ملخص
لم تكن لمحمد حمدان دقلو إطلالات علنية طوال الحرب التي اندلعت في السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 واقتصرت خطاباته على تسجيلات صوتية متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أبدى المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فوركر تورك، اليوم الجمعة، "انزعاجه الشديد" إزاء تقارير أفادت بحصول عمليات إعدام ميدانية في حق مدنيين في شمال الخرطوم ارتكبها عناصر من الجيش السوداني وميليشيات متحالفة معه.
وقال تورك في بيان، إن "هذه التقارير عن عمليات إعدام من دون محاكمة، في أعقاب حوادث مماثلة وقعت في وقت سابق من يناير (كانون الثاني) الجاري في ولاية الجزيرة، مقلقة للغاية"، محذراً من أن "قتل أي مدني، أو أي شخص لا يشارك أو لم يعد يشارك بصورة مباشرة في الأعمال العدائية، هو جريمة حرب".
وعيد "دقلو"
توعّد قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، الجمعة، بـ"طرد" الجيش السوداني من الخرطوم، مقراً للمرة الأولى وبطريقة غير مباشرة بالانتكاسات التي تكبدتها قواته في العاصمة.
والأحد الماضي، عاد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مقر القيادة العامة في الخرطوم والذي اضطر لإخلائه في أغسطس (آب) 2023 إثر استيلاء "الدعم السريع" عليه.
وفي خطاب نادر على التلفزيون، دعا دقلو الملقب بـ"حميدتي"، إلى "عدم التفكير في أنهم (أي عناصر الجيش) دخلوا القيادة أو دخلوا (معسكر سلاح) الإشارة... أو استلموا الجيلي أو استلموا مدني" في جنوب الخرطوم.
والأسبوع الماضي، أكدت قوات "الدعم السريع" أن إعلان الجيش فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلد، والسيطرة عليها ليس سوى إشاعات هدفها تضليل الرأي العام.
غير أن حميدتي توعد اليوم بأن عناصر الجيش لن يستفيدوا من مقر القيادة أو معسكر سلاح الإشارة لفترة طويلة، متعهداً بـ"طردهم"، كما حصل سابقاً، بحسب قوله في التسجيل الذي ظهر فيه بالزي العسكري من مكتبه.
المعارك مستمرة في بحري
ولم تكن لدقلو إطلالات علنية طوال الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 واقتصرت خطاباته على تسجيلات صوتية متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي بداية الحرب، سيطرت قواته على جزء كبير من الخرطوم متقدمة نحو الجنوب واستولت على ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني التي استعادها الجيش هذا الشهر.
وشن الجيش هجوماً على الخرطوم ودخل القطاع الشمالي في العاصمة (بحري) الذي استولت عليه قوات "الدعم السريع".
وأفاد مصدر عسكري بتواصل المعارك اليوم في حي كافوري، أحد آخر معاقل "الدعم السريع" في شرق الخرطوم بحري. وكشف دقلو في خطابه عن "أربع معارك في بحري"، متعهداً بانتصار قواته.
كارثة إنسانية
وأدى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما الملايين على حافة المجاعة.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف المدنيين وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وقبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عقوبات على البرهان. واتهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحاً في الحرب. وجاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو و"الدعم السريع" التي اتهمتها بـ"ارتكاب إبادة جماعية".