ملخص
قال مصدر روسي كبير، إن اقتراح وقف إطلاق النار يبدو من وجهة نظر موسكو فخاً، لأن بوتين سيجد صعوبة في وقف الحرب من دون بعض الضمانات أو التعهدات الملموسة.
قضى ثمانية أشخاص بقصف روسي على شرق أوكرانيا وجنوبها، وفق ما أعلنت السلطات اليوم الأربعاء وأوضحت أن من بينهم أربعة سوريين قتلوا بضربة صاروخية روسية استهدفت أوديسا وألحقت أضراراً بسفينة ترفع علم باربادوس في ميناء المدينة الجنوبية.
ويأتي الهجوم على أوديسا الذي وقع في وقت متأخر أمس الثلاثاء فيما وافقت أوكرانيا على المقترح الأميركي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً وإجراء مفاوضات فورية مع روسيا.
وكتب نائب وزير إعادة الإعمار أوليكسي كوليبا عبر منصات التواصل الاجتماعي "للأسف قتل أربعة أشخاص من مواطني سوريا. الضحية الأصغر سناً كان يبلغ الـ18، والأكبر كان في الـ24. وأصيب شخصان آخران بجروح هما أوكراني وسوري."
واذ أشار المسؤول الى أن السفينة "مدنية بالكامل" وكانت تقوم "بتحميل القمح لتصديره إلى الجزائر"، قال إن "روسيا تهاجم البنية التحتية لأوكرانيا، بما يشمل الموانئ المعنية بضمان الأمن الغذائي في العالم".
إلى ذلك أفاد حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بأن امرأة في الـ47 قتلت بضربة صاروخية روسية على مدينة كريفي ريه، مسقط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت خلال الليل ثلاثة صواريخ و133 طائرة مسيّرة باتجاه أراضيها، مشيرة إلى إسقاط 98 من المسيّرات.
وتحدثت النيابة العامة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنين بضربات روسية.
وقال زيلينسكي اليوم إن بلاده أبدت استعدادها لهدنة خلال المحادثات مع الأميركيين أمس، والآن يتعين على روسيا الرد على المقترح.
وصرّح خلال مؤتمر صحافي في كييف بأن "الأمر يعتمد اليوم بنسبة 100 في المئة على هذا البلد لأن أميركا أثبتت موقفها وأوكرانيا أثبتت موقفها واليوم على روسيا أن ترد".
وأوضح زيلينسكي أنه ينتظر إجراءات قوية من الولايات المتحدة إذا رفضت روسيا مقترح واشنطن.
وفي أول تعليق له على المقترح قال الكرملين إنه ينتظر تلقي تفاصيل من الولايات المتحدة.
زيلينسكي يشيد باجتماعات السعودية
وأشاد الرئيس الأوكراني بالاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع في السعودية بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين ورأى أن وقف إطلاق النار المحتمل مع روسيا لمدة 30 يوماً يمكن استغلاله لصياغة اتفاق سلام أوسع.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنها ستستأنف المساعدات لأوكرانيا والتعاون الاستخباراتي معها بعد اتفاق مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في السعودية على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً مع روسيا.
واعتبر زيلينسكي ضمن إفادة صحافية في كييف أن استئناف المساعدات الأميركية والتعاون الاستخباراتي أمر إيجابي جداً وأضاف "أنا جاد جداً (في ما يتعلق بوقف إطلاق النار) وبالنسبة لي هو مهم لإنهاء الحرب".
وأردف "مستعدون لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً كما اقترح الجانب الأميركي".
وقال إن اجتماع جدة ساعد في "تهدئة" التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بعد مشادة في البيت الأبيض بينه والرئيس دونالد ترمب الشهر الماضي.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بعد المحادثات في جدة أن بلاده ستنقل العرض الآن إلى روسيا وأن الكرة أصبحت في ملعب موسكو.
وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة ستتواصل مع روسيا اليوم لإطلاعها على توافق توصلت إليه مع أوكرانيا حول هدنة لمدة 30 يوماً وخطوات لإنهاء الحرب.
وتابع خلال توقف قصير في إيرلندا بعد محادثات مع أوكرانيا في السعودية "ننتظر كلنا بترقب الرد الروسي ونحثهم بقوة على التفكير في إنهاء كل الأعمال القتالية".
وأردف "إذا قالوا لا، سنضطر إلى دراسة كل شيء وأن نحدد موقفنا وما هي نواياهم الحقيقية. أعتقد بأنه إذا قالوا لا فسنعرف كثيراً عن أهدافهم وطريقة تفكيرهم".
ورأى روبيو أن على الحلفاء الأوروبيين أن يكون لهم دور في أي اتفاق سلام محتمل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال "أعتقد بأنه من الضرورة بمكان أن يكون لهم دور"، مشيراً الى أن روسيا ستسعى الى رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها عقب بدء اجتياحها لأوكرانيا.
ولفت إلى أن اتفاق استثمار المعادن الذي يرتقب أن تبرمه بلاده مع كييف سيجعل لواشنطن مصلحة مباشرة في أمن أوكرانيا وإن أحجم عن اعتبارها بمثابة الضمانات الأمنية التي تطلبها من الغرب.
وقال روبيو "لا يمكنني أن أعتبره ضمانة أمنية، لكن بالتأكيد في حال كانت للولايات المتحدة مصلحة اقتصادية مباشرة تؤمن إيرادات لشعبنا إضافة الى شعب أوكرانيا، ستكون لنا مصلحة مباشرة في حمايتها".
شولتز يتطلع إلى اتفاق دائم
من جهته عد المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم أن أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا يجب أن يكون جزءاً من عملية تؤدي إلى "اتفاق دائم"، بعد أن أيدت كييف مقترح أميركيا بشأن هدنة مع روسيا مدتها 30 يوماً.
وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي في برلين إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، "بعض الأمور مهمة للغاية ومركزية، يجب أن يكون وقف إطلاق النار جزءاً من عملية سلام تؤدي إلى اتفاق دائم".
وأضاف "يجب الحفاظ على سيادة أوكرانيا وأوكرانيا بحاجة إلى قوات مسلحة قوية باعتبارها الضمان الأمني الأكثر أهمية للبلاد".
وشدد المستشار الألماني على أن "نزع سلاح أوكرانيا هو أحد أهداف الحرب الروسية، مما ينبغي ألا يتحقق.
وكان شولتز قال عبر منصة "إكس" في وقت سابق اليوم إن "الكرة في ملعب" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالنسبة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا بعد موافقة كييف على مقترح أميركي لهدنة تمتد 30 يوماً.
قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، اليوم الأربعاء إن إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا عبر بولندا استؤنفت.
بعد محادثات استمرت أكثر من ثماني ساعات بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في السعودية أمس الثلاثاء، وافقت الولايات المتحدة على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات مع أوكرانيا.
وقال سيكورسكي "أؤكد ذلك. عادت عمليات تسليم الأسلحة عبر جاسيونكا إلى مستوياتها السابقة".
الهدنة إذا حدثت
ويشكل المطار في بلدة جاسيونكا بجنوب شرقي بولندا مركز الإمداد الرئيسي الذي يتم من خلاله تسليم معظم المساعدات لأوكرانيا.
وقال سيكورسكي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها، في وارسو إن بولندا راضية عن المقترحات الجديدة في شأن أوكرانيا.
من ناحيته أكد سيبها أن أوكرانيا تدعم وتقبل الاقتراح الأميركي بهدنة مدتها 30 يوماً. وقال "مستعدون لتشكيل فريق مناسب من جانبنا سيعمل على خريطة الطريق هذه حول كيفية الوصول إلى هذه الهدنة، إذا حدثت".
من جانبها، قالت مصادر روسية اليوم الأربعاء، إنه ليس مرجحاً أن يقبل الرئيس فلاديمير بوتين اقتراحاً أميركياً بوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وإن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار التقدم الروسي في ساحة المعركة ويتعامل مع مخاوف موسكو.
في تراجع عن السياسة الأميركية السابقة تجاه روسيا، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب محادثات ثنائية مع موسكو وعلق المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات مع أوكرانيا، قائلاً إن كييف يجب أن توافق على شروط لإنهاء الحرب.
هل يوافق بوتين؟
ووافقت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات بعد أن أعلنت كييف استعدادها لقبول اقتراح وقف إطلاق النار.
وقال مصدر روسي كبير لـ"رويترز"، إن روسيا ستحتاج إلى مناقشة شروط أي اتفاق لوقف إطلاق النار والحصول على نوع من الضمانات.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، لـ"رويترز"، "من الصعب على بوتين الموافقة على هذا المقترح بشكله الحالي. بوتين يتمتع بموقف قوي لأن روسيا تتقدم".
وتسيطر روسيا على ما يقل قليلاً عن خُمس أراضي أوكرانيا، أي نحو 113 ألف كيلومتر مربع، وتتقدم ببطء منذ أشهر. بينما استولت أوكرانيا على جزء من غرب روسيا في أغسطس (آب) كورقة مساومة، لكن وفقاً لخرائط مفتوحة المصدر للحرب وتقديرات روسية فإن قبضتها على هذا الجزء تضعف.
وأوضح المصدر أنه من دون ضمانات إلى جانب وقف إطلاق النار، ربما يضعف موقف روسيا سريعاً، وقد يحملها الغرب مسؤولية عدم إنهاء الحرب.
وقال مصدر روسي كبير آخر، إن اقتراح وقف إطلاق النار يبدو من وجهة نظر موسكو فخاً، لأن بوتين سيجد صعوبة في وقف الحرب من دون بعض الضمانات أو التعهدات الملموسة.
وأشار مصدر روسي ثالث إلى أن الصورة الأوسع نطاقاً هي أن الولايات المتحدة وافقت على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات مع أوكرانيا وزينت هذه الخطوة باقتراح لوقف إطلاق النار.
ولم يدل الكرملين بعد بأي تعليق.
واستبعد بوتين مراراً أي وقف قصير الأمد لإطلاق النار. وقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، "لسنا بحاجة إلى هدنة، بل إلى سلام طويل الأمد محمي بضمانات لروسيا الاتحادية ومواطنيها. إنها مسألة صعبة كيف نضمن هذه الضمانات".
بشروط موسكو
في يونيو (حزيران) من العام الماضي حدد بوتين شروطه للسلام، وهي أنه يجب على أوكرانيا التخلي رسمياً عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن تسحب قواتها تماماً من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها وتسيطر الآن على معظمها.
وتقول التقديرات الروسية إن موسكو تسيطر الآن على 75 في المئة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، وعلى أكثر من 99 في المئة من منطقة لوجانسك.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة أجريت أمس الثلاثاء ونشرت اليوم، إن روسيا لن تقبل بوجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي "تحت أي علم، وبأي قوة، على الأراضي الأوكرانية".
وأوضح عضو كبير في البرلمان الروسي اليوم الأربعاء، أن أي اتفاق سيكون بشروط موسكو.
وكتب قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة الأعلى في البرلمان، في منشور على تطبيق "تيليغرام"، "تتقدم روسيا في أوكرانيا، ولذلك سيكون الأمر مختلفاً مع موسكو".
وأضاف "أية اتفاقات، مع التفهم الكامل لضرورة التنازل، ستكون بشروطنا وليس بالشروط الأميركية. وهذا ليس تفاخراً، ولكن لإدراك أن الاتفاقات الحقيقية لا تزال قيد الإعداد. وعليهم في واشنطن أن يفهموا ذلك أيضاً".
مكالمة هاتفية ممكنة
وأعلن الكرملين الأربعاء، أن روسيا تنتظر أن تطلعها الولايات المتحدة على مقترحها في شأن هدنة مدتها 30 يوماً في الحرب مع كييف، غداة موافقة الأخيرة عليه في اجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في السعودية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "لدينا اتصالات متوقعة مع الأميركيين في الأيام المقبلة، ونعوّل عليها للحصول على معلومات كاملة" في شأن المقترح، مشيراً إلى أن "اتصالاً هاتفياً عالي المستوى" بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قد يحصل خلال "مدة وجيزة للغاية".
وقال الكرملين اليوم الأربعاء، إنه يريد أن تطلعه الولايات المتحدة على نتائج المحادثات الأميركية- الأوكرانية في السعودية قبل التعليق على ما إذا كان وقف إطلاق النار المقترح مقبولاً لدى روسيا.
وقال بيسكوف للصحافيين، إنه لا يستبعد إمكانية إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، والتي أشار إلى إمكانية الإعداد لها سريعاً جداً إذا لزم الأمر.
الكرملين يشيد بجيشه
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، إن قواتها استعادت السيطرة على خمس قرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وتقع إحدى القرى التي استعادت روسيا السيطرة عليها إلى الشمال مباشرة من سودجا التي تجتاحها القوات الروسية منذ مطلع الأسبوع في محاولة لطرد قوات أوكرانيا التي تسيطر على جزء من كورسك منذ أغسطس (آب) الماضي.
وأشاد الكرملين اليوم الأربعاء، بـ"دينامية جيدة" لقواته في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا في جنوب روسيا، حيث تواصل استعادة مساحات سيطرت عليها أوكرانيا خلال الصيف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف "المعلومات التي يزودنا بها جيشنا تظهر أن قواتنا تتقدم بنجاح في منطقة كورسك، وتحرر مناطق. هذه الدينامية جيدة".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء، استعادة السيطرة على خمس قرى في كورسك مواصلة بذلك تقدمها السريع في المنطقة.
وأسفر هجوم أوكراني عن مقتل أربعة موظفين في مصنع في كورسك الروسية صباح الأربعاء، وفق حاكم المنطقة بالإنابة ألكسندر خينشتين، الذي قال على "تيليغرام" إن القتلى هم ثلاثة رجال وامرأة.
وأوضح أن المصنع يقع في قرية كوزيريفكا، على بعد حوالي 15 كيلومتراً من المنطقة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي.