ملخص
بعد ساعات يحل موعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي لبنان جنوباً وفق المهلة الثانية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في عدد من القرى الجنوبية وسط حديث جدي عن نيتها البقاء في خمسة مواقع استراتيجية، وهي تلال مرتفعة جغرافياً.
استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة قرب مدينة رفيق الحريري الرياضية، مدخل صيدا الشمالي جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، وهرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان لإخماد الحريق، فيما انتشلت جثة من السيارة المستهدفة.
بدورها أفادت قناة "الحدث" بأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خرج من جلسة محاكمته دقائق للمصادقة على عملية الاستهداف في صيدا، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الاستهداف تم بعملية مشتركة للجيش الاسرائيلي وجهاز "الشاباك" واستهدف قائد مديرية العمليات لحركة "حماس" في لبنان المدعو محمد شاهين.
يأتي هذا الاغتيال قبل ساعات من موعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضي لبنان جنوباً، والمرتقب في الـ18 من فبراير (شباط) الجاري وفق المهلة الثانية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" فيما لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في عدد من القرى الجنوبية وسط حديث جدي عن نيتها البقاء في خمسة مواقع استراتيجية، وهي تلال مرتفعة جغرافياً.
خمس مواقع استراتيجية
في السياق صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني اليوم الإثنين للصحافيين أن الجيش سيترك أعداداً صغيرة من القوات داخل خمسة مواقع إستراتيجية في جنوب لبنان بعد حلول موعد الانسحاب غداً الثلاثاء، "بحيث نواصل الدفاع عن سكاننا ونتأكد من عدم وجود تهديد فوري".
وقال شوشاني خلال مؤتمر صحافي "نحن بحاجة إلى البقاء في تلك النقاط خلال الوقت الحالي للدفاع عن الإسرائيليين والتأكد من اكتمال العملية وتسليمها في نهاية المطاف إلى القوات المسلحة اللبنانية"، مضيفاً أن "تمديد التنفيذ يتماشى مع آلية وقف إطلاق النار ونحن ملتزمون بها".
تمديد تعليق الرحلات من وإلى إيران
من ناحية أخرى، أعلنت السلطات اللبنانية الإثنين تمديد تعليق الرحلات من إيران وإليها، من دون تحديد مهلة لاستئنافها، وذلك بعد أيام من رفضها منح أذونات الهبوط لرحلتين تابعتين لخطوط ماهان الإيرانية، على خلفية تهديدات إسرائيلية بقصف مطار بيروت.
واثر اجتماع عقده رئيس الجمهورية جوزاف عون مع الوزراء المعنيين ورئيس جهاز أمن المطار، أفادت الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين للصحافيين عن "تكليف وزير الاشغال العامة والنقل تمديد مهلة تعليق الرحلات من وإلى إيران"، بعدما كانت سلطات مطار بيروت قد علقتها حتى 18 فبراير.
توغل دبابات إسرائيلية في كفرشوبا
ميدانياً شهدت بلدة كفرشوبا اللبنانية على الحدود توغل دبابات إسرائيلية في شوارعها، وهي بلدة مأهولة بالسكان تقع ضمن قرى العرقوب قضاء حاصبيا، فيما أفادت معلومات صحافية بأن القوة الإسرائيلية توغلت نحو الأحياء السكنية المأهولة وسط البلدة، وقامت بأعمال تمشيط بالأسلحة الرشاشة خلال تقدمها نحو الواجهة الغربية، كذلك ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة يدوية على ساحة كفرشوبا قرب المدرسة.
تزامناً تشهد بلدة حولا الحدودية مع إسرائيل توتراً منذ أمس الأحد بعدما دخلها الأهالي للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار وسط ترقب لوصول قوة من الجيش اللبناني والصليب الأحمر للدخول إلى وسط البلدة لسحب جثمان قتيلة وعدد من المحاصرين داخلها. يذكر أن الجيش الإسرائيلي لا يزال موجوداً في الأحياء الداخلية للبلدة.
أيضاً ميدانياً أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ تفجيراً في بلدة يارون وعمد إلى حرق منازل في العديسة فيما أفيد بتحليق متواصل للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء جنوب لبنان وبعلبك.
وشددت قيادة الجيش اللبناني في بيان على "ضرورة عدم توجه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمل الانتشار فيها والتزام توجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة حفاظاً على سلامتهم وتفادياً لسقوط أبرياء، نظراً إلى خطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق".
تُشدد قيادة الجيش على ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، والالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، وذلك حفاظًا على سلامتهم وتفاديًا لسقوط أبرياء، نظرًا لخطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات… pic.twitter.com/dctdvopGjm
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) February 16, 2025
وقبل ساعات قليلة من موعد الـ18 من فبراير لا يزال لبنان من دون جواب حول ما إذا كانت إسرائيل ستنسحب من القرى التي توجد فيها فيما لم يبلغ المسؤولون اللبنانيون بأجوبة حاسمة من الجانب الأميركي أو "يونيفيل" حيال انسحاب ناجز وكامل للقوات الإسرائيلية من البلدات والقرى والنقاط الخمس الحدودية التي لا تزال تتمركز فيها، وسط شكوك جدية حول نية تل أبيب تنفيذ هذا الانسحاب.
في هذا السياق تفيد مصادر أمنية بأن التوجه هو أن تنسحب القوات الإسرائيلية من القرى والبلدات على أن تبقى في مواقع استراتيجية، ومن ضمنها تلة الحمامص وتلة اللبونة.
المساعي العربية الرسمية
الرئيس اللبناني جوزاف عون قال من قصر بعبدا بعد لقائه وفداً من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزيف القصيفي "العدو الإسرائيلي لا يؤتمن له، ونحن متخوفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غداً. وسيكون الرد اللبناني من خلال موقف وطني موحد وجامع"، واعتبر أن "خيار الحرب لا يفيد، وسنعمل بالطرق الديبلوماسية، لأن لبنان لم يعد يحتمل حرباً جديدة. والجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون"، لافتاً الى أن "المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، وسلاح الحزب فسيأتي ضمن حلول يتفق عليها اللبنانيون".
سفير مصر لدى لبنان علاء موسى كان أعلن بدوره عقب لقاء جمع سفير السعودية وليد البخاري وسفير قطر سعود بن عبدالرحمن آل ثاني وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو مع الرئيس عون عن استمرار دعم المجموعة الخماسية للمرحلة الجديدة التي يمر بها لبنان، مؤكداً التزام الدول الخمس الكامل دفع إسرائيل للانسحاب في الموعد المحدد. وأضاف أن المجموعة الخماسية تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف.
وكان حصل اتصال قبل ساعات بين رئيس حكومة لبنان نواف سلام والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس مجلس الوزراء الأردني جعفر حسان ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بصفته ممثل الدول العربية في مجلس الأمن بهدف حشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الانسحاب الإسرائيلي في موعده المتفق عليه من دون أي تأخير.
إسرائيلياً أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تستعد للانسحاب بصورة كاملة من لبنان خلال اليومين المقبلين، فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن هناك تقديرات أمنية مفادها أن الجيش الإسرائيلي سينسحب خلال أيام تزامناً مع انتشار الجيش اللبناني، فيما لا تستبعد تل أبيب تمديد وقف إطلاق النار مع لبنان مرة ثانية.
أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم كان حمَّل الحكومة والجيش اللبناني مسؤولية ضمان انسحاب إسرائيل بالكامل. وقال في كلمة متلفزة قبل ساعات "في الـ18 من فبراير يجب أن تنسحب إسرائيل بالكامل، وعلى الدولة ألا تقبل بخمس نقاط أو غيرها، ليس هناك أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب أن يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً".
في انتظار عودة أورتاغوس
لبنان الرسمي ينتظر عودة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس من إسرائيل باعتبار أنها ستحمل معها نتائج المحادثات التي جرت هناك بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وأركان حكومة بنيامين نتنياهو والرؤية الأميركية إلى استحقاق الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
وفي سياق منفصل قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عن المشاركة في تشييع أمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله والقيادي هاشم صفي الدين في الـ23 من فبراير الجاري، "سنشارك في هذه المراسم على مستوى رفيع"، من دون أن يحدد من سيمثل إيران.
إسرائيل كانت اغتالت نصرالله في غارة قوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في الـ27 من سبتمبر (أيلول) 2024، وصفي الدين في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2024 أيضاً بغارة على المنطقة نفسها.