Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

من يقف وراء هجمات "داعش خراسان" في أفغانستان وإيران؟

اعترف شريف الله أنه متورط في عديد من الهجمات التي ارتبطت بالتنظيم في كابول وطهران

انفجاران خلال مراسم أقيمت لإحياء ذكرى مقتل قاسم سليماني في كرمان بإيران في يناير 2024 (رويترز)

ملخص

على رغم قول "طالبان" إنها فككت نواة قيادة "داعش خراسان" في أفغانستان فإن الحركة لا تزال لا تملك أية معلومة أو فكرة عن مكان وجود زعيم "داعش خراسان"، لكن من الممكن أن يؤدي اعتقال محمد شريف الله إلى الكشف عن مكان اختباء قيادات التنظيم وأساليب عملها في أفغانستان وباكستان أثناء التحقيق.

محمد شريف الله، الرجل الذي وصفه مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "وحش"، ويقال إنه اعتُقل في باكستان ونقله إلى الولايات المتحدة بعدما أصدر ترمب أمراً صريحاً بالقبض على مرتكبي جريمة قتل 13 جندياً أميركياً، والآن يواجه العدالة الأميركية. كما أنه لعب دوراً محورياً في التخطيط للعمليات الإرهابية لتنظيم "داعش خراسان" في إيران.

وقال مصدر أمني في الحكومة الأفغانية السابقة لصحيفة "اندبندنت فارسية" إن شريف الله لديه تاريخ حافل بالعنف وتنفيذ الهجمات، وهو أحد أكثر القادة الدموية في تنظيم "داعش خراسان".

 

واتهمت وزارة العدل الأميركية، في بيان، محمد شريف الله بالتورط في التخطيط لقتل 13 جندياً أميركياً في الـ26 من أغسطس (آب) 2021 في العاصمة كابول، وأعلنت أنه سيحاكم في المنطقة الشرقية من فرجينيا. وأشارت المدعية العامة الأميركية بام بوندي إلى محمد شريف الله باعتباره الإرهابي الشرير في تنظيم "داعش خراسان"، وأضافت أنه العقل المدبر لقتل 13 جندياً أميركياً شجاعاً.

وجاء في بيان بوندي أيضاً أنه في ظل القيادة القوية للرئيس ترمب في الساحة الدولية، ستضمن وزارة العدل ألا يكون للإرهابيين مثل محمد شريف الله ملاذ آمن، ولا فرصة ثانية، ولا عدو أسوأ من الولايات المتحدة.

وقال رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كاش باتيل في تعقيبه على خبر اعتقال محمد شريف الله إن "الهجوم المميت الذي أودى بحياة 13 جندياً أميركياً ومدنيين أفغان أثناء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان كان عملاً إرهابياً، وتنظيم (داعش خراسان) قد أعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة بصورة علنية. والآن، وبفضل تعاون مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ووكالة الاستخبارات المركزية، نجحنا في القبض على محمد شريف الله ونقله إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة".

خلفية محمد شريف الله التنظيمية

لا تتوفر معلومات دقيقة عن الزمان والمكان الذي ولد فيه محمد شريف الله، لكن اثنين من ضباط الأمن الوطني في الحكومة الأفغانية السابقة كانا على دراية بقضية اعتقاله وسجنه في سبتمبر (أيلول) 2019. وفي مقابله لهما مع صحيفة "اندبندنت فارسية" قدماً بعض التفاصيل والمعلومات عن شريف الله. وبحسب هذه المعلومات، يبدو أنه انضم إلى تنظيم "داعش خراسان" عام 2016، أي بعد عامين من ظهور التنظيم، وكان عضواً في الدائرة المركزية للتنظيم في العاصمة كابول، والذي كان يقوده ثناء الله غفاري الزعيم الحالي لتنظيم "داعش خراسان".

وكان شريف الله يعمل في كابول تحت أسماء مستعارة مثل جعفر وأجمل وناصر، وفي يوليو (تموز) 2019، ألقت الحكومة الأفغانية السابقة القبض عليه مع اثنين من مرافقيه، وظل محتجزاً في سجن "باغرام" حتى الـ15 من أغسطس 2021 عندما انسحبت القوات الأميركية من أفغانستان وسقطت كابول في أيدي حركة "طالبان".

 

اعترافات حول هجمات "داعش خراسان"

وبحسب اعترافات شريف الله أثناء التحقيق معه من قبل وكالة الأمن الوطني للحكومة الأفغانية السابقة فإنه ورفاقه خططوا ونفذوا 29 هجوماً دامياً، تركز معظمها على مراكز أمنية ودبلوماسية ومواقع حكومية.

أما الهجمات التي اعترف بها شريف الله على أنه قام بالتخطيط لها وتنفيذها على سبيل المثال لا الحصر، إطلاق قذيفة هاون على القصر الرئاسي في عيد الأضحى، إطلاق صاروخ على مبنى السفارة الأميركية لدى كابول، توجيه ونقل خمسة انتحاريين في كابول لمهاجمة مقر الجيش، توجيه انتحاري لمهاجمة الصحافيين في كابول، الهجوم الانتحاري على جسر محمود خان في كابول، الهجوم الانتحاري على جامعة مارشال فهيم العسكرية في كابول، الهجوم بقذائف الهاون على مسجد عبدالعلي مزاري في غرب كابول، الهجوم الانتحاري على حديقة شهر نو في كابول، والهجوم الانتحاري الذي استهدف زعيم حزب الوحدة الإسلامية في أفغانستان محمد محقق... وغيرها من العمليات الانتحارية الأخرى".

وبالنسبة إلى اعترافات عبدالواحد، وهو أحد المقربين من محمد شريف الله، ومنها "الهجوم على مفتي نعمان في منطقة شكر دره في كابول، الهجوم على تجمع حركة التنوير في منطقة ده مزنك في كابول، الهجوم على مواطنين نيباليين على طريق جسر جرخي في كابول، تسهيل نقل الانتحاريين لمهاجمة ضريح سخي في كابول، التخطيط وتسهيل الهجوم على السفارة العراقية لدى كابول، الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية ومطار كابول... وغيرها من الهجمات الأخرى".

وأدت معظم هذه الهجمات إلى مقتل جنود وموظفين حكوميين ومدنيين وبعض مواطني الدول الأخرى الذين كانوا يعملون لدى المنظمات الدولية في أفغانستان. وفي مقطع فيديو نشر لاعترافات محمد شريف الله أثناء سجنه من قبل الحكومة الأفغانية السابقة يقول إنه انضم إلى تنظيم "داعش خراسان" عام 2016.

وبحسب معلومات من مصادر أمنية في الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت قد تابعت من كثب ملفه أثناء اعتقاله وسجنه، فقد عمل شريف الله في السجن على تجنيد بعض السجناء والأنشطة الدعائية في سجن "باغرام" في كابول، ولهذا السبب وضع في الحبس الانفرادي فترة من الوقت.

وأطلق شريف الله مع المئات من أعضاء تنظيم "داعش خراسان"، من سجن "باغرام" والسجون الرئيسة الأخرى التي تديرها الأجهزة الأمنية، بما في ذلك وكالة الأمن الوطني الأفغانية، في الـ15 من أغسطس 2021، أثناء سقوط كابول على أيدي حركة "طالبان". كما أطلق عبدالرحمن لوكري، الانتحاري الذي فجر حزامه الناسف على بعد خطوات قليلة من الجنود الأميركيين، وبين تجمع للمواطنين الأفغان في مطار كابول في الـ26 من أغسطس، من سجن "باغرام" في الـ15 من أغسطس 2021.

اقرأ المزيد

مصير محمد شريف الله في الولايات المتحدة

وأشارت وزارة العدل الأميركية، في بيانها، إلى الدور الرئيس الذي لعبه شريف الله في عملية التنظيم والتخطيط، ونقل عبدالرحمن لوكري إلى مكان الهجوم، وأعلنت أنه لعب دوراً بارزاً أيضاً في الهجوم على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في موسكو في مارس (آذار) 2024، مما أسفر عن مقتل نحو 130 شخصاً وإصابة العشرات من الروس.

وجاء في بيان وزارة العدل الأميركية أن شريف الله متورط في الهجوم على السفارة الكندية في كابول عام 2016 وهجمات قاتلة أخرى، وقد يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة.

واعترف خلال التحقيقات التي أجريت معه من قبل الشرطة الفيدرالية الأميركية بأنه درب المهاجمين على كيفية استخدام الأسلحة المستخدمة في الهجوم القاتل في مدينة موسكو، وأنه كان يعرف اثنين من المهاجمين.

وذكرت مجلة "التايم" في تقريرها أن شريف الله اعترف أيضاً بالتورط في عديد من الهجمات القاتلة التي نفذها تنظيم "داعش خراسان" في إيران، ومنها الهجوم الذي وقع في مدينة كرمان في يناير (كانون الثاني) 2024، إذ قتل ما لا يقل عن 100 شخص وجرح نحو 211 آخرين.

وعلى رغم أن بعض وسائل الإعلام ذكرت أنه كان عضواً في "شبكة حقاني"، إحدى المجموعات القوية التابعة لحركة "طالبان"، قبل انضمامه إلى تنظيم "داعش خراسان"، فإن مصادر أمنية من الحكومة الأفغانية السابقة ذكرت أنه لا يوجد دليل على عضوية شريف الله في الفصائل التابعة لحركة "طالبان".

وكما هو معلوم فإن الاشتباكات الدامية بين حركة "طالبان" وتنظيم "داعش" بدأت عام 2015 في مناطق شرق وجنوب أفغانستان، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وعلى رغم أن مسؤولي "طالبان" قالوا في أكثر من مناسبة، إن تنظيم "داعش" تم قمعه واحتواؤه في أفغانستان، فإنه أثار مخاوف دولية في شأن مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، إذ خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية نفذ "داعش خراسان" هجمات قاتلة في أفغانستان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة من كبار المسؤولين في نظام "طالبان".

وفي أعقاب الهجوم القاتل الذي وقع في الـ26 من أغسطس في مطار كابول، والذي أعلن "داعش خراسان" مسؤوليته عنه، عرض برنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان ثناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر، زعيم "داعش خراسان" في أفغانستان.

وعلى رغم قول "طالبان" إنها فككت نواة قيادة "داعش خراسان" في أفغانستان، فإن الحركة لا تزال لا تملك أية معلومة أو فكرة عن مكان وجود زعيم "داعش خراسان"، ولكن من الممكن أن يؤدي اعتقال محمد شريف الله، الذي يعد من الشخصيات العملياتية الرئيسة في هيكل "داعش خراسان" إلى الكشف عن مكان اختباء قيادات التنظيم وأساليب عملها في أفغانستان وباكستان أثناء التحقيق.

ولم تنشر أجهزة الأمن الأميركية حتى الآن كثيراً من التفاصيل حول اعترافات شريف الله، لكنها اعتبرت اعتقاله خطوة مهمة نحو محاسبة مرتكبي الهجمات على المواطنين الأميركيين.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية".

المزيد من تقارير