Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البيضاء اليمنية تنفجر بحرائق الغاز والاحتجاج

قتلى الانفجار الدامي ومصابوه بالعشرات فيما تشير أصابع الاتهام إلى الحوثي وسط مواجهات مع الأهالي في بعض مديريات المحافظة

وكيل المحافظة في الحكومة الشرعية اتهم نقطة تفتيش تابعة لميليشيات الحوثي بإطلاق نار تسبب بالانفجار  (مواقع التواصل)

ملخص

ذكرت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً أن عدد قتلى ومصابي انفجار محطات الغاز بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء وصل إلى 91.

لا تزال أعداد قتلى انفجار ثلاث محطات لتعبئة الغاز المنزلي في مديرية الزاهر التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، في تزايد مستمر، إثر الحادثة المروعة التي وقعت أمس السبت.

ونقلت مصادر إعلامية يمنية عن شهود عيان ومصادر طبية في المحافظة الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي قولها إن أربع محطات للغاز انفجرت في سوق منطقة "الناصفة" بالمديرية، عند الضواحي الجنوبية لمحافظة البيضاء، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، ذكرت وسائل إعلام أن تعداد القتلى وصل إلى نحو 15 شخصاً ومرشح للزيادة.

وفيما لم تعرف بعد الإحصائية النهائية للضحايا، لكن سلطات حركة الحوثي أعلنت أن عدد القتلى ارتفع إلى 17 إضافة إلى إصابة العشرات.

وذكرت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً أن عدد قتلى ومصابي انفجار محطات الغاز بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء وصل إلى 91.

وأوضحت الوزارة في البيان "كحصيلة أولية أسفر الحادث عن سقوط 91 ضحية منهم 17 حالة وفاة وأكثر من 50 حالتهم حرجة".

وأشارت إلى أن البحث مستمر عن مفقودين جراء الحادث المروع الناتج عن انفجار أربع محطات للغاز وسط سوق شعبي وقت اكتظاظه بالباعة والسيارات.

اللهيب المتطاير

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر التهام النيران العشرات من السيارات التي كانت قرب المحطة الواقعة وسط السوق الشعبية، وهو ما يؤشر إلى أن أعداد الضحايا كبيرة.

وفي حين لم تتضح بعد أسباب الانفجار، اتهم وكيل محافظة البيضاء في الحكومة الشرعية أحمد محمد الحميقاني نقطة تفتيش تابعة لميليشيات الحوثي بإطلاق نار تسبب بانفجار المحطة.

وقال الحميقاني في تصريح صحافي "إن انفجار محطة الغاز ناتج من قيام إحدى النقاط العسكرية بإطلاق نار على سيارة فأصاب الطلق الناري المحطة وتسبب في انفجارها".

يأتي هذا في وقت تتسع فيه رقعة التطورات في اليمن على نحو لا تحبذه جماعة الحوثي الذراع الباقية لمشروع طهران في المنطقة العربية، بين توترات داخلية باشتعال نيران مقاومة شعبية مسلحة في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء، وأخرى خارجية ممثلة باشتداد وطأة الغارات الأميركية والإسرائيلية التي تستهدف أهدافاً مفترضة للميليشيات في صنعاء والحديدة وعمران وصعدة وغيرها.

وينظر مراقبون للأحداث الجارية في منطقة "حنكة آل مسعود" بمديرية القريشية التابعة لمحافظة البيضاء باهتمام بالغ، وهم يرون أن أحداثها قد تقدح الشرارة الأولى لإشعال النار تحت أقدام الحوثي كبداية لغضبة شعبية متنامية يعبر عنها الأنين الصامت للجوعى أحياناً والتململ المعلن أحايين أخرى جراء سياسات الجماعة الطائفية وسلوكها القمعي الرهيب ضد كل مخالفيها.

شاهد زور فقط

ويعزز من هذا الطرح جملة من معطيات الواقع، منها توالي الانهيارات في حلفاء المجموعة التي يراد لها أن تكون البديل الموضوعي لـ"حزب الله" والنظام السوري، كما جاء على لسان القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني حسین الله كرم، الذي قال إن اليمن قد حل محل سوريا في العقيدة الأمنية الإيرانية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

يقول الباحث السياسي وليد التميمي إن الحكومة الشرعية مخيرة بين استغلال المزاج المحلي والدولي الداعي إلى طي صفحة الحوثي للأبد، قبل أن تضيق بها الخيارات مستقبلاً وتقبل به شريكاً سرعان ما سينقلب عليها.

ويعتقد التميمي أن "على الشرعية استغلال الظروف المواتية بالتدخل لوضع حد لجرائم ميليشيات الحوثي في قيفة، والاتعاظ من دروس تخليها عن أبناء حجور (بمحافظة حجة شمال البلاد) الذين تعرضوا للإبادة والإعدامات الجماعية على يد الحوثي بينما كان بمقدورها إسنادهم".

يضيف أنه "من غير المنطقي أن تظل الشرعية شاهد زور على جرائم الحوثي وتنشغل وتشغل الرأي العام بصراعات أجنحتها وأقطاب المجلس الرئاسي في ملفات الفساد والكيد السياسي".

انعكاسات دولية 

وأمام التطورات الجارية في منطقة قيفة يستحضر التميمي ما وصفه "استغلال الظروف والتطورات الدولية لوقف خطر الحوثي الذي لن يتوانى عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سبيل إخضاع قيفة، كما فعل من قبل في مناطق الأقروض والحوبان بتعز (جنوب غرب) والمسيمير بلحج (جنوب) وقرية آل المهد الفقيه في الحديدة (غرب) حين أدخل إلى الجبهات التي استعصى كسرها سلاح الغازات السامة التي أودت بحياة العشرات بين قتلى وإصابات بالشلل الرعاش والاختناق الشديد".

ويشير إلى انعكاسات التطورات الجارية في سوريا ولبنان على الجماعة الحوثية التي انكسرت وهزمت في جبهات عدة، عندما شنت هجمات متكررة على تحصينات لقوات الشرعية في تعز ومأرب والضالع ولحج في الأيام الماضية "ومنيت بخسائر فادحة وبدلاً من تقدم قواتها تراجعت وخسرت مواقع استراتيجية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


هذه المستجدات، بحسب التميمي تؤكد "أن الروح المعنوية للجيش اليمني والمقاومة الوطنية مرتفعة، فيما تنهار معنويات عناصر الميليشيات لإدراكهم بدنو الهزيمة الساحقة إذا ما قررت الشرعية إعلان ساعة الصفر كحق شرعي لها في إنهاء الانقلاب، وإنقاذ ما بقي من مقدرات الحوثي وبنيته التحتية التي تقامر بها الميليشيات في حروب خارجية عبثية تسعى إلى إطالة أمدها خدمة للمشروع الصفوي السلالي الطائفي المصنوع في قم".

الشرعية مكتفة

حال القلق التي تعيشها الجماعة في مناطق سيطرتها ظهرت على هيئة قرارات ملزمة أصدرتها لقياداتها بالبقاء في مناطق تحت الأرض ومغادرة العاصمة صنعاء إلى مناطق جبلية أكثر تحصيناً وأماناً، خشية عمليات الاستهداف الإسرائيلي والأميركي الذي لم يستهدف قيادياً منذ بدء العمليات ضد الميليشيات في اليمن قبل نحو عام.

في حين جدد وزير الدفاع الإسرائيلي الجمعة عزم بلاده على ملاحقة القيادات الحوثية، وقال إن يد إسرائيل الطويلة ستصل إليهم ولن يفلتوا من العقاب. الوعيد ذاته أطلقه رئيس الوزراء نتنياهو الذي جدد الأربعاء تهديده للحوثين، متوعداً بأنه سيلقن الجماعة  درساً قاسياً كما فعل مع "حماس" و"حزب الله" ونظام الأسد، على حد قوله.

هذه المعطيات تشير إلى أن التوجه الإسرائيلي ربما بدأ عملياً على الأرض بصورة فعلية كشف عنها توسيع نطاق الاستهداف الذي شهدته العاصمة صنعاء أول من أمس الجمعة وعدد من المحافظات الأخرى، والبدء بملاحقات لتصفية قادة الميليشيات التي تتحصن في المرتفعات الجبلية الشاهقة والكهوف الحصينة في عمران وصعدة وغيرهما. 

وإضافة إلى المزاج الأميركي والبريطاني الذي يبدي نية في الدفع نحو إنهاء حقبة الحوثي في اليمن بالتعاون مع الحكومة الشرعية في البلاد، لا تبدو على الأخيرة أية نيات للتحرك العسكري على رغم المبادرة الشعبية المتواضعة كما هي الحال بقبائل قيفة بالبيضاء.

يقول الكاتب السياسي نشوان العثماني إن الحكومة مكتفة الأيدي بالإقليم والمجتمع الدولي على رغم آمال الشعب اليمني بتكرار تجربة سوريا في بلادهم عبر الحكومة المعترف بها.

ويستدل بأن "ما حدث في البيضاء يحدث كل مرة بينما يظل هؤلاء المقاومون الأبطال في ساحة الحرب بمفردهم عندما تكررت الأحداث في أجزاء من حجة والبيضاء، وما زالت".

يشير العثماني إلى البعد المذهبي في طبيعة الصراع الذي يتمثل في "انتماء جيوب المقاومة للإطار السني، أي المختلف عن البعد المذهبي الذي ينتمي إليه السلاليون الحوثيون (المذهب الزيدي) ولذلك نلاحظ اتهامهم بالإرهاب بينما الواقع يؤكد أن جماعة الحوثيين الإمامية السلالية فعلت باليمنيين أكثر مما فعلته ’داعش‘ وكل جماعات الإرهاب في كل العالم".

المزيد من تقارير