ملخص
سلوت يُظهر براغماتية في إدارة ليفربول، متجاوزاً مثاليته الهجومية لتحقيق الفوز تلو الآخر، وتغييراته الذكية وتعزيز العقلية القوية تدفع الفريق نحو الصدارة، على رغم التحديات والضغوط المتزايدة.
لا تكون فترة نهاية الموسم هي النقطة الأنسب لاستعراض مبادئك، إذ يتمتع مدرب ليفربول آرني سلوت بمبادئ هجومية، لكن حب الفوز يمكن أن يتغلب على المثالية، وأوضح المدير الفني الهولندي قائلاً، "في بعض الأحيان، يجب أن تكون عملياً كمدير فني وأن تفهم أن هذا لا يرتبط بأسلوبك في كرة القدم، لذا يجب أن نكون كطاقم تدريبي مستعدين لاتخاذ قرارات تساعد الفريق في تلك اللحظات".
وكان المدرب الهولندي يتحدث، على وجه الخصوص، عن اللحظة التي أشرك فيها واتارو إندو بدلاً من لويس دياز لمساعدة ليفربول على تحقيق الفوز على ولفرهامبتون.
لا يلتزم سلوت بنظام معين مثل بعض أقرانه، لكنه يميل إلى وجود ثلاثة مهاجمين متخصصين على الأقل في الملعب، وحتى آخر 25 دقيقة من مباراة الأحد الماضي، عندما اندفع إندو إلى خط الوسط، كان دومينيك سوبوسلاي يتولى مهمة الجناح الأيسر، وقال سلوت إن قوة الركض الهائلة التي يتمتع بها المجري استُخدمت "لتحييد المنافسين".
قد يبدو هذا هو دور إندو أيضاً، وكانت هذه هي مشاركته الـ11 في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم والثالثة من حيث طول مدة اللعب، ولكن نظراً لأن المباراتين الأخريين جاءتا عندما سجل ليفربول بالفعل أربعة أهداف في كل منهما، فإن هذه المشاركة هي الأكثر أهمية.
الشعور هو أن سلوت يحب إندو شخصياً ويحترم احترافه لكنه لا يعتقد أنه يناسب أسلوبه المفضل في اللعب، ومع ذلك، وعلى رغم إعادة اختراع رايان غرافينبيرش، فهو لاعب الوسط الدفاعي الوحيد منذ فترة طويلة في الفريق، وقد يكون وصفه هذا ذا أهمية إذ أن إندو هو لاعب الإغلاق لليفربول، وهي استعارة لمصطلح من لعبة كرة القاعدة تشير إلى اللاعب الأقرب إلى الفريق في المباريات والصراع على اللقب.
لم يكن الموضوع المحدد لإدارة سلوت في ملعب "أنفيلد" هو تشكيل (4 - 2 - 3 - 1) أو حتى أوجه التشابه والاختلاف مع تكتيكات سلفه يورغن كلوب، وقد كان اتخاذه للقرارات ممتازاً، مما جعل انهياره على أرض ملعب "غوديسون بارك" الأربعاء الماضي أكثر تناقضاً مع السياق العام.
وكانت تغييرات سلوت يوم الأحد كاشفة حيث أخرج إبراهيما كوناتي في الاستراحة بعد حصوله على إنذار وارتكابه خطأ آخر، وقال المدير الفني، "كان ليُطرد بإنذارين غير مرغوب فيهما". وربما جنّب تدخل سلوت قلب دفاعه الإيقاف عن رحلة الأربعاء إلى أستون فيلا، وتوج بديله، جاريل كوانساه، تألقه بعد أن كان أول لاعب يُستبدل في عهد سلوت - كان خروجه في الشوط الأول أمام إيبسويتش في أغسطس (آب) علامة مبكرة على أن المدرب الجديد قد يكون قاسياً ولكنه محق في اختياراته - من خلال المساعدة في عمل الخط الدفاعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد ستة أشهر، قال سلوت، "لقد رأيت مدى أهمية لاعبين مثل جاريل وواتا لهذا الموسم". وربما كانت هي نفسها قصة أربعة لاعبين هامشيين، إذ كان البديلان اللذان لم يتم الاستعانة بهما هما فيديريكو كييزا وهارفي إليوت، اللذان فشلا بشكل واضح في استغلال فرصتهما في هزيمة الفريق في كأس الاتحاد الإنجليزي "كاراباو" أمام بليموث، وربما لم يكن الدفاع عن التقدم (2 - 0) ثم التقدم (2 - 1) يستدعي الدفع بأي منهما، لكن يبدو أن إندو وكوانساه قد نالا ثقة سلوت.
وبدا فريق ليفربول أضعف ضد ولفرهامبتون، من دون كودي غاكبو، الذي تجعل إصابته الأخيرة مشاركته في مباراة أستون فيلا محل شك، ومن دون كورتيس جونز، الموقوف بعد فقدانه أعصابه في ملعب "غوديسون بارك"، والذي قد يعاقبه "الريدز" بسبب سلوكه بعد نهاية مباراة إيفرتون، وغالباً ما يشير سلوت إلى البطاقة الحمراء التي حصل عليها آندي روبرتسون في الشوط الأول ضد فولهام كتحذير من مشكلات اللعب بـ10 لاعبين.
إنه يدرك أن الأمور قد تسوء، حتى بالنسبة لفريق يتقدم بفارق سبع نقاط في صدارة الترتيب، وأشار إلى أهمية الحفاظ على تقدمه ضد ولفرهامبتون، إذ قال، "لقد أظهرنا عقلية هائلة في أصعب الظروف"، فبعد هدف التعادل الذي أحرزه إيفرتون في الدقيقة الـ98 الأربعاء الماضي، أصبحت هوامش المباريات أضيق وعلى الفريق الحفاظ على النتائج.
وبينما يمكن أن يتقدم ليفربول بفارق 10 نقاط بحلول ليلة الأربعاء، بدأ فبراير (شباط) يبدو وكأنه أكبر عقبة في طريقهم نحو المجد، حيث تمت إعادة جدولة مباريات الفريق إلى ملعبي إيفرتون وأستون فيلا، وكانت زيارة مانشستر سيتي مقررة من قبل، ثم بعد ذلك ستكون سبع من مبارياتهم الـ11 المتبقية على أرضهم، وستكون المباريات ضد أندية خارج المراكز الخمسة الأولى حالياً.
لقد كانت حالة شدة الأعصاب التي تحيط بملعب "أنفيلد" مؤشراً على المخاطر، وقد جعل أسلوب سلوت المدروس عادة في الإدارة هذا الموسم أقل دراماتيكية من الموسم الماضي. ولكن إذا أثر الضغط عليه غداً الأربعاء، فقد شعر به الجمهور يوم الأحد الماضي، وقال فيرجيل فان دايك، "السيطرة على الأمر... حسناً، من الأسهل أن نقول ذلك أكثر من أن نفعله، نحن جميعاً بشر، وأنا أتفهم تماماً أن القلق أو التوتر قد يسيطر علينا، ولكن يتعين علينا الاستمرار. علينا فقط أن نربط أحزمة الأمان ونستمتع بالرحلة. ستكون هناك الكثير من التقلبات والمنعطفات. وإذا لم تكن مستعداً لذلك - وقد مررنا بذلك بالفعل - فسوف تكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة".
إن الفوز في المباراتين المقبلتين سيجعل آخر شهرين سهلين نسبياً، وهذا، مرة أخرى، أسهل قولاً من الفعل، بخاصة بالنسبة لفريق لم تهتز شباكه سوى أربع مرات في 12 مباراة بالدوري، والذي خسر ست نقاط بسبب أهداف التعادل المتأخرة بعد أن كان في وضع التقدم.
وقد أعطى ذلك أهمية إضافية لوقت الإصابة ضد ولفرهامبتون، حيث أن النتيجة لم تتغير.
وقال فان دايك، "في كل موقف، وبخاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة، ستحاول عمل كل شيء لعدم استقبال أي هدف". وبالنسبة للقائد، فإنه مثل المدير الفني، يرى أنه وقت البراغماتية.
© The Independent