Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا مواجهة أرسنال ومانشستر سيتي الأشرس في الدوري الإنجليزي؟

في خضم التنافس على الملكية خارج الملعب وتلاشي طموحات الفوز بالألقاب داخله يصطدم "الغانرز" وبطل إنجلترا مرة أخرى الأحد المقبل في ملعب الإمارات

اندلعت اشتباكات بين لاعبي مانشستر سيتي وأرسنال في آخر مباراة بين الطرفين في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ملخص

صدام أرسنال ومانشستر سيتي يعكس خلافات تتجاوز كرة القدم، وتشمل السياسة والملكية والسباق إلى القمة الإنجليزية ومطاردة ليفربول.

إذا كان فريقا أرسنال ومانشستر سيتي يستعدان لخوض "الحرب" يوم الأحد، فإن المزاج العام ليس مختلفاً كثيراً خارج الملعب، فهناك قليل من المجاملات المهذبة بينهما، وربما تكون هذه هي علاقة الناديين الأكثر عداء في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل إنها أسوأ من بعض المنافسات سيئة السمعة في الماضي.

كان لتعادل الفريقين بنتيجة (2 - 2) خلال سبتمبر (أيلول) 2024 تداعيات أكثر من أية مباراة أخرى هذا الموسم حتى الآن، وذلك على رغم كثير من الجدل التحكيمي هذا الموسم، حتى إن أحد المسؤولين في ناد منافس أبدى دهشته من كيفية استمرار التداعيات إلى اليوم السادس بعد المباراة.

وكان لتلك المباراة تأثير مباشر على الحكام وأكثر من ذلك بكثير، بما في ذلك الفوضى الخاصة بمشاهد مغادرة نائب الرئيس التنفيذي لأرسنال تيم لويس مقعده دون مصافحة نظرائه في سيتي، وكان هناك بعض الانزعاج داخل نادي شمال لندن، وبخاصة أنهم يشعرون أن كبار الشخصيات في مانشستر سيتي لا يرحبون بهم دائماً.

من ناحية أخرى، يرى الأبطال أن أرسنال هو أحد الأندية الأكثر نشاطاً في معارضة ملكيتهم، والأمر الحاسم أن بعض هذا تسرب إلى غرف الملابس بين اللاعبين.

إن الكراهية قوية لدرجة أنه عندما خرجت بعض التفاصيل حول سعي مجموعة سيتي لكرة القدم إلى ضم الهدف التعاقدي لأرسنال سفيري هالسيث نيبان من خلال ناديها الإسباني جيرونا، اشتبه بعض في نادي الإمارات أن الأمر كان مجرد رفع لسعره، ومع ذلك كان اهتمام جيرونا حقيقياً.

وعلى رغم أن بعض ذلك يبدو تافهاً، فإن التعاقدات تشكل موضوعاً مركزياً قبل هذه المباراة، ويأتي ذلك بصورة مناسبة قبل يوم الموعد النهائي لإغلاق نافذة الانتقالات، وما يمثله هذا التاريخ للأندية.

يجب التأكيد أن الشخصيات الرئيسة في أرسنال بما في ذلك لويس، تعتقد صراحة أن الدول أو الشخصيات المرتبطة بالدولة لا ينبغي أن تمتلك أندية كرة القدم، كما هي الحال مع ملكية الشيخ منصور من أبوظبي، ويقول آخرون في اللعبة إن نفس الشيء يجب أن ينطبق على المليارديرات مثل ستان كرونكي مالك أرسنال، ولكن هناك بعداً آخر في هذا السياق، بالنظر إلى الطريقة التي يرى بها الناس في الدوري الإنجليزي الممتاز أن أرسنال يقود مجموعة من الملاك الأميركيين في دفع الموقف القائل بأن المنافسة الرياضية لا يمكن أن تعمل بصورة صحيحة إذا كانت تشمل الملكية المرتبطة بالدولة، والحجة أنك تتعامل في نهاية المطاف مع مستوى أكبر من القوة، وهو أمر يكاد يكون من المستحيل تنظيمه.

وتقول مصادر قريبة من قمة الدوري الإنجليزي الممتاز إن هذا الانقسام أصبح واضحاً بصورة متزايدة على مدار العامين الماضيين، وسط تطورات أوسع نطاقاً في كرة القدم العالمية وإعلان الدوري الإنجليزي الممتاز عن اتهامات ضد مانشستر سيتي عام 2023، وهذا هو مستقبل كرة القدم في بعض النواحي إذ يمكن اختصار الأمر في أميركا ضد الخليج العربي، وتمنح مثل هذه الديناميكيات مانشستر سيتي مزيداً من الأرضية للشكوى من أن الأندية الأخرى تستهدفهم، حتى لو لم تكن تمثل مجموعة منظمة "كارتيل".

وكان من واجب الدوري الإنجليزي الممتاز التحقيق في تسريبات كرة القدم لعام 2018 التي أدت إلى هذه الاتهامات، وربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو كيف تدفع بعض الأندية إلى فرض أقوى عقوبة ممكنة إذا ثبتت الاتهامات على مانشستر سيتي، أو كما قال بيب غوارديولا "محو مانشستر سيتي عن وجه الأرض".

خلال الوقت نفسه، يشكل الأبطال جزءاً من كتلة التصويت الخاصة بهم والتي تضم نيوكاسل يونايتد وأستون فيلا ونوتنغهام فورست.

بل إن هذا أعمق، إذ لا يزال الناس في أرسنال يتحدثون بمرارة عن كيف كان ناديهم أول ضحية كبيرة لـ"عصر غسل الرياضة"، وصاغ أرسين فينغر عبارة "المنشطات المالية" وسط فترة تعاقد فيها مانشستر سيتي مع سلسلة من أفضل لاعبي أرسنال.

وسيحاول بعض اللاعبين يوم الأحد المقبل تقليد الاحتفال سيئ السمعة لإيمانويل أديبايور خلال سبتمبر (أيلول) 2009، وبخاصة بعد المعركة الدموية في مباراة (2 - 2) خلال وقت سابق من هذا الموسم.

في الوقت نفسه، يتحدث أولئك الموجودون في ملعب "الاتحاد" عن كيف شعروا على الفور بأنهم غرباء في اجتماعات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، بعد عمليات الاستحواذ عام 2008.

ومع ذلك، فإن الحجج حول الملكية المرتبطة بالدولة تستقر في النهاية على قدرة الأندية على المنافسة، والتي تعود إلى السوق.

وتشير أرقام مانشستر سيتي إلى مقدار ما أنفقه أرسنال على رسوم الانتقال، مثل توقيعهم مع ديكلان رايس.

ويقول أولئك الموجودون في نادي هايبري إن فاتورة أجورهم لا تزال أقل بكثير، وبالنسبة لموسم (2023 - 2024)، إذ خسر فريق ميكيل أرتيتا الدوري بنقطتين، كانت فاتورة أجور فريقه نحو 318 مليون جنيه استرليني (395.14 مليون دولار) مقارنة بـ400 مليون جنيه استرليني (497.03 مليون دولار) لمانشستر سيتي.

اقرأ المزيد

ولا يزال هناك استياء أيضاً يخص انتقال أرتيتا من سيتي إلى أرسنال خلال ديسمبر (كانون الأول) 2019، إذ لم يكن الفريق الإداري في ملعب "الاتحاد" سعيداً بكيفية سير هذه العملية، ووجد أرسنال لاحقاً مقاومة شديدة لمحاولة أرتيتا جلب اثنين من أعضاء الجهاز الفني من مانشستر سيتي، بما في ذلك المتخصص في الكرات الثابتة نيكولاس غوفر، وفي غضون ذلك لاحظ نفس الطاقم منذ فترة طويلة كيف أن غوارديولا وفريقه المعاون لا "يربتون على رؤوسهم" تماماً كما اعتادوا سابقاً.

كل هذا يزيد من إثارة المشاعر حول المباراة، وكذلك - بصورة حاسمة - المواقف المختلفة للناديين.

وأحد الأسباب وراء الإحباط في أرسنال هو التركيز الشديد على التفوق على سيتي في النهاية، حتى إن هذا أثر في قرارات النادي الخاصة باللاعبين الجدد مثل ضرورة وجود خط وسط أكثر قوة، وبدلاً من ذلك اجتمعت سلسلة من العوامل لضمان أن فريق أرتيتا بعيد من حيث كان في الموسم الماضي، ولكن هذا في موسم تراجع فيه سيتي مما أدى لمزيد من القلق، إذ يدرك أرسنال أنه سيتعرض للانتقاد إذا قفز ليفربول إلى اللقب.

ويبعث هذا الوضع برسالة للحفاظ على الهدوء والنظر إلى الصورة الأكبر، إذ يشعر أرسنال أن أعوام التخطيط لبناء الفريق وضعتهم في مكان حيث لا يبعدون سوى بضع تفاصيل عن امتلاك فريق من النخبة لمدة نصف عقد في الأقل، لكنهم يريدون ضم مهاجم خلال فترة الانتقالات الجارية، بعد الاستفسار عن موقف أولي واتكينز من أستون فيلا، مع وجود دفعة كبيرة جارية لضم ماتيس تيل من بايرن ميونيخ.

ومع ذلك يُقاس مدى إصرار أرسنال على أن يكون اللاعب القادم يتماشى مع هذا التخطيط الطويل الأجل، إذ يظهر اللاعب المثالي في خط المقدمة بنيامين سيسكو، لكن مطاردة لايبزيغ لدوري أبطال أوروبا تعني أن الأمر سيكلف نحو 50 مليون جنيه استرليني (62.13 مليون دولار) إضافية للحصول عليه الآن، بدلاً من انتقالات فصل الصيف.

قد يؤثر ذلك أيضاً على خطط استكمال الفريق من خلال جلب لاعب الوسط الإسباني مارتن زوبيمندي، ومهاجم على غرار سيسكو ومهاجم آخر واسع النطاق مثل لاعب بورنموث أنطوان سيمينيو الذي يعجب به أرسنال كثيراً، ويكمن الخطر بالطبع في النظر باستمرار إلى المستقبل.

يُمكن انتقاد مانشستر سيتي بعد أعوام من الإدارة الجيدة لعدم النظر إلى المستقبل بصورة كافية، وتبدو تحركات النادي لضم لاعبين خلال يناير (كانون الثاني) الجاري وكأنها إصلاح متأخر للفريق كان مطلوباً منذ فترة طويلة.

لقد أصبح فريق غوارديولا الفائز بدوري أبطال أوروبا راكداً، ولا تزال أندية أخرى في حيرة في شأن بعض الصفقات مع السيتي، إضافة إلى عقد إيرلينغ هالاند الجديد الذي يعني كثيراً في ما يتعلق بجلسات الاستماع التي كان النادي طرفاً فيها.

وربما لا يعني ذلك أي شيء نظراً إلى أن لا أحد يعرف بعد كيف سينتهي كل هذا، وكل ما يمكن لأي شخص خارج جلسات الاستماع قوله حقاً هو أنه من المعروف أن العملية كانت "منضبطة للغاية" حتى الآن. ويمكن تفسير عمل سيتي حتى من حيث النتائج المحتملة الرئيسة، فإذا تمت تبرئتهم فلا توجد مشكلة في الإنفاق، وإذا ثبتت إدانتهم وتعرضوا لعقوبة شديدة فقد قاموا بالفعل بتأمين الفريق للمستقبل.

لقد أصبح لديهم الآن فريق يتمتع بعمق وسرعة أكبر لمباراة يوم الأحد، وربما أكثر من أرسنال نظراً إلى الإصابات التي ألمت به، ومع ذلك يبدو فريق أرتيتا أكثر قوة دفاعية من سيتي المليء بالثغرات الدفاعية ويبدو أكثر هشاشة في العمق، حتى إن كلوب بروج استغل ذلك، لكن سيتي يتمتع أيضاً بشعور بالتفوق يأتي من كونه بطل إنجلترا لأربعة مواسم على التوالي وهذا ما يريده أرسنال، ولهذا السبب وجد أرسنال العزاء في هز ثقة مانشستر سيتي حينما تعادل معه بنتيجة (2 - 2) ومع ذلك، لا يحتل أي منهما المركز الأول الآن.

فجأة، أصبحت المنافسة الأكثر ضراوة في الدوري الإنجليزي الممتاز حبكة فرعية في قصة أكبر، لكن بالنظر إلى الجغرافيا السياسية الحديثة لكرة القدم، فإن الأمر لا يقتصر على مطاردة ليفربول.

© The Independent

المزيد من رياضة