ملخص
بموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل)
طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سحب قواته، التي لا تزال منتشرة في لبنان" وفق ما أفاد الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "رئيس الجمهورية شدد أمام رئيس الوزراء على أهمية ألا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها"، من دون أن تشير في صورة صريحة إلى مقتل 15 شخصاً في جنوب لبنان اليوم، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواطنين يحاولون العودة إلى بلداتهم.
ارتفاع القتلى
من ناحية أخرى، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة القتلى بنيران القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد ارتفعت إلى 22 قتيلاً.
وكان الجيش اللبناني أكد في بيان أن جنديا قتل وأصيب آخر بنيران إسرائيلية في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان.
من جهتها ذكرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام أرولدو لاثارو في بيان مشترك اليوم الأحد أن الظروف "ليست مهيأة بعد" لعودة اللبنانيين بأمان إلى جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا أعيرة تحذيرية في عدة مناطق في جنوب لبنان اليوم بعد أن رصدوا تهديدات مع اقتراب مشتبه بهم، وذلك في أعقاب تقارير أفادت بأن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت 31 آخرين في جنوب لبنان.
وذكر الجيش إن العديد من المشتبه بهم، الذين يُزعم أنهم شكلوا تهديدا مباشرا على القوات، تم القبض عليهم ويجري استجوابهم. ولم يذكر الجيش عدد المشتبه بهم الذين اقتربوا من القوات ولا عدد المحتجزين للاستجواب.
ولم يحدد البيان مكان إطلاق الطلقات التحذيرية في جنوب لبنان أو ما إذا كان قد أصيب أي شخص.
وقالت الحكومة الإسرائيلية الجمعة إنها تعتزم إبقاء قواتها في جنوب لبنان لما بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحابها، من دون أن تذكر فترة استمرار وجود القوات في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى في شأن واقعة اليوم الأحد.
وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية عند حاجز للجيش اللبناني قرب مدخل كفركلا سيارات إسعاف تنقل مصابين، بعد سماع أصوات إطلاق رصاص.
وحاول مئات الأشخاص منذ الصباح الدخول الى قرى في جنوب لبنان الأحد، مع بقاء القوات الإسرائيلية فيها رغم انقضاء مهلة انسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وشاهد مراسلون في مناطق عدة بجنوب لبنان، مواكب من مئات السيارات والعربات يرفع بعض من ركابها شارات النصر ورايات حزب الله. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت سابق بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار في اتجاه أشخاص حاولوا دخول قرية كفركلا، ما أدى لإصابة خمسة منهم.
وأصدر رئيس لبنان جوزاف عون بياناً توجه فيه إلى أهالي الجنوب الذين سعوا للعودة إلى بلداتهم وقراهم، اليوم الأحد، رغم وجود القوات الإسرائيلية فيها.
وفي بيانه، قال عون "إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم".
وأضاف: "إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم".
وختم "معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".
ودعا الرئيس الفرنسي، أمس السبت، الأطراف المعنيين باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، في حين يتهم لبنان إسرائيل بـ"المماطلة" في انسحابها من الجنوب اللبناني.
وأتت دعوة ماكرون هذه خلال محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني جوزاف عون. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر أول من أمس الجمعة، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي سيستمر إلى ما بعد موعد الأحد 26 يناير (كانون الثاني) الجاري المنصوص عليه في الاتفاق.
وقال قصر الإليزيه، إن "رئيس الجمهورية (ماكرون) ذكّر بأن الالتزامات التي تعهد بها الأطراف يجب أن يتم الوفاء بها في أسرع وقت ممكن، حتى يتمكن لبنان من استعادة سيادته على كامل أراضيه. وكرر رئيس الجمهورية التزام فرنسا الدائم في هذا الصدد".
ورحب ماكرون أيضاً "بالتقدم الذي أحرز خلال الشهرين الماضيين، لا سيما بفضل الانخراط المتواصل للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ الشروط لتحقيق وقف إطلاق النار".
كما أفادت الرئاسة اللبنانية أمس السبت، بحصول هذا الاتصال بين عون وماكرون. وقد شدد الرئيس اللبناني خلاله على "ضرورة إلزام إسرائيل باحترام بنود الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب" اللبناني، بحسب الرئاسة.
وبدأ سريان اتفاق وقف النار فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ووضع حداً لنزاع بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران امتد أكثر من عام.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).
كما يتوجب على "حزب الله" الذي تلقى ضربات موجعة خلال الحرب وفقد عديداً من قادته، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب. لكن إسرائيل أكدت، الجمعة، أن قواتها لن تنجز الانسحاب نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق "بشكل كامل".