ملخص
يعتزم الرئيس الأميركي ونظيره الروسي إجراء محادثة، هذا الأسبوع، وفق ما أفاد مسؤولون، أمس، فيما تضغط واشنطن وحلفاء كييف على موسكو لقبول وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الإثنين أن "عدداً كبيراً" من البلدان أعرب عن استعداده لإرسال قوات بغية ضمان وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، في سياق "التحالف الطوعي للدول" الذي تسعى باريس ولندن إلى تشكيله.
وبعد يومين من انعقاد مؤتمر افتراضي للبلدان الداعمة لكييف بمبادرة من الحكومة البريطانية، قال متحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر، "نتوقع مشاركة أكثر من 30 بلداً" في هذا التحالف مع "عدد كبير من الدول التي ستوفر جنوداً وعدد أكبر سيقدم إسهامات أخرى".
وفي أعقاب انطلاق المفاوضات بين روسيا وإدارة دونالد ترمب للتوصل سريعاً إلى وقف لإطلاق النار، يسعى كير ستارمر وإيمانويل ماكرون إلى تشكيل هذا التحالف الذي يهدف إلى ثني موسكو عن انتهاك هدنة محتملة.
وقال المتحدث باسم ستارمر إن "رئيس الوزراء أشار في نهاية الأسبوع إلى أن الإسهامات ستختلف باختلاف البلدان، وأطلقت محادثات في شأن ما يمكن لتحالف الدول تقديمه".
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون عسكريون من البلدان الداعمة لكييف الخميس المقبل في بريطانيا للمضي قدماً في هذه المحادثات، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني السبت.
وإضافة إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهي فكرة أعربت بلدان، منها فرنسا وبريطانيا عن تأييدها، قد تقضي الإسهامات بتوفير دعم لوجستي وتقني لقوة مقبلة لحماية وقف إطلاق النار أو استضافة الطواقم، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم ستارمر، وما زالت روسيا تعارض بالكامل فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، وأشار المتحدث البريطاني إلى أن "روسيا لم تطلب رأي أوكرانيا عندما نشرت قوات من كوريا الشمالية على الجبهة العام الماضي".
محادثة ترمب - بوتين الهاتفية
الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في وقت سابق إنه يعتزم التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غداً الثلاثاء، وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ذلك للصحافيين في الكرملين. وأضاف ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة خلال رحلة متأخرة عائداً إلى واشنطن من فلوريدا "سأتحدث مع الرئيس بوتين يوم الثلاثاء. لقد تم إنجاز كثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع"، وتابع "نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً".
ضمانات "صارمة"
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات نشرت، اليوم الإثنين، أن روسيا ستسعى للحصول على ضمانات "صارمة" في أي اتفاق سلام بشأن أوكرانيا بأن تستبعد دول حلف شمال الأطلسي كييف من العضوية وأن تظل أوكرانيا محايدة.
ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحصول على دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي قبلته أوكرانيا، الأسبوع الماضي، والذي يقول بوتين إنه يحتاج إلى تلبية شروط حاسمة ليكون مقبولاً.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع صحيفة "إزفستيا" الروسية لم تشر إلى مقترح وقف إطلاق النار، قال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية، إن أي معاهدة سلام طويلة الأمد بشأن أوكرانيا يجب أن تلبي مطالب موسكو.
ونقلت الصحيفة عن غروشكو قوله، "سنطالب بأن تصبح ضمانات أمنية صارمة جزءاً من هذا الاتفاق". وأضاف "ومن بين هذه الضمانات الوضع المحايد لأوكرانيا ورفض دول حلف شمال الأطلسي قبولها في التكتل".
هجمات بالمسيرات
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الإثنين إن قواتها دمرت 72 طائرة مسيرة أوكرانية فوق المناطق الروسية من بينها 36 فوق منطقة كورسك.
قوات حفظ سلام
أكدت موسكو معارضتها القاطعة لنشر مراقبين من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كما شدد غروشكو مجدداً على موقف الكرملين في هذا الشأن.
وعبرت بريطانيا وفرنسا عن استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بأن بلاده منفتحة أيضاً على أي طلبات.
وقال غروشكو، "لا يهم تحت أي تسمية يتم نشر قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الأراضي الأوكرانية، سواء كانت تابعة للاتحاد الأوروبي، أو حلف شمال الأطلسي، أو بصفة وطنية".
وتابع، "إذا ظهروا هناك، فهذا يعني أنهم منتشرون في منطقة صراع مع كل العواقب التي ستترتب على هذه القوات باعتبارها أطرافاً في الصراع".
وأشار غروشكو إلى أنه من غير الممكن مناقشة نشر مراقبين غير مسلحين لمراقبة ما بعد انتهاء الصراع إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
اقرأ المزيد
- زيلينسكي يشكل فريقا للمشاركة في أي محادثات محتملة وترمب يحصر مهام كيلوغ بأوكرانيا
- روسيا وأوكرانيا تستبقان "الهدنة المحتملة" بتصعيد عسكري
- بوتين يدعو القوات الأوكرانية في كورسك إلى إلقاء سلاحها
- ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في أوكرانيا
- الأمير محمد بن سلمان لبوتين: ندعم كل ما يؤدي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحات نشرت، أمس الأحد، إن نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا مسألة تقررها كييف وليس موسكو.
وقال غروشكو، إن الحلفاء الأوروبيين لكييف يجب أن يفهموا أن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي واستبعاد إمكانية نشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو فقط ما سيكون في مصلحة المنطقة.
وأضاف، "ومن ثم سيتم ضمان أمن أوكرانيا والمنطقة بأكملها بالمعنى الأوسع، إذ سيتم القضاء على أحد الأسباب الجذرية للصراع".
هجوم بطائرات مسيرة على كييف
ميدانياً، قال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة خلال الليل على كييف.
وأضاف في منشور على تطبيق "تيليغرام"، إن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تحاول صد الهجوم.
وسمع شهود دوي انفجارات في أجزاء من المدينة بدا أنها ناجمة عن أنظمة دفاع جوي تقوم بعملها، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
كندا تنوع تحالفاتها
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني الإثنين من باريس إلى تعزيز العلاقات مع "الحلفاء الموثوق بهم" في أوروبا، مجدداً دعمه، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأوكرانيا، في حين تتعرض بلاده لتهديدات غير مسبوقة من الولايات المتحدة.
وأكد خلال مؤتمر صحافي في الإليزيه إلى جانب ماكرون "بات تعزيز كندا علاقاتها مع حلفاء يمكن الاعتماد عليهم مثل فرنسا، أمراً يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى".
ومن المقرر أن يتوجه كارني بعد ذلك إلى لندن.
وعادة ما يخصص رؤساء وزراء كندا زيارتهم الخارجية الأولى للجارة الجنوبية، لكن البلاد التي يبلغ تعدادها 41 مليون نسمة تواجه أزمة غير مسبوقة منذ أن شن ترمب حرباً تجارية ضدها، وهدد بجعلها "الولاية الأميركية الـ51".
وأكد كارني "علينا تعزيز التعاون" بين فرنسا وكندا "لضمان أمننا وأمن حلفائنا والعالم أجمع"، وأضاف "يتعين علينا تعزيز علاقاتنا الدبلوماسية لنواجه معاً هذا العالم الذي أصبح غير مستقر وخطر بصورة متزايدة"، إضافة إلى خلق "فرص جديدة لرواد الأعمال".
من جهته اعتبر ماكرون أن التجارة الدولية "العادلة" هي "بالتأكيد أكثر فاعلية من الرسوم (الجمركية) التي تؤدي إلى التضخم وتضر بسلاسل الإنتاج وتكامل اقتصاداتنا".
وأكد الزعيمان رغبتهما المشتركة في مواصلة دعم أوكرانيا والأمن الأوروبي، في وقت تهدد الولايات المتحدة بالتخلي عن القارة العجوز والتفاوض مع روسيا مباشرة من أجل وقف إطلاق نار.
وقال رئيس الوزراء الكندي "ندافع كلينا عن السيادة والأمن الذي أظهره دعمنا الثابت لأوكرانيا"، وأضاف أن "كندا ستكون دائماً موجودة لضمان أمن أوروبا"، مؤكداً على "التصميم" المشترك في سبيل إقامة علاقات "إيجابية بأكبر قدر ممكن" مع الولايات المتحدة.
وعشية المحادثة الهاتفية جديدة بين الرئيسين الأميركي والروسي، أكد ماكرون أن فرنسا وكندا تريدان "سلاماً متيناً ودائماً، مرفقاً بضمانات قوية تحمي أوكرانيا من أي عدوان روسي جديد وتضمن أمن أوروبا بأكملها".
في هذا السياق، أعلنت كندا التي تترأس مجموعة السبع هذا العام، أنها وجهت دعوة للرئيس الأوكراني إلى المشاركة في القمة المقبلة التي ستعقد في يونيو (حزيران) المقبل في غرب كندا.
وأكد ماكرون أن رئيس الوزراء الكندي "رجل يحب بلاده"، و"يعتقد أن المرء يستطيع خدمة مصالح بلاده كونه رفيقاً جيداً على الساحة الدولية"، في هجوم غير مباشر على الرئيس الأميركي.
وكارني الذي كان أول أجنبي يجري تعيينه حاكماً لـ"بنك إنجلترا" في 2013، سيجري محادثات مع نظيره البريطاني كير ستارمر، المنخرط للغاية على غرار ماكرون بدعم كييف.
وسيناقش مع ستارمر "تعزيز الأمن عبر الأطلسي، ونمو قطاع الذكاء الاصطناعي، والعلاقات التجارية الثنائية الوثيقة"، وفق البيان الصادر عن مكتبه.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثالثة بين أكبر شركاء كندا التجاريين في مجال السلع والخدمات، إذ بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 61 مليار دولار كندي (40 مليار يورو).
كما سيلتقي الملك تشارلز الثالث، وهو أيضاً رئيس الدولة في كندا.
أعلن كارني (60 سنة)، وهو حديث العهد بالسياسة، في أول خطاب رسمي له أن "تنويع علاقاتنا التجارية" سيكون أولوية، مؤكداً أن كندا "لن تكون بأي شكل من الأشكال جزءاً من الولايات المتحدة".