيين كذوي أصول أفريقية، إذ أظهر صوراً لأشخاص سمر البشرة وآسيويين يرتدون الزي العسكري النازي في فترة الحرب العالمية الثانية، وأظهر صوراً لهنود حمر يرتدون زي الفايكنغ، وعدَّه المتخصصون تزييفاً للتاريخ.
وكانت ميزة توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيق "جيميني" من "غوغل"، التي أُطلقت في فبراير (شباط) 2024، مصممة لإظهار التنوع والاختلاف بحماسة مبالغ بها، بعدما بدت في وقت سابق وكأنها تميل إلى إظهار صور الرجال البيض عندما يُطلب منها صور لرجال الأعمال أو الأطباء، وحين حاولت "غوغل" أن تجنّب "جيميني" هذا الفخ، وقعت بدلاً من ذلك في فخ آخر، لتصور جورج واشنطن (أول رئيس للولايات المتحدة) على أنه أسود والبابا على هيئة امرأة آسيوية، ضاربة بكتب التاريخ عرض الحائط.
وبعد سيل من الانتقادات اعترفت "غوغل" بالخطأ وتراجعت محرجة لتوقف ميزة "جيميني" في رسم وتصوير الأشخاص، معلنة في مقال خاص في الشهر ذاته (فبراير 2024) وقف توليد الصور موقتاً للعمل على نسخة محسنة وزيادة دقة استجاباتها قبل إعادة تشغيلها. وأكدت "غوغل" أنه "عندما أنشئت هذه الميزة ضبطناها للتأكد من ألا تقع في بعض الأفخاخ مثل إنشاء صور عنيفة أو جنسية أو منحازة لنوع عرقي واحد أو تصوير لأشخاص حقيقيين، أو صور تاريخيه غير دقيقة".
وطلبت "غوغل" مراعاة شيء واحد هو أن "جيميني" صُممت كأداة إبداعية وإنتاجية، لذا قد ترتكب أخطاء ولا يمكن أن تكون موثوقة دائماً عندما يتعلق الأمر بإنشاء صور أو نصوص حول الأحداث الجارية والأخبار المتطورة أو المواضيع الساخنة.
وحتى اليوم لا تزال ميزة إنشاء صور للأشخاص غير ممكنة باستخدام النسخة المجانية من "جيميني"، في حين لا تزال الإصدارات المدفوعة قادرة على ذلك.

"ستارلاينر" تهبط من دون طاقمها

بعدما أوصلت "ستارلاينر"، المركبة الفضائية التي طال انتظارها والقابلة لإعادة الاستخدام، رواد الفضاء التابعين لوكالة "ناسا" على متن محطة الفضاء الدولية، بعدما كان من المفترض أن يعود الرائدان "بوتش ويلمور" و"سوني ويليامز" بالمركبة إلى الأرض في يونيو (حزيران) 2024، بعد أسبوع من إطلاقها، إلا أن تسربات الهيليوم وأعطالاً في محركها أفسدا رحلتهما، لتعود الكبسولة إلى الأرض وتهبط في صحراء نيو مكسيكو من دون طاقمها، وبذلك سيبقى الرائدان التابعان لوكالة "ناسا" في محطة الفضاء حتى أواخر فبراير 2025، حين ستعيدهم مركبة من شركة "سبيس إكس" (المنافسة لشركة بوينغ) إلى الوطن في الموعد المقرر. وبذلك تُمدد مهمتهما الأصلية التي كان يفترض أن تستمر ثمانية أيام فقط إلى أكثر من ثمانية أشهر. ووفقاً لتحليل وكالة "رويترز" للإيداعات المالية، كلفت "ستارلاينر" شركة "بوينغ" 1.6 مليار دولار من التجاوزات منذ عام 2016.
لكن هذا لم يكن العطل الوحيد الذي سُجل في تاريخ شركة "بوينغ" خلال عام 2024، إذ واجهت الشركة مشكلات كبيرة بعدما تعرضت طائرة "737 ماكس" الجديدة التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" في يناير (كانون الثاني) لحال طوارئ في الجو بعدما فقدت أربعة مسامير رئيسة.
وبعدما واجهت إضراباً للعمال، وافقت على دفع غرامة كبيرة بسبب تضليل الحكومة في شأن سلامة طائرتها "737 ماكس"، وطردت رئيس وحدة الفضاء والدفاع الخاص بالشركة وشهدت استقالة رئيسها التنفيذي في مارس (آذار) من العام نفسه.

وفي حين شددت إدارة الطيران الفيدرالية الرقابة على "بوينغ" ومنعتها من توسيع إنتاج "ماكس" حتى تحقق تحسينات كبيرة في الجودة والسلامة، قال الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، "في هذه المرحلة الحرجة، أولويتنا هي استعادة ثقة عملائنا وتلبية المعايير العالية التي يتوقعونها منا لتمكينهم من أداء مهماتهم الحيوية في جميع أنحاء العالم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نفايات الذكاء الاصطناعي

وتشير آخر الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيسهم في تراكم 5 ملايين طن من النفايات الإلكترونية AI slop)) بحلول عام 2030، وإذا ما علمنا أن كمية النفايات تزداد طرداً مع سرعة تطور التكنولوجيا، وأن العمر الافتراضي للأجهزة أصبح يراوح ما بين عامين وخمسة أعوام، وأن هذه الأجهزة التي نتخلص منها تحوي معادن ثمينة ومواد خطرة، سيشكل هذا الأمر تهديداً للصحة والبيئة على حد سواء، لذا تتطلب معالجة هذه القضية تحقيق المسؤولية البيئية والاجتماعية للشركات التجارية والشركات المصنعة، بحسب تقرير لمجلة "أم آي تي تكنولوجي ريفيو".
ويقترح مختصون مجموعة حلول للتقليل من هذه النفايات، ومنها إطالة العمر الافتراضي للأجهزة وتجديد مكوناتها وتصميمها بشكل يسهل ترقيته وإعادة تدويرها بدلاً من التخلص منها بهذه السرعة، مما يُفترض أن يخفض النفايات بنسبة قد تصل إلى 86 في المئة، مع توفير سياسات مناسبة لضمان إعادة التدوير الآمن لهذه النفايات وضمان إزالة المعلومات الحساسة من الأجهزة.

لكن مخلفات الذكاء الاصطناعي الأخطر هي ما يستهلكه البشر بصورة متزايدة عبر الإنترنت في الوقت الحالي، بعدما غمر الإنترنت بنصوص وصور أُنشئت بواسطة الكمبيوتر وجرى تصورها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتصف صحيفة "نيويورك تايمز" تلك المخلفات بالمشبوهة، بينما تجدها مجلة "وايرد"WIRED)   (نوعاً من الدادائية.

كذلك فإن مخلفات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت شائعة بصورة كبيرة جداً، غالباً ما تكون مسلية إلا أنها في الحقيقة مضيعة للوقت، إذ لا يمكن التحقق من صحة مخرجات الذكاء الاصطناعي التي تهدف في الغالب إلى الحصول على مزيد من النقرات.
وادعى الباحثون هذا العام أن نحو نصف المنشورات الطويلة على "لينكد إن" و"ميديوم" أُنشئت جزئياً بواسطة الذكاء الاصطناعي، ومواقع التواصل الاجتماعي غارقة في مخلفات الذكاء الاصطناعي، وفي الواقع ينشر كثير من الحسابات كميات كبيرة من المواد المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في انتشار مزيد ومزيد من المحتوى الرقمي المنفلت من الرقابة والمتدني الجودة.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم