Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بيتكوين" في 2025... كيف نستثمر بصورة آمنة في العملة المشفرة؟

بنك سويسري ينصح بتخصيص 2 في المئة فقط من المحافظ الاستثمارية للمشفرات

يرى البنك السويسري في الفائدة المنخفضة في عام 2025 دعماً لصعود أسعار العملات المشفرة (رويترز)

ملخص

يتوقع "لومبارد أودييه" مستويات دعم فني لسعر "بيتكوين" الهابط عند 88740 دولاراً و78705 دولارات

جرى تداول "بيتكوين" بأكثر من 100 ألف دولار للمرة الأولى، في عام 2024، مما رفع العائدات إلى نحو 120 في المئة لهذا العام، لكن ثمة نصائح يتعين على المستثمرين مراعاتها عند اتخاذ قرار في شأن الاحتفاظ بالعملة المشفرة في محافظهم الاستثمارية في عام 2025.

منذ نشأتها، أثارت عملة "بيتكوين" وغيرها من العملات المشفرة نقاشات بين المتحمسين والمنتقدين حول طبيعتها وقيمتها، وتقول إحدى وجهات النظر، إن العملات المشفرة تفتقر إلى خصائص العملة الورقية، رغم أن بالإمكان استعمالها وسيلة للتبادل، وكثيراً ما تتبنى البنوك المركزية هذا الرأي، فيما يستمر النقاش حول ما إذا كانت العملات المشفرة مؤهلة لتصبح أصولاً مالية، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل قدرتها على تخزين القيمة أو فائدتها الأساسية.

في المقابل، هناك من يقول إن العملات المشفرة هي أدوات استثمارية بحسب ما يتضح من زيادة استخدامها ورسملتها، لكنها ليست أصولاً أو مخزناً للقيمة يضاهي تلك التي نحتفظ بها في تخصيصات الأصول الاستراتيجية، وعلاوة على ذلك، فإن العملات المشفرة لديها تقلبات وانخفاضات (انخفاضات من ذروة الأسعار خلال فترة معينة) أكبر بكثير من أي أصل مالي آخر، وهو ما يخلف آثاراً على محافظ الاستثمار، لذلك يتجنب البعض إدراج العملات المشفرة في تخصيصات الأصول.

لكن ثمة نصائح يتشاركها بنك "لومبارد أودييه السويسري" للمستثمرين الذين يحتفظون بالعملات المشفرة في محافظهم، إذ يقدم دليلاً تقريبياً حول تأثيرات محافظهم لمساعدتهم على إدارة التأثيرات الجانبية لتقلباتهم الضخمة، والخسائر التي يمكن أن تحدث في أي فترة من فترات الاحتفاظ بتلك العملات.

كيف تعمل "بيتكوين"؟

في مذكرة لرئيسة استراتيجية الاستثمار والاستدامة والبحث في البنك، نانيت هيشلر فايدهيربي وزميلها بول بيسانجر، يتضح أن تعدين عملة "بيتكوين" جديدة رقمياً يجري عندما يحل "عمال التعدين" لغزاً تشفيرياً معقداً، وتسمح هذه العملية لعمال التعدين بالتحقق من صحة المعاملات وتسجيلها على سلسلة الكتل الخاصة بالشبكة، ويجري مكافأتهم عليها بعملات "بيتكوين" جديدة، ويتحدد سعر "بيتكوين" في السوق من خلال العرض والطلب الإجماليين، ويتأثر السعر بعوامل بما في ذلك معنويات المستثمرين والتبني والتطورات التكنولوجية والظروف الاقتصادية الكلية، ولا يرتبط هذا السعر بشكل مباشر بالمعاملات المعلقة على الشبكة.

بشكل منفصل، تتأثر رسوم المعاملات على شبكة "بيتكوين" (تسمى أحياناً "رسوم التعدين") بالطلب على تسوية المعاملات والقدرة المتاحة للتعدين، وعندما يتجاوز الطلب على المعاملات قدرة معالجة الشبكة، تزداد هذه الرسوم، ومن ثم، عندما نفكر في العملات المشفرة، فإننا نفكر في عمليات التسوية الرقمية التي تخلق المكافآت، ولها قيمة نقدية تتقلب كدالة للطلب والعرض، بحسب مذكرة البنك.

بحسب معدا المذكرة، فإن الميزة الإضافية هي أن بروتوكول "بيتكوين" يحدد العرض الإجمالي عند 21 مليون عملة، مما يخلق ندرة، ويحافظ على هذه الندرة من خلال عملية خفض العرض، التي تقلل معدل تعدين "بيتكوين" إلى النصف كل 210 آلاف كتلة، ويحدث هذا عادة كل أربعة أعوام، وحدث آخر خفض للنصف في أبريل (نيسان) 2024، ومع ذلك، فإن التقلبات حول اتجاهات الأسعار التاريخية منذ البداية أعلى من أي أصل مالي آخر، والتنظيم أو ديناميكيات السوق التي تحول الطلب بشكل نهائي يمكن أن توقف أي اتجاه سابق.

تاريخ من التقلبات

في أواخر عام 2009، تدولت "بيتكوين" للمرة الأولى بسعر 5.02 دولار مقابل 5050 "بيتكوين" استخدمت في معاملة حقيقية في عام 2010 حين استبدلت 10 آلاف "بيتكوين" مقابل بيتزا. وسجلت العملة المشفرة عدداً من القمم التي تلتها انخفاضات تصل إلى 80 في المئة قبل أن تنتعش من جديد، ونتيجة لذلك، فإن العائد السنوي المتوسط والتقلبات شديدة الحدة، إذ بلغ متوسط العائدات المحققة السنوية للعملة المشفرة ما يقرب من 170 في المئة منذ منتصف عام 2010 مع تقلب سنوي بنسبة 109 في المئة، وهذا يتجاوز بكثير تقلب الأصول المالية التقليدية، وهو ما يجعل مقياس العائدات مقابل الأخطار أعلى في المتوسط من الأصول المالية الأخرى، علاوة على أن ارتباطات "بيتكوين" بالأصول الأخرى منخفضة للغاية.

اثنان في المئة فقط

مع ذلك، فإن ما يميز "بيتكوين" هو تقلبها الشديد وانخفاضاتها الضخمة مقارنة بالأصول المالية الأخرى، ونتيجة لهذا، فإن تخصيص اثنين في المئة فقط من "بيتكوين" يمكن أن يغير بشكل كبير التقلبات الكلية للمحفظة، وهو ما يعادل التقلبات من جميع مراكز المحفظة في سوق الأسهم الأميركية، بحسب نانيت وبول.

بحسب نانيت وبول، فإنه مع تزايد تعقيد تعدين العملات المشفرة، تزداد الطاقة اللازمة لإنشاء عملة، وفي الأعوام الخمسة الماضية، ارتفع إجمالي الطلب على الكهرباء لتعدين العملات المشفرة 10 أضعاف، ويقدر حالياً بأكثر من 129 تيراواط / ساعة سنوياً، ووجدت الأمم المتحدة أن نحو ثلثي الكهرباء المستخدمة في تعدين "بيتكوين" في 2020-2021 جاءت من الوقود الأحفوري، ونظراً لأن الكهرباء ذات المصدر المستدام أصبحت الآن أرخص من مصادر الوقود الأحفوري، فقد تتحول الطاقة المستخدمة في تعدين العملات المشفرة بصورة متزايدة إلى بدائل خضراء.

من منظور البنك السويسري، تشمل الأخطار الأخرى سلامة محافظ العملات المشفرة واستخدام العملات المشفرة في أنشطة غير مشروعة أو إجرامية، إذ تشير تقارير وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، (يوروبول)، إلى أن الاستخدام غير المشروع للعملات المشفرة يرتبط في الغالب بغسيل الأموال والتجارة عبر الإنترنت في السلع والخدمات غير المشروعة والاحتيال، ولا يزال نطاق الاستخدام غير القانوني للعملات المشفرة غير مؤكد، في وقت تختلف التقديرات التي استشهد بها "يوروبول" على نطاق واسع، من بين 0.34 و23 في المئة من جميع معاملات العملات المشفرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يمكن للبنك السويسري "لومبارد أودييه" التنبؤ بأسعار "بيتكوين" إذ لا يستطيع مراقبة العوامل التي تحرك قيمة العملة المشفرة، ومع ذلك، يستخدم التحليل الفني لمراقبة اتجاهاتها وزخمها، ومع انخفاض سعر "بيتكوين" إلى ما دون حاجز 100 ألف دولار، فإن مستويات الدعم الفني لسعر "بيتكوين" الهابط تقع عند 88740 دولاراً و78705 دولارات، وهو ما يتوافق مع المستويات التي قد تستقر عندها السوق، وعلى الجانب الإيجابي من 100 ألف دولار، فإن مستويات المقاومة الفنية التالية تقع عند 102145 دولاراً ثم 106975 دولاراً، وهذه هي العتبات التي يتوقع عندها توقف السوق، واختبار قوة الطلب مقابل العرض مع ارتفاع الأسعار.

تقول نانيت وبول، "قد يؤدي تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتعيينه لأنصار العملة المشفرة في مناصب رئيسة في إدارته، إلى إنشاء أطر مؤسسية أميركية أكثر دعماً، والاستخدام الأوسع للعملات المشفرة للمدفوعات والتسويات. ومن المرجح أيضاً أن تدعم أسعار الفائدة المنخفضة في عام 2025 الأسعار، لكن البيئة الداعمة لا تعني أن التقلبات قد تبخرت وأن الأخطار خفتت، إذ يتعين على المستثمرين الذين يقررون الاحتفاظ بالعملات المشفرة أن يكونوا حذرين بصورة خاصة حول مقدار الوزن الذي يعطونه لها في محافظهم الاستثمارية، نظراً للإمكانية التي قد تؤدي بها العملات المشفرة إلى زعزعة توازن الأخطار في أي محفظة متعددة الأصول".

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية