ملخص
ذكرت القناة الأميركية أن "الرياض تسعى إلى توظيف علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، لتأمين قناة دبلوماسية فعالة تربطها بالبيت الأبيض"، في سبيل تعزيز جهود التهدئة والاستقرار في الإقليم.
تعيش المنطقة في أجواء من التوتر المتزايد، إذ تلوح في الأفق مخاوف من سباق تسلح نووي قد يفتح آفاقاً جديدة للصراعات، فالسعودية التي كانت دائماً لاعباً رئيساً في هذه الديناميكيات تعبرعن قلقها المتزايد في شأن الطموحات النووية الإيرانية، بخاصة بعد تراجع نفوذ وكلائها الإقليميين الذين كانوا يعتبرون خط الدفاع الأول ضد الاعتداءات الإسرائيلية، وفق ما ذكر تقرير لـ"سي أن أن" الإخبارية.
في هذا السياق ذكرت القناة الأميركية أن "الرياض تسعى إلى توظيف علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، لتأمين قناة دبلوماسية فعالة تربطها بالبيت الأبيض"، في سبيل تعزيز جهود التهدئة والاستقرار في الإقليم.وتشير إلى أنه على رغم عدم وضوح ما إذا كانت السعودية قد قدمت عرضاً رسمياً، فإن "المبادرة تعكس رغبة عميقة في تعزيز العلاقات مع خصمها السابق وتأمين موطئ قدم لها على طاولة المفاوضات، في سبيل التوصل إلى اتفاق جديد محتمل".
محادثات جديدة
في وقت أبدى فيه ترمب استعداده للانتظام في محادثات في شأن صفقة جديدة فإن الرسائل القادمة من طهران كانت متباينة، إذ صرح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أخيراً بأن الحوار مع الولايات المتحدة "ليس بالأمر الحكيم".وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الأحد أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقعان من الحكومة اللبنانية اتخاذ خطوات فعالة نحو نزع سلاح ’حزب الله‘ المدعوم من إيران".جاءت تصريحات روبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، حيث أكد توافق الأهداف بين الجانبين، وأشار إلى أن "دولة لبنان القوية قادرة على مواجهة ’حزب الله‘ ونزع سلاحه".
علاقات دبلوماسية وطيدة
وعلى رغم الترحيب السعودي بالاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، فقد عبرت السعودية عن خيبة أملها تجاه إدارة أوباما لعدم الاستجابة لمخاوفها في شأن الأنشطة الإقليمية الإيرانية، لا سيما برنامجها الصاروخي ودعمها مجموعات الوكلاء في اليمن والعراق ولبنان، التي اعتبرتها تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي، وقد قوبل انسحاب ترمب من الاتفاق عام 2018 بترحيب من الرياض.
ومع ذلك شهدت العلاقات بين السعودية وإيران تحولات ملحوظة في الأعوام الأخيرة، ففي مارس (آذار) 2023، أعلن عن تطبيع العلاقات بين البلدين في اتفاق تاريخي توسطت فيه الصين، مما اعتبر نجاحاً كبيراً للرياض، إذ أدت هذه الخطوة إلى توقف الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية، ونجت المملكة من الضغوط المتبادلة بين إسرائيل وإيران، على رغم المخاوف من ردود الفعل الإيرانية المحتملة.على مدى الأشهر الـ15 الماضية تمكنت إسرائيل من إضعاف الجماعات المتحالفة مع إيران في لبنان وغزة، ونفذت ضربات لأهداف في سوريا والعراق وحتى اليمن، كذلك أسهم تراجع نظام الأسد في سوريا في تقليص قدرة إيران على توسيع نفوذها.
تستمر المملكة في جذب اهتمام عالمي خاص ولها مكانة بارزة في العلاقات الأميركية، بفضل موقعها الإسلامي والسياسي والاقتصادي، إذ إن الدور القيادي للسعودية في العالمين العربي والإسلامي إضافة إلى موقعها الاستراتيجي يسهمان بصورة كبيرة في تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، مما يساعد في الحفاظ على استقرار وأمن وازدهار منطقتي الخليج والشرق الأوسط، ويعزز من استمرارية التشاور حول القضايا الإقليمية والعالمية الحيوية للبلدين.