ملخص
تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بنشر أسلحة في الفضاء في السنوات الأخيرة. واتهمت الولايات المتحدة روسيا في مايو (أيار) الماضي بنشر "سلاح فضائي" في المدار نفسه لقمر اصطناعي أميركي.
انتقدت روسيا الجمعة خطة الرئيس دونالد ترمب لبناء درع صاروخية أميركية على غرار ما أطلق عليه خطة "حرب النجوم"، معتبرة أن ذلك يهدد بتحويل الفضاء إلى ساحة "مواجهة".
ودعا ترمب في أمر تنفيذي الإثنين، إلى إنشاء "قبة حديدية لأميركا" لمواجهة تهديدات صاروخية باليستية وأسرع من الصوت، ما يعيد إحياء أجزاء من خطة مثيرة للجدل من عهد الرئيس السابق رونالد ريغان أُطلق عليها اسم "حرب النجوم"، كان من شأنها نشر صواريخ اعتراضية في الفضاء.
الفضاء ساحة مواجهة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إيجاز صحافي "نعتبر هذا تأكيداً جديداً لنية الولايات المتحدة تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة المسلحة ونشر الأسلحة هناك".
واعتبرت زاخاروفا أن الخطة ستوسع ردع واشنطن الصاروخي إلى نطاق "مماثل لحرب النجوم في عهد ريغان"، مؤكدة أن ذلك "مشين".
ورأت أن هذه الخطوة تهدف في المقام الأول إلى "تقليل قيمة قدرات الردع الاستراتيجية الروسية والصينية".
وتابعت "بعبارة ملطفة، لن تسهم هذه الأساليب الأميركية في الحد من التوترات".
وتشير خطة "القبة الحديدية" في مرسوم ترمب إلى نظام ناجح جداً تستخدمه إسرائيل لإسقاط الصواريخ القصيرة المدى.
تهديدات صاروخية
وتواجه واشنطن تهديدات صاروخية مختلفة من خصوم، لكن تلك التهديدات تختلف بشكل كبير عن الأسلحة القصيرة المدى التي صُممت "القبة الحديدية" الإسرائيلية لمواجهتها. وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي عن صاروخ فرط صوتي جديد أطلق عليه اسم "أوريشنيك"، الذي يعتقد الخبراء أنه يحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بعشر مرات.
وقالت الولايات المتحدة في استراتيجيتها للدفاع الوطني لعام 2022 إن بكين تسد الفجوة أيضاً مع واشنطن عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية. وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بنشر أسلحة في الفضاء في السنوات الأخيرة. واتهمت الولايات المتحدة روسيا في مايو (أيار) الماضي بنشر "سلاح فضائي" في المدار نفسه لقمر اصطناعي أميركي.
رسوم ترمب الجمركية
على صعيد آخر، قلل الكرملين اليوم الجمعة من شأن تهديد كرره ترمب بفرض رسوم جمركية على مجموعة دول "بريكس" إذا أنشأت عملتها الخاصة، قائلاً إنه لا توجد خطة لمثل هذه الخطوة.
وحذر ترمب أمس الخميس الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" من استبدال عملة أخرى مكان الدولار الأميركي كعملة احتياطي أجنبي، مكرراً التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة الذي سبق أن أطلقه بعد أسابيع من فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
الكرملين يوضح
لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن مجموعة "بريكس"، وروسيا عضو فيها، لا تتحدث عن إنشاء عملتها الخاصة بل عن مجرد إنشاء منصات استثمارية مشتركة.
وقال بيسكوف للصحافيين، "هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها ترمب بمثل هذه التصريحات، ولا جديد. أصدر تصريحات مثل هذه من قبل، حين كان رئيساً منتخباً". وأضاف "المسألة هي أن مجموعة بريكس لا تتحدث عن إنشاء عملة مشتركة، ولم تفعل ذلك قط. تتحدث مجموعة بريكس عن إنشاء منصات استثمارية مشتركة جديدة تسمح بالاستثمارات المشتركة في بلدان ثالثة، واستثمارات متبادلة وهكذا".
ومضى يقول "في كل الاحتمالات، ربما يتعين على الخبراء الأميركيين شرح قائمة أولويات بريكس بتفصيل أكبر للسيد ترمب".
وقال الكرملين في ديسمبر (كانون الأول) 2024 إن أي محاولة أميركية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستأتي بنتائج عكسية، بعد أن وجه ترمب التهديد نفسه لمجموعة "بريكس".