Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف غير ترمب شكل التجارة العالمية منذ عام 2017؟

تقول شركة "ماكينزي" إنها أصبحت مدفوعة سياسياً بشكل كبير منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي

تراجع مقياس مدى تباعد شركاء التجارة 7 في المئة بين عامي 2017 و2024 (رويترز)

ملخص

بحلول عام 2024 كانت الصين تمثل 25 في المئة من واردات آسيان بزيادة على 20 في المئة في عام 2017

أعيد تشكيل نظام التجارة العالمية بشكل جذري منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ أصبحت قرارات الدول مدفوعة بشكل متزايد بالاعتبارات الجيوسياسية، وفقاً لتقرير جديد من "ماكينزي".

وتثير النتائج أسئلة ملحة حول كيفية تأثير ترمب بشكل أكبر في هذه الديناميكيات في السنوات الأربع المقبلة، إذ كانت تهديداته المتكررة بفرض التعريفات الجمركية تثير العناوين حتى قبل تنصيبه.

وقال التقرير، "أكبر تغيير مستمر في أنماط التجارة هو انخفاض المسافة الجيوسياسية المتوسطة للتجارة".

ووفقاً لـ"ماكينزي"، تراجع المقياس، الذي يقيس مدى التباعد بين شركاء التجارة من حيث الأيديولوجيات السياسية والاقتصادية، بنسبة 7 في المئة بين عامي 2017 و2024.

في حين يشير هذا إلى تحول نحو التجارة مع شركاء يشتركون في أنظمة أو قيم مشابهة، مثل تعميق الولايات المتحدة لعلاقاتها مع الديمقراطيات الأخرى.

تراجع مستمر في حصة الصين

وأشار التقرير أيضاً إلى تراجع مستمر في حصة الصين من واردات الولايات المتحدة عبر معظم القطاعات منذ عام 2017، إذ شهدت الإلكترونيات والآلات والمنسوجات أكبر انخفاضات، وانخفضت كل منها بين 14 إلى 16 نقطة مئوية.

في منتدى دافوس الاقتصادي السنوي في سويسرا، الذي اختتم أعماله يوم الجمعة الماضي، انتقد ترمب في حديث عبر الفيديو العجز التجاري "الهائل" للولايات المتحدة مع الصين، ودعا إلى "علاقة تجارية عادلة" بين البلدين.

وحث الشركات متعددة الجنسيات على نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، محذراً من فرض تعريفات جمركية إذا فشلت في فعل ذلك.

لكن في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في اليوم نفسه، أدلى بتعليق مفاجئ حول سياسة التعريفات الجمركية على الصين، قائلاً إنه "يفضل ألا يضطر إلى استخدام" هذه الأداة.

ووفقاً لتقرير "ماكينزي"، حولت الصين تركيزها نحو توسيع التجارة مع الاقتصادات النامية مثل "آسيان"، أو رابطة دول جنوب شرقي آسيا، وأميركا اللاتينية وروسيا منذ عام 2017، مع استفادة المكسيك وآسيان من التحول التجاري الأميركي.

وأشار التقرير إلى أن "ديناميكية تجارية جديدة تنشأ بين الصين والولايات المتحدة، مع تكامل اقتصادات آسيان بشكل متزايد كخطوات وسيطة في سلاسل القيمة العالمية التي تربط أكبر اقتصادين في العالم."

اقرأ المزيد

وبحلول عام 2024، كانت الصين تمثل 25 في المئة من واردات آسيان، بزيادة على 20 في المئة في عام 2017، وكان هذا الارتفاع مدفوعاً بزيادة الحصص الصينية في قطاعات مثل الإلكترونيات والكيماويات والآلات والمنسوجات، وشهدت هذه الصناعات أكبر نمو في الصادرات من "آسيان" إلى الولايات المتحدة.

تقليص الروابط التجارية المباشرة

وقال المؤلفون وفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست"، "نسبة كبيرة من القيمة المصدرة من اقتصادات آسيان تحتوي على قيمة مضافة من الصين"، مشيرين إلى أن نحو 25 في المئة من قيمة صادرات الإلكترونيات في فيتنام في عام 2023 نشأت من قيمة مضافة في الصين.

على رغم تقليص الروابط التجارية المباشرة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن الروابط غير المباشرة تظل قوية.

وقال محللو "مورغان ستانلي" في تقرير يوم الثلاثاء الماضي، إن آفاق التجارة في آسيا ستصبح أكثر تحدياً هذا العام، مشيرين إلى احتمال تنفيذ تعريفات جمركية على مراحل ضد الصين وتباطؤ في دورة صادرات التكنولوجيا، التي دعمت الصادرات في عام 2024.

ومن المتوقع أن يكون تأثير التعريفات الجمركية أقل حدة من الفترة 2018-2019، بفضل تنوع سلاسل التوريد وتقليل تعرض الصين للتجارة والإيرادات مع الولايات المتحدة، إذ قدروا أن تأثيرها في نمو الصين قد يكون نصف الأثر الذي شهدته في السابق والذي بلغ نقطة مئوية واحدة.

ومع ذلك، حذر المحللون من أن آسيا معرضة إما لتصاعد التوترات التجارية أو تباطؤ التجارة العالمية نتيجة لنمو أضعف في الولايات المتحدة، داعين اقتصادات آسيا إلى تعزيز الطلب المحلي لتقليل الأخطار.