ملخص
دفع قلق النظام الإيراني من تكرار انفجارات أجهزة البيجر في لبنان وسوريا منظمة الطيران المدني إلى حظر حمل جميع معدات الاتصالات والهواتف المحمولة على متن الرحلات الجوية
أعلن نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف اكتشاف متفجرات وضعت في معدات الطرد المركزي النووية التي اشترتها طهران، ولم يقدم سوى تفاصيل قليلة عن هذا الموضوع خلال مقابلة أجراها معه موقع "حضور" الإلكتروني نُشرت في الـ 13 من يناير (كانون الثاني) الجاري، إذ ربط نائب الرئيس الإيراني هذا الادعاء بالتحديات الأمنية الأوسع التي قال إن بلاده تواجهها بسبب العقوبات الغربية.
اعتماد على وسطاء
وأضاف ظريف أن العقوبات أجبرت الحكومة الإيرانية وحلفاءها على الاعتماد على وسطاء لشراء المعدات التي يحتاجونها، مما يخلق ثغرات يمكن لدول مثل إسرائيل أن تستغلها.
وأكد محمد جواد ظريف أن "زملاءنا قد اشتروا منصة طرد مركزي لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والتي تبين أنها تحوي متفجرات في داخلها، إلا أنهم استطاعوا اكتشافها وإزالتها بنجاح"، فيما لم يحدد ظريف تاريخ اكتشاف هذه المواد المتفجرة أو تفاصيل أخرى عن الحادثة، لكنه أضاف أن المواد المتفجرة جرت إزالتها بنجاح.
وفي أعقاب الانفجار الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز منتصف أبريل (نيسان) 2021، وصف النظام الإيراني في حينها هذا الانفجار بأنه "إرهاب نووي" واتهم إسرائيل بالتورط فيه، وظلت إسرائيل التي لديها تاريخ طويل من الهجمات الإلكترونية والاغتيالات الممنهجة التي تهدف إلى مواجهة البرنامج النووي الإيراني وتأخير تقدمه، صامتة في شأن هذا الاتهام الإيراني وقتها.
"زرع المتفجرات"
ووصف ظريف الادعاء بـ "زرع المتفجرات" في معدات أجهزة الطرد المركزي التي جرى شراؤها عبر وسطاء أجانب بأنه جزء من العمليات الإسرائيلية المنسقة لاستغلال نقاط الضعف التي اضطرت إيران إلى اللجوء إليها، وقال ظريف إنه "بدلاً من طلب المعدات مباشرة من الشركات المصنعة فإنه يتعين على إيران الاعتماد على عدد من الوسطاء، وإذا ما كانت إسرائيل قادرة على التسلل حتى إلى واحد من هؤلاء الوسطاء فيمكنها زرع أي شيء، وهذا ما فعلته إسرائيل بالضبط".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أشار ظريف إلى سلسلة من الانفجارات التي شهدها لبنان في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي عندما فجرت إسرائيل أجهزة "البيجر" والاتصال اللاسلكي التابعة لـ "حزب الله" اللبناني، مما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر الحزب وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين بجروح خطرة، وكان السفير الإيراني في لبنان من بين الجرحى و فقد إحدى عينيه كما بترت أصابعه.
حملة تحقيقات
وقال محمد جواد ظريف إن قضية أجهزة "البيجر" كانت عملية إسرائيلية خطط لها لأعوام عدة وبعناية شديدة، ويعود تبني القادة الإسرائيليين المسؤولية عن انفجارات أجهزة البيجر بسبب الحرب التي شنها "حزب الله" ضد إسرائيل على مدى 14 شهراً دعماً لحركة "حماس".
وتحدثت التقارير الإعلامية في إيران حينها عن أن الحرس الثوري، وعقب انفجار أجهزة "البيجر" وغيرها من معدات الاتصالات التابعة لـ "حزب الله"، منع استخدام هذه المعدات وبدأ حملة تحقيقات واسعة النطاق مع قياداته وعناصره.
وفي السياق نفسه دفع قلق النظام الإيراني من تكرار انفجارات أجهزة "البيجر" في لبنان وسوريا منظمة الطيران المدني إلى حظر حمل جميع معدات الاتصالات والهواتف المحمولة على متن الرحلات الجوية.