ملخص
نيكو غونزاليس، الموهبة الشابة التي طاردها غوارديولا أعواماً، يظهر كحلقة وصل قوية في وسط مانشستر سيتي، معززاً مستقبل الفريق بحضوره القوي وفهمه العميق للعبة، وقدرته على تعويض غياب الفائز بالكرة الذهبية رودري أو التفاهم معه مستقبلاً.
كان بيب غوارديولا مدرباً لبايرن ميونيخ عندما سمع همسات حول موهبة شابة في الأكاديمية التي أنتجته هو نفسه قبل ثلاثة عقود.
كان لاعب خط وسط آخر من أبناء برشلونة، لقد بدا الصبي مزيجاً من الموهبة والتنشئة السليمة ويعيش أيامه الأخيرة في أكاديمية "لا ماسيا" التي يعدها غوارديولا الأفضل في كرة القدم، كما يتمتع الفتى بجينات والده فران غونزاليس، الذي ربما يكون أعظم لاعب في تاريخ ديبورتيفو لا كورونيا حين فاز بالدوري الإسباني، وكان زميلاً في المنتخب الوطني الإسباني للمدير الفني الحالي لمانشستر سيتي.
وقال غوارديولا "كانت هناك إشاعات حول هذا اللاعب، هو أحد الأفضل في جيله"، لقد سعى هو والمدير الرياضي لمانشستر سيتي تشيكي بيغيريستين، وهو لاعب سابق آخر في برشلونة، إلى إحضار غونزاليس إلى سيتي، وقد نجحا في ذلك ولو في مرحلة متأخرة، بعد أعوام، وبكلفة تلامس 50 مليون جنيه استرليني (62.97 مليون دولار).
إن عدم التعاقد مع نيكو غونزاليس في وقت أقرب - سواء عندما كان مراهقاً، أو عندما اختاره بورتو البرتغالي عام 2023 مقابل 8.5 مليون يورو (8.91 مليون دولار) أو في الصيف الماضي - يمكن أن يصنف كواحد من أخطاء السيتي الباهظة الثمن.
ربما يكون من الأفضل أن يأتي متأخراً من ألا يأتي أبداً، وقد أدى وصول غونزاليس في النهاية إلى إثارة لعاب غوارديولا، وقد كان ظهوره الأول في مباراة على أرض فريقه، في الفوز الساحق بنتيجة (4 - 0) على نيوكاسل أول من أمس السبت، الذي شهد تألق الوافد الجديد الآخر عمر مرموش الذي سجل ثلاثة أهداف "هاتريك".
لقد خلق غونزاليس منصة الأمان التي افتقر إليها سيتي في وسط الملعب منذ إصابة رودري، وبدلاً من الابتعاد عن الإشارة إلى الإسباني الآخر فعل غوارديولا ذلك، مراراً وتكراراً.
زعم غوارديولا أن غونزاليس استفاد من تعليمه، وقال "اشترى النادي لاعباً رائعاً للمستقبل من جهة العقلية، ربما كان من الأفضل للاعب البقاء في برشلونة (عندما فعل ذلك) إذ تظهر لك أكاديمية برشلونة أنها الأفضل في العالم، وكيف تعلمك المفاهيم الصحيحة من جهة وضعية الجسم وكيفية تمرير الكرة، وفي بورتو يساعد سيرجيو كونسيساو كثيراً في تقديم كرة القدم الخاصة به، وكيفية أن يكون عدوانياً وذكياً ويلعب نوعاً مختلفاً من كرة القدم".
كان السيتي في حاجة إلى نوع مختلف من كرة القدم أيضاً، وقد وصف غوارديولا خط وسطه بأنه قديم ولذلك جلب لاعباً بلغ للتو 23 سنة، ومن دون رودري كانوا صغاراً أيضاً، ويفتقرون إلى القوة البدنية، ومحرومين من الفوز بالكرة إلى أن دخل غونزاليس، وقال مديره الفني الجديد "إنه مثل رودري الصغير، إنها مجاملة كبيرة ولكن من جهة الحضور، فهو كبير خاصة في الكرات الثنائية".
إن غونزاليس أقصر بمقدار سنتيمترين فقط من الفائز بالكرة الذهبية، لذلك فهو ليس رودري الصغير.
لكن على عكس ماتيو كوفاسيتش أو إلكاي غوندوغان، فهو لاعب وسط دفاعي، ويمثل حصناً أمام الرباعي الخلفي، وهناك سبب يجعلنا نطلق على هذا المركز اسم المحور، وقال غوارديولا "أعتقد أن وجود نيكو يساعدنا كثيراً لأنه إذا كان هناك 10 كرات متأرجحة بنسبة 50-50 وفاز بسبع كرات، يمكننا الانطلاق، لكن إذا خسر سبع كرات فسنضطر إلى العودة، وكان وجوده للتعامل مع الكرات الطويلة والعودة إلى الخلف مهماً حقاً كما كان رودري يفعل".
كان هناك تصفيق في ملعب "الاتحاد" عندما انتزع غونزاليس الكرة من تينو ليفرامينتو، ببساطة من طريق وضع جسده أمام ظهير نيوكاسل، وكان ذلك نتاجاً للحجم إضافة إلى التوقع، وقال غوارديولا "هذا الحضور الذي يجب أن يكون لديك في الدوري الإنجليزي الممتاز".
وأظهرت الإحصاءات أن غونزاليس نفذ ثلاثة تدخلات، ولم يفز بأي منها، ومع ذلك فقد قدم صلابة للفريق، وحينما كانت الكرة معه قدم 103 تمريرات وأكمل 100 منها، ربما كانت هذه الخلفية في برشلونة واضحة في معدل تمريرات صحيحة بلغ 97 في المئة، كما أحب غوارديولا قيادته، مشيراً إلى اللحظة التي صحح فيها الوافد الجديد خطأ إيرلينغ هالاند، وكان هناك تأثير غير مباشر من وصوله أيضاً إذ بدا أن غوندوغان حصل على فرصة جديدة للحياة، فبدلاً من العمل الشاق وهو يتراجع إلى الخلف تحرر للمضي قدماً وصنع الهدف الثاني لمرموش.
ووفقاً لغوارديولا كان غونزاليس دائماً على رادار السيتي، وبالتأكيد أراد النادي شخصاً ليس مجرد لاعب وسط مدافع، بل شخصاً يمكنه أن يتوافق مع رودري حينما يعود من إصابته، وأن يكون اللاعب الجديد مميزاً في اللعب سواء في مركز "ستة" أو مركز "ثمانية".
وأضاف غوارديولا "أعتقد أنه يستطيع اللعب في كلا المركزين، في برشلونة يلعب أكثر كرقم ثمانية، وهذا يعني أنه يصل إلى منطقة الجزاء".
"لديه القدرة على المراوغة ولكن عندما يصل إلى الأمام فإن الدور الذي لعبه غوندوغان عام الثلاثية يمكن أن يناسبه، بأن يكون لاعب خط وسط مهاجم أو لاعب خط وسط مدافع، أو هذا المركز المزدوج، يمكنه القيام به بشكل مثالي، لذلك يمكنه القيام بذلك مع رودري، وهذا الشكل العام للتقدم للأمام والعودة إلى الخلف".
الأمر المخيف هو أنه فجأة يتشكل مستقبل خط وسط سيتي، بما يتجاوز غوندوغان وكيفين دي بروين وكوفاسيتش وبرناردو سيلفا، وأضاف غوارديولا "تعتقد أنه في الأعوام الستة أو السبعة المقبلة سيكون لدينا رودري مرة أخرى، وهذا سيعطينا مزيداً من الحضور ومزيداً من الاستقرار الذي نفتقده هذا الموسم".
إذا كان أحد التفسيرات هو أن غونزاليس كان صفقة شراء مفاجئة في الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات، فقد زعم غوارديولا أن ذلك كان تتويجاً لعقد من الزمان من البحث عن لاعب.
وأياً كان الأمر، وعلى رغم أن يوم السبت كان مجرد مباراة واحدة، فقد أشار ذلك إلى أن الهمسات التي سمعها غوارديولا قبل أعوام كانت صحيحة.
© The Independent