Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

هوس ترمب بضم كندا... حلم توسعي أم مجرد أداة للضغط؟

الرئيس الأميركي يرسم صورة عن مستقبل مشرق بضرائب أقل ومن دون رسوم جمركية ينعم فيه الكنديون بالأمن

الرئيس الأميركي يتحدث إلى وسائل الإعلام في البيت الأبيض (رويترز)

ملخص

يبدو ترمب عازماً على إعادة رسم الخرائط، وهو ما اتضح من خلال قراره الذي صدر بعد وقت قصير على تنصيبه بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا. كما طالب علناً بضم غرينلاند، وقال إنه يريد استعادة السيطرة على قناة بنما.

هل هو مجرد تكتيك ذكي للتفاوض أم مسعى إلى السيطرة على الموارد الطبيعية أم مجرد حلم صعب المنال؟ يعد هوس الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضم كندا فريداً بصورة يصعب إيجاد تفسير سهل لها.

وقال أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة جورج واشنطن تود بيلت "أعتقد أن هذا أحد الأمور التي يظن ترمب أن تحقيقها سيكون أمراً لطيفاً، لكنه يدرك أن احتمال ذلك أقل من ضئيل".

وأضاف أن "خطابه يهدف على الأرجح إلى اتخاذ وضعية تفاوضية لا يمكن التنبؤ بها".

والثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي الذي كان على وشك إطلاق حرب تجارية عالمية في الأسابيع الأخيرة، رغبته التوسعية مرة أخرى على منصته الاجتماعية "تروث سوشال".

وكتب ترمب أن "الأمر الوحيد المنطقي بالنسبة إلى كندا هو أن تصبح ولايتنا الـ51 العزيزة"، راسماً صورة عن مستقبل مشرق بضرائب أقل ومن دون رسوم جمركية وينعم فيه الكنديون بالأمن.

ترك حديث ترمب عن الضم الكنديين في حالة ذهول.

وقال رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته جاستن ترودو الأسبوع الماضي "ما يريد (ترمب) رؤيته هو انهيار كامل للاقتصاد الكندي"، بعدما أعلنت واشنطن رسوماً جمركية نسبتها 25 في المئة على جميع الواردات الكندية قبل أن تتراجع لاحقاً.

مواقف معادية

أثارت تصريحات ترمب مواقف معادية للولايات المتحدة شمال الحدود، إذ بات النشيد الوطني الأميركي يقابل بصيحات استهجان في المباريات الرياضية.

 

وأفاد استطلاع للرأي أجراه "معهد ليجيه" هذا الشهر بأن 33 في المئة من الكنديين فقط لديهم رأي إيجابي حيال الولايات المتحدة، مقارنة مع 52 في المئة في يونيو (حزيران) 2024.

وفي الاستطلاع ذاته، قال 77 في المئة من المستطلعين إنهم ينظرون بإيجابية إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي منشوره على "تروث سوشال" الثلاثاء، وصف ترمب الحدود الأميركية - الكندية بأنها "خط فاصل اصطناعي رسم قبل عدد من السنوات".

وتوجه إلى الكنديين قائلاً إنه عندما تختفي الحدود "ستكون لدينا أمة هي الأكثر أماناً وروعة في العالم، وسيتواصل عزف نشيدكم الوطني الرائع (أوه كندا)، لكنه سيمثل الآن ولاية عظيمة وقوية ضمن أعظم أمة عرفها العالم على الإطلاق!".

إعادة رسم الخرائط

يبدو ترمب عازماً على إعادة رسم الخرائط، وهو ما اتضح من خلال قراره الذي صدر بعد وقت قصير على تنصيبه بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.

كما طالب علناً بضم غرينلاند، وقال إنه يريد استعادة السيطرة على قناة بنما.

وقال بيلت إن "جزءاً كبيراً من هذا التوسع الإقليمي (غرينلاند وبنما وكندا) جاء بعد الانتخابات، وأعتقد أن أحداً ما أقنعه بأن الرؤساء العظماء يسيطرون على الأراضي باعتبارها إرثاً".

وتعهد ترودو في خطابه الأسبوع الماضي بأن ضم كندا لن يتحقق، وقال "لن يحدث ذلك إطلاقاً، لن نكون الولاية الـ51 قط".

وبحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز"، استغل ترمب فرصة المحادثات مع ترودو الشهر الماضي للتشكيك في معاهدة أبرمت عام 1908، وأسست الحدود بين البلدين.

وانتقد الرئيس الأميركي المعروف باهتمامه بموارد المياه الاتفاقات التي تنظم الوصول إلى المياه بين البلدين، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.

تمر الحدود الكندية الأميركية شرقاً عبر منطقة البحيرات العظمى، وأما غرباً، باتجاه ساحل الهادئ، فتعبر الحدود نهر كولومبيا الذي تنظم معاهدة دولية مفصلة الوصول إلى المياه فيه.

"كندا ستفوز"

يرى أستاذ الاقتصاد لدى جامعة كارلتون في أوتاوا إيان لي أن من شأن اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة وكندا، المرتبطتين اقتصادياً بصورة وثيقة، أن يمثل "تهديداً وجودياً" للكنديين.

وأضاف "لكن بغض النظر عن مدى صراخنا وتعبيرنا عن غضبنا، لا يغير ذلك الواقع"، مؤكداً "نحن الفأر وهم الفيل البالغ وزنه خمسة أطنان. علينا التوصل إلى تسوية والتعامل مع مطالب الولايات المتحدة".

لكن رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني الذي سيتسلم منصبه الجمعة لا يتفق مع هذا الموقف الانهزامي، وقال الأحد "على الأميركيين ألا يخطئوا: في التجارة كما في الهوكي، كندا ستفوز".

وأعلنت أوتاوا الأربعاء رسوماً جمركية جديدة على منتجات أميركية معينة، رداً على رسوم اعتبرتها "غير مبررة ولا منطقية" فرضها ترمب على الصلب والألمنيوم.

المزيد من تقارير