Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا الذي تريده "حماس" وواشنطن من محادثاتهما الثنائية؟

يرى مراقبون أن تلك الحوارات قد لا تحسن صورة الحركة ولن تفيد غزة

وفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن المحادثات بين أميركا و"حماس" أنضجت صيغة صفقة ما زالت قيد الدراسة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

هل تستفيد "حماس" بشيء من حوارها مع الإدارة الأميركية، وما تأثير ذلك في حرب غزة ومستقبل الحركة؟

لم تعد المحادثات المباشرة بين حركة "حماس" والولايات المتحدة سرية، بل مستمرة وفي العلن، وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنفسه أن إدارته تتفاوض مع "حماس"، وأنه يتوجب على واشنطن إجراء حوارات مع الجماعة الفلسطينية.

إجراء الولايات المتحدة حواراً مباشراً مع "حماس" أمراً ليس عادياً، إذ منذ عام 1997 تصنف أميركا الحركة منظمة إرهابية، وتقليدياً ترفض واشنطن التحدث مع الجماعات التي تدرجها على القوائم السوداء.

مفاوضات إنسانية

يقول أستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة إن "هذا تحول في السياسة الأميركية، قد لا يكون نهجاً دائماً لإدارة واشنطن الحالية أو الإدارات المقبلة، ترمب يتصرف كرجل صفقات يرغب في استقرار غزة، الهدوء في المنطقة صفقة بحد ذاتها لاستثمار التطبيع والنهوض الاقتصادي".

يوضح أبو سعدة أن "المفاوضات إنسانية بحتة، وفيها تحول في طريقة تعامل واشنطن مع الصراع، ويبدو أن الولايات المتحدة أدركت أن حماس جزء من الحل"، مشيراً إلى أنه "إذا استطاعت الحركة إدارة هذا الحوار بحكمة، فقد تجد نفسها أمام نافذة سياسية جديدة قد تغير قواعد اللعبة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي".

طلب حمساوي

لم تبدأ الجلسات بين المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر وفريق "حماس" للتفاوض بطلب من الوسطاء القطريين أو المصريين، ولكن جلوس الطرفين في غرفة واحدة، جاء بطلب صريح ومباشر من "حماس" نفسها.

بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، "مستعدون لبدء حوار مع الولايات المتحدة، جاهزون للتفاهم على كل شيء".

وأشاد أبو مرزوق الذي يدير مكتب العلاقات الدولية في "حماس" بالرئيس ترمب، ووصفه بـ "الجاد والقوي"، وأرجع له الفضل في وقف القتال، ثم أضاف "الحوار مع واشنطن يمكن أن يساعد على فهم مشاعر الفلسطينيين وتطلعاتهم، مما قد يؤدي إلى موقف أميركي أكثر توازناً يعكس مصالح جميع الأطراف".

يرجح المراقبون الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة التقطت هذا المبادرة الحمساوية، كما شجع الوسطاء المصريون، الجانب الأميركي على إجراء حوار فعلي ومباشر مع التنظيم الفلسطيني، إذ حضر وفد القاهرة جزءاً من المحادثات الأميركية- الحمساوية.


صفقة المحادثات

في الظاهر، تدور المناقشات حول إعادة الرهائن، إذ ما زالت الحركة تحتجز 59 إسرائيلياً في غزة، بينهم الأميركي عيدان ألكسندر الذي لا يزال على قيد الحياة، وأربعة جثث يحمل أصحابها الجنسية الأميركية.

وفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن المحادثات بين أميركا و"حماس" أنضجت صيغة صفقة ما زالت قيد الدراسة، تتضمن إفراج الحركة عن 10 رهائن أحياء مقابل تمديد الهدنة لمدة 60 يوماً وفتح المعابر واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية.

ملفات أخرى

لكن من غير المعقول أن يجلس الطرفان لمناقشة ملف الرهائن فقط، من دون التطرق لبقية ملفات الصراع. ومع تتبع تصريحات مسؤولي "حماس" الأخيرة يمكن اكتشاف فحوى الحوارات مع أميركا، إذ يقول المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن "حماس لا تريد حكم غزة، طالما هناك وفاق وطني فإن الحركة مستعدة للتجاوب مع تلك الترتيبات".

ويقول المتحدث الآخر باسم "حماس"، عبد اللطيف القانوع، إن "المرحلة الثانية من اتفاق غزة أفضل الحلول لإنهاء الصراع، أما العروض الأخرى فهي غير مجدية، يجب أن تنتهي الحرب وتتم إعادة الإعمار، ورفع الحصار عن القطاع".

ويقول المسؤول البارز في الحركة سامي أبو زهري إن "سلاح حماس خط أحمر، لكن يمكن التخلي عنه إذا تم التوصل لحل سياسي شامل يتضمن إقامة دولة فلسطينية، حينها لا حاجة للسلاح".
ويقول القيادي في الحركة، أسامة حمدان إن "أي قوة دولية ستدخل غزة يتم التعامل معها كاحتلال جديد".

اقرأ المزيد

مطالب لـ"حماس"

من بين تلك الأحاديث المتتابعة، يقرأ أستاذ علم السياسة مؤمن البياري ملفات المناقشات الأميركية- الحمساوية، ويقول إن "هناك فكرة لتسوية سياسية للحرب في غزة، مبدؤها إزاحة حماس من السلطة والقضاء على قدرتها، ولكن ذلك يتطلب نقطة يصعب على إسرائيل استيعابها وهي إقامة دولة فلسطينية".

ولكن البياري يعتقد أن هناك مطالب لـ"حماس"، ويضيف أن "الحركة أمام فرصة حقيقية ويمكنها البناء على هذا الحوار وجعله سياسياً أوسع، ويمكنها أن تُظهر بوادر حسن نية لتطلب رفعها عن قوائم الإرهاب، والمشاركة في حل سياسي للمنطقة، ودخولها منظمة التحرير الفلسطينية، والتفاوض على هدنة طويلة الأمد تحقق للفلسطينيين تطلعاتهم في دولة".

ويوضح البياري أن "حماس فهمت دور ترمب في التأثير على إسرائيل وقدرته على إنهاء الحرب، ولهذا تحاول كسب الود الأميركي لتحقق ما تريده أو على الأقل لتحسين ظروف وجودة الحياة في غزة بخاصة بعد وقف المساعدات الإنسانية".

من دون جدوى

في المقابل، يقول الباحث في الشؤون السياسية غازي كلوب إن "ترمب يريد أن يرى إطلاق سراح الرهائن وهذا يجعله يكسب نقاطاً سياسية وشعبية في الولايات المتحدة، وبعد ذلك لا يهم ما يحدث في غزة، وهذه المفاوضات لا تحمل شيئاً فيه مصلحة للغزيين". ويضيف إن "ترمب يذهب للتفاوض من أجل الرهائن، لكن حماس تعتقد أن حوارها مع الإدارة الأميركية يمنحها نوعاً من الشرعية، وهذا ينم على قلة الخبرة السياسية لدى الحركة، إذ بمجرد تسليم الرهائن ستجد حماس نفسها في موقف مختلف، وقد تعرضت له سابقاً".

ويشرح كلوب "في أول الحرب، قدمت حماس لروسيا عدداً من الرهائن، وأخرجتهم جميعاً، وبعد ذلك هل حصلت على شرعية من الرئيس فلاديمير بوتين؟ لم تحصل على شيء، وهذا السيناريو سيتكرر مع حماس بعد الإفراج عن الرهائن الأميركيين".

من وجهة نظر كلوب "على حماس العودة إلى الحضن العربي وهو الذي يقرر مستقبل غزة، وإذا حدث ذلك فإن الحالة الفلسطينية ستجد من يدافع عنها وينتشلها من الهلاك، بل ويحقق مصالحها ويدافع عن إقامة دولة فلسطينية".

المزيد من متابعات