ملخص
يشير مصطلح تغير المناخ، الذي يعرف أيضاً بأزمة المناخ أو التغير المناخي، إلى التحولات الكبيرة والمستمرة في أنماط الطقس والمناخ على كوكب الأرض
من الولايات المتحدة إلى البرازيل واليابان وغيرها من بلدان العالم، باتت شتى بقاع الأرض عرضة لتأثيرات متباينة من التغيرات المناخية. حرائق مرعبة في كاليفورنيا خلفت قتلى وآلاف الأفدنة المحروقة، وموجات جفاف في البرازيل ضربت مزاج العالم (القهوة) في مقتل مع تراجع إنتاج البن.
أمام التأثيرات المختلفة للحرائق والفيضانات والجفاف وتراجع إنتاجية المحاصيل، يقف مليارات البشر على وجه الكوكب في حيرة من أمرهم بأسئلة يتزايد البحث عن إجابات لها في شأن التغيرات المناخية بكل تفاصيلها.
1 - ما تغير المناخ؟ وكيف يمكن للإنسان العادي تلمسه؟
يشير مصطلح تغير المناخ، الذي يعرف أيضاً بأزمة المناخ أو التغير المناخي، إلى التحولات الكبيرة والمستمرة في أنماط الطقس والمناخ على كوكب الأرض. هذه التغيرات يمكن أن تحدث على مدى فترات زمنية طويلة وقد تؤثر في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك البيئة والاقتصاد والصحة العامة.
ويمكن للإنسان العادي أن يشعر بتأثيرات تغيير المناخ في حياته اليومية، كأن يلحظ تقلبات أكبر في أحوال الطقس مثل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وزيادة فترات الجفاف أو شدة العواصف والأمطار الغزيرة، كما يمكن للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من السواحل أن يشعروا بتأثير ارتفاع مستويات البحار من خلال تآكل الشواطئ والفيضانات.
وربما يمكن تلمس التغير المناخي من خلال التدهور البيئي مثل تراجع الغطاء النباتي وتغير مواسم النباتات أو اختفاء بعض الأنواع من الحيوانات والنباتات في منطقتهم، كما يتضح في الصحة العامة، إذ يمكن أن تؤدي موجات الحر إلى ارتفاع حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة، بينما قد تؤدي زيادة الرطوبة إلى مشكلات صحية متعلقة بالفيروسات والبكتيريا.
2 - هل يؤثر تغير المناخ في الجميع، بشر ودول، بالقدر نفسه؟
في حين يعد تغيير المناخ تحدياً عالمياً يؤثر في الجميع أفراداً ومجتمعات، تتفاوت تأثيراته بصورة كبيرة بناء على السياقات الاقتصادية والجغرافية والاجتماعية، فالأكيد أن بعض المناطق أكثر عرضة للتأثيرات الناتجة من تغير المناخ، مثل الدول الساحلية التي تواجه خطر ارتفاع مستويات البحار، أو المناطق الجافة التي قد تتأثر بصورة أكبر بالجفاف، بينما بعضها الآخر قد لا يعاني بالقدر نفسه.
والدول التي تعتمد بصورة كبيرة على الزراعة ومواردها قد تكون أكثر تأثراً، نظراً إلى أن التغير المناخي يؤثر بصورة أساسية على الإنتاج الزراعي، مما يهدد الأمن الغذائي. كما أن الدول الفقيرة أو النامية قد تكون أقل قدرة على تلبية حاجات سكانها في ظل الأزمات المناخية، مما يجعلها أكثر عرضة للأضرار، بينما تمتع الدول الأكثر ثراء بموارد أكثر ومصادر للتمويل والتكنولوجيا، وبالتالي قدرة أفضل على التكيف مع آثار تغير المناخ.
ولعامل القدرة على التكيف دور أساس في مواجهة التغيرات المناخية فالمجتمعات التي لديها بنى تحتية قوية ونظام صحي جيد واستجابة مدنية فعالة يمكن أن تتكيف بصورة أفضل مع التغيرات المناخية، بينما قد تجد المجتمعات التي تفتقر إلى هذه الإمكانات صعوبة أكبر في مواجهتها. وكذلك تحدد درجة التأثير تبعاً للفئات، فالأكيد أن بعض الفئات، مثل الفقراء والنساء وكبار السن والأقليات العرقية قد تتأثر بصورة أكبر بأزمة المناخ، فالأزمات الغذائية والطبيعية والصحية تزيد من معاناتهم.
3 - ما نسبة الاحترار التي تشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الكرة الأرضية؟ وهل هناك إمكان فعلي للوصول إلى 1.5 درجة مئوية لحرارة سطح الأرض التي حددها اتفاق باريس؟
بحسب الأبحاث العلمية، يشكل ارتفاع الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية إلى 2 درجة مئوية خطراً حقيقياً على مستقبل الكرة الأرضية، وعلى جميع الدول الالتزام بخفض الانبعاثات الغازية وتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأكد تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (أي بي سي سي) أن زيادة درجة حرارة الأرض بحلول عام 2030 بمقدار 1.5 درجة مئوية قد تؤدي إلى آثار بيئية خطرة، بما في ذلك ارتفاع مستويات البحار وموجات حر شديدة وزيادة تواتر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف.
وتعتبر هذه الحدود نقطة حرجة، إذ إن تجاوزها يمكن أن يؤدي إلى آثار مدمرة مثل تدهور التنوع البيولوجي وفقدان الغابات المطرية وارتفاع مستويات البحر بصورة كبيرة، مما يهدد المجتمعات الساحلية، فمع ارتفاع درجات الحرارة تزداد احتمالية حدوث أحداث مناخية قاسية.
ووفقاً لتقديرات العلماء، يمكن أن يتعرض في حال ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية ما يصل إلى 30 في المئة من الأنواع الحيوانية والنباتية لخطر الانقراض، أما الاحترار بمقدار ثلاث درجات مئوية أو أكثر يمكن أن يؤدي إلى آثار تفوق قدرة البشر والطبيعة على التكيف، إضافة إلى آثار سلبية في صحة الإنسان.
والوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية لزيادة حرارة سطح الأرض، الذي حدده اتفاق باريس، يعد تحدياً كبيراً ومعقداً بعض الشيء ولكنه ممكن في حال الالتزام بمجموعة من الاستراتيجيات والجهود العالمية والتعاون على المستويات المحلية والدولية، منها التحول سريعاً إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بصورة كبيرة، والاستثمار في التقنيات الجديدة كتخزين الطاقة وأنظمة النقل الكهربائية وكفاءة الطاقة ونظم الزراعة المستدامة، والتحول إلى أنماط حياة أكثر استدامة بتقليل استهلاك اللحوم وزيادة استخدام وسائل النقل العامة، والتقليل من النفايات واتخاذ تدابير لتكييف البنى التحتية والأنظمة الاقتصادية مع آثار تغير المناخ، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونا دولياً قوياً وحازماً، كما يمكن لحركات المجتمع المدني وطلائع النشطاء المناخيين أن تكون محركاً قوياً للضغط على القادة السياسيين والشركات.
4 - ما الغازات الدفيئة؟ وكيف تسبب الارتفاع في درجة حرارة الأرض؟
مجموعة من الغازات، وأهمها ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال حبسها الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، وفي الأصل تلعب الغازات دوراً أساساً، إذ تحتاج إليها الأرض لتحافظ على تنظيم وتوازن حرارة الكوكب وجعل الحياة ممكنة، ولكن زيادة تركيزها بصورة مفرطة في الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير المناخ.
وتسبب الغازات الدفيئة ارتفاعاً في درجة حرارة الأرض من خلال عملية تعرف باحتباس الحرارة، فعندما تصل أشعة الشمس إلى الأرض على شكل إشعاع ضوئي يمتص جزء كبير منه بواسطة سطح الأرض الأمر الذي يؤدي إلى تسخينه، وبعد امتصاص الطاقة الشمسية يقوم سطح الأرض بإعادة إصدارها على شكل إشعاع حراري (أشعة تحت الحمراء) نحو الغلاف الجوي، هنا تدخل الغازات الدفيئة التي تمتلك القدرة على امتصاص الإشعاع الحراري الذي يتم إصداره من سطح الأرض إلى المشهد، وبعد امتصاص هذه الغازات للحرارة تعيد إصدارها مرة أخرى في جميع الاتجاهات، بما في ذلك العودة نحو السطح، ونتيجة لعملية امتصاص وإعادة إصدار الحرارة من الغازات الدفيئة يبقى مزيد من الحرارة محبوسة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وهذا ما يعرف بتأثير الاحتباس الحراري.
ثم بعد ذلك كنتيجة للأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، تزداد تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يفاقم من تأثير الاحتباس الحراري، ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بصورة أكبر.
5- هل الأنشطة البشرية وحدها المسؤولة عن الغازات الدفيئة، وكيف يحدث ذلك، وما المصادر الأخرى؟
بالتأكيد أن هناك عوامل طبيعية أيضاً تسهم في وجود هذه الغازات في الغلاف الجوي، مثل البراكين والنشاط الحيوي للكائنات الحية، لكن الأنشطة البشرية تسهم بصورة كبيرة في زيادة تركيزها في الغلاف الجوي من خلال حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات والعمليات الزراعية وعمليات الإنتاج. وبزيادة تركيز هذه الغازات تعمل كغطاء على الأرض، تحبس حرارة الشمس وتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهذا الارتفاع في درجة الحرارة يؤدي إلى تغير المناخ وظهور عدد من الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر.
وتسهم مدافن النفايات في انبعاثات الغازات الدفيئة، فالمواد العضوية فيها تتحلل وتطلق أحد غازات الدفيئة القوية (غاز الميثان)، وكذلك مكيفات الهواء والثلاجات التي تستخدم مركبات "الفلوروكربون"، وصناعة الإسمنت والأنشطة الصناعية الأخرى مثل صناعة الألومنيوم والحديد والصلب.
6 - من الدول ذات المسؤولية الأكبر عن غازات الاحتباس الحراري؟
تقع المسؤولية الأكبر عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على عاتق عدد محدود من الدول الصناعية الكبرى، وهذا يعود بصورة أساسية إلى تاريخها الطويل في الصناعة والاعتماد على الوقود الأحفوري، إضافة إلى حجم اقتصاداتها وعدد سكانها، وأبرزها الصين التي تعد أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة بنحو أكثر من الربع على مستوى العالم، بسبب نموها الصناعي السريع واعتمادها الكبير على الفحم كمنبع للطاقة.
وعلى رغم الجهود المبذولة لا تزال الولايات المتحدة أيضاً من أكبر الدول المساهمة في تغير المناخ، وكذلك روسيا والهند والاتحاد الأوروبي لكونه يشكل كتلة اقتصادية كبيرة.
7 - هل توصل العلم الحديث إلى تقنية تساعد في وقف ذوبان الثلوج؟
لا توجد حالياً تقنية واحدة سحرية قادرة على وقف ذوبان الجليد بصورة كاملة، إلا أن هناك عدداً من الأبحاث والدراسات التي تسعى إلى تطوير تقنيات وحلول مبتكرة لمواجهة هذه المشكلة. بعض هذه التقنيات تشمل تطوير مواد خاصة عاكسة لتغطية الجليد قادرة على عكس أشعة الشمس، مما يقلل من امتصاص الجليد للحرارة وبالتالي يبطئ من ذوبانه.
وأيضاً تتم دراسة إمكان ضخ المياه الجليدية الذائبة إلى أعماق المحيط، إذ تكون درجات الحرارة أقل، مما قد يساعد في إعادة تجميد جزء من هذه المياه، كما تطرح الهندسة الجيولوجية كواحدة من الطرق المعقدة والمثيرة للجدل للتلاعب بالمناخ، مثل حقن الجسيمات في الغلاف الجوي لتعكس جزءاً من أشعة الشمس، ولكنها تتطلب دراسات أعمق لتقييم آثارها الجانبية.
ولكن مع ذلك لا يمكن الاعتماد على هذه التقنيات كحل نهائي لمشكلة ذوبان الجليد، ما لم يتوصل إلى حل للسبب الرئيس (ارتفاع درجة حرارة الأرض)، الذي يعود بصورة أساس إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة من الأنشطة البشرية، وبذلك فالحل أولاً وأخيراً يمكن في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة وتقليل استهلاك الوقود الأحفوري، والتكيف مع تغير المناخ من خلال بناء مدن قادرة على تحمل آثار ارتفاع مستوى سطح البحر وتحسين إدارة الموارد المائية وغيرها من التدابير الفعالة، بحسب علماء.
8 - كيف يسهم استخدام الوقود الأحفوري في التغير المناخي، وهل باتت مصادر الطاقة الأخرى قادرة على توفير بدائل فعالة؟
يعد استخدام الوقود الأحفوري (الفحم الحجري والغاز الطبيعي والنفط) أحد الأسباب الرئيسة لتغير المناخ، فباحتراقها تطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي، لتعمل هذه الغازات كغطاء يلتف حول الأرض ويحبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وبالتالي ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر وتغير أنماط الطقس مثل زيادة حدة العواصف والأعاصير والجفاف والفيضانات، والتأثير في الزراعة وتهديد التنوع البيولوجي والتأثير في الصحة العامة.
من جهة أخرى حققت مصادر الطاقة المتجددة تقدماً كبيراً في الأعوام الأخيرة، وأصبحت بديلاً للوقود الأحفوري، كالطاقة المتجددة والطاقة النظيفة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والحيوية.
9 - ما اتفاق باريس الخاص بالمناخ، وعلى ماذا ينص، وهل نفذت الدول المعنية التزاماتها؟
هو أول اتفاق دولي في شأن المناخ تم تبنيه عام 2015 خلال مؤتمر الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة في شأن تغير المناخ (كوب 21) في باريس، ويهدف هذا الاتفاق إلى مكافحة تغير المناخ وآثاره السلبية في كوكبنا، ويسعى الاتفاق إلى إبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وإلى زيادة قدرة الدول على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وتوفير الدعم المالي للدول النامية لمساعدتها في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
وفي حين شهد هذا الاتفاق انضماماً واسع النطاق من الدول حول العالم، إلا أن تنفيذ التزاماته ليس بالأمر السهل، إذ تتطلب الأزمة المناخية جهوداً أكبر وأسرع مما هو مطروح، فهناك تحديات عدة تواجه الدول في طريق تنفيذ التزاماتها مثل الضغوط الاقتصادية والمصالح والتغيرات السياسية وقلة الموارد، إضافة إلى تغير الظروف المناخية بصورة أسرع مما كان متوقعاً، والأهم من ذلك أنه من الصعب قياس مدى التزام كل دولة بدقة، في ظل عدم وجود مقياس موحد.
ولكن بحسب دراسات هناك تقدم ملاحظ في بعض الدول التي زادت فيها الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة التي تبنت سياسات صديقة للبيئة، لكن هذا التقدم غير متساو فما زالت هناك فجوة كبيرة بين الدول المتقدمة والنامية.
10 - هل يمكن اعتبار مؤتمرات (كوب) الدولية آلية يمكن الاعتماد عليها لمعالجة أزمة المناخ العالمية، أم أن المصالح السياسية تتحكم بمخرجاتها؟
مؤتمرات الأطراف (كوب) عبارة عن منصات عالمية تجمع صناع القرار والعلماء والناشطين لمناقشة تحديات تغير المناخ ووضع خطط للتصدي لها، وهي أداة مهمة في مكافحة تغير المناخ، ولكنها ليست الحل الوحيد، ففي حين توفر هذه المؤتمرات إطاراً للتعاون الدولي، تحتاج إلى أن تكون مصحوبة بجهود على المستوى المحلي، كما يتوجب على الدول أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل بجدية لتنفيذ الالتزامات التي تتفق عليها.
وبالتأكيد تلعب المصالح السياسية دوراً مؤثراً للغاية في تحديد مخرجات مؤتمرات الأطراف (كوب) المعنية بتغير المناخ، إذ غالباً ما تتعارض المصالح الاقتصادية القصيرة الأجل للدول (إنتاج النفط والغاز والصناعات الثقيلة والقطاعات الزراعية) مع الأهداف البيئية الطويلة الأجل، وكذلك الأمر في موضوع المصالح الجيوسياسية التي تتركز في التنافس بين القوى الكبرى والتحالفات الإقليمية، إضافة إلى المصالح الداخلية من جهة والبيئية من جهة أخرى.