Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يبدو دونالد ترمب خلف الأبواب المغلقة؟

"اركع على ركبتيك يا رون" و"ملابسي ستدخل المتحف"... تصريحات الرئيس الغرائبية لا حد لها

ترمب متحدثا للصحافيين (أ ف ب) 

ملخص

ترمب الصدامي والحاد هو نفسه خلف الأبواب المغلقة لكن مع لمسة إضافية من الألفاظ النابية والوحشية، وفق كتاب جديد بعنوان "الانتقام" ويروي قصة عودة ترمب للسلطة، مدعمة بمعلومات من الداخل، وصراعاته مع جو بايدن ورون دي سانتيس و"فوكس نيوز".

لا يبدو دونالد ترمب مثل السياسيين التقليديين في تعامله مع رؤساء الدول والصحافيين ومساعديه، فهو صدامي وحاد ويحب إلقاء النكات أيضاً. ستجده يسخر من الجوارب الملونة التي يرتديها نائبه، ويتلاسن مع زعيم دولة أمام الكاميرات، ويرد على سؤال فرضي من صحفية حول احتمال خرق روسيا لوقف إطلاق النار، قائلاً "ماذا لو سقطت قنبلة على رأسك الآن؟".

هذه صورة ترمب التي يراها العالم، والمفاجأة أو ربما ليست كذلك أنه وراء الأبواب المغلقة هو الرجل نفسه لكن مع لمسة إضافية من الألفاظ النابية والوحشية، وفق كتاب جديد بعنوان "الانتقام" ويروي قصة عودة ترمب للسلطة، مدعمة بمعلومات من الداخل، وصراعاته مع جو بايدن ورون دي سانتيس و"فوكس نيوز".

"اركع على ركبتيك يا رون"

في يناير 2023، أفصح ترمب للسيناتور آنذاك جي دي فانس بأنه سيترشح لبطاقة الحزب الجمهوري ضد حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وأنه "سيسحقه مثل حشرة". وتصاعد الصراع بين الرجلين خلال الانتخابات التمهيدية، وحينها ركزت حملة ترمب على تشويه صورة ديسانتيس ووصفه بأنه "غريب الأطوار" ولا يصلح للرئاسة.

وفي رحلة على طائرته الخاصة في يونيو 2023، استذكر ترمب اللحظة التي طلب فيها ديسانتيس تأييده في السباق لمنصب حاكم فلوريدا، وقال، "كان كالمتسول، كان بإمكاني أن أقول له: ’اركع على ركبتيك اللعينتين يا رون‘".

 

وأشار الكتاب الذي ألفه الصحافي أليكس إيسنستادت إلى أن ترمب لم يكن يريد منع ديسانتيس من الفوز فحسب، بل تدميره وإنهاء آماله في الترشح لأي منصب مستقبلاً، وركزت حملة ترمب على نشر قصص مزعومة منها إخفاء الحاكم الجمهوري أصابع الدجاج في جيب سترته، وقص أظافر قدميه في سيارة أمنية، والمرة التي واجه فيها مشكلة في حمام الطائرة.

مزحة السرير مع امرأة

ويرد في الكتاب أن ترمب مازح النائبة آنا باولينا لونا التي كانت حاملاً ومرهقة أثناء رحلة على طائرته الخاصة في صيف 2023 وقال لها، " يوجد سرير في الطائرة إذا احتجتي إلى الاستلقاء عليه، وشعرتي بالتعب. فقط لا تخبري ميلانيا، لأنها لا تحب أن تنام النساء الأخريات على سريري".

ترمب ومثبت الشعر

شعر ترمب من سماته المميزة، تحدثت عنه القنوات وكُتبت التقارير للكشف عن أسرار العناية به، ومنها تناول دواء مرتبط بالبروستاتا لتعزيز نمو الشعر، كما كشف عنه طبيبه القديم، لكن اهتمام ترمب بشعره يبدو أنه يمتد للآخرين حوله. فخلف كواليس مسرح مؤتمر الائتلاف الجمهوري اليهودي في أكتوبر 2023، لاحظ ترمب أن شعر رونا ماكدانييل، رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية آنذاك، لم يكن مصففاً بمستوى الحدث، فقال لها "عزيزتي يجب أن أصلحه"، وأخذ مثبت شعر ورشه على رأسها.

طرد الميكانيكي

رأى العالم ترمب منفعلاً أكثر من مرة، بل إن صعود نجمه في التلفزيون ارتبط بتقديمه برنامج "ذا أبرينتايس" وعبارته الشهيرة "أنت مطرود"، وفي رئاسته ظهر منفعلاً في البيت الأبيض مرات عدة، آخرها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أنه فصل عدداً كبيراً من مسؤولي إدارته الأولى، وعبر عن استيائه من عدم كفاءتهم.

الانفعال وشهية الطرد سمتان لترمب في السر والعلن، إذ يروي الكتاب قصة فصل ميكانيكي في 2024 فتح بالخطأ مزلقة الإخلاء الخاصة بطائرة ترمب أثناء توقفها مما استلزم إرسالها للصيانة، فوجه ترمب بطرده وقال "إنه مطرود اللعين، افصلوه الآن، وأرسل شخصاً يخرجه من المكان".

لا للانتقام والثأر!

من المخاوف التي سادت لدى الديمقراطيين هي أن ترمب عندما يعود للبيت الأبيض سيشن حملة انتقام واسعة وغير مسبوقة ضد خصومه، وهو ما دفع عدوه اللدود جو بايدن إلى إصدار عفو شامل واستباقي عن مسؤولين وأفراد من عائلته لتجنب استهدافهم.

وصرح بايدن أن ترمب إذا عاد للبيت الأبيض فكل همه سيكون الانتقام، وكان رد فعل ترمب في مارس 2024 أن سخر قائلاً لمساعديه، "اسمعوا جميعاً، لن يكون هناك انتقام، ولن يكون هناك ثأر، غمزة، غمزة".

قولوا له "لم تعد صديقي"

مرت علاقة الرئيس مع السيناتور الجمهوري بمحطات متوترة ففي أبريل 2024 انتقد غراهام قرار ترمب بمعارضة خطة يدعمها السيناتور لمنع الإجهاض بعد الأسبوع الـ15 للحمل. وقال ترمب لأحد مساعديه، "قل لليندسي إننا لم نعد أصدقاء". وعلى رغم ذلك، حافظ الاثنان على علاقتهم البرغماتية، إذ دعم غراهام ترشح ترمب وبقي ضمن الدوائر المقربة منه.

 

"الجميع يمارس الجنس"

واجه الرئيس الجمهوري دعاوى قضائية من سيدات، مثل إي جين كارول الكاتبة النيويوركية التي اتهمته بالاعتداء عليها جنسياً في التسعينيات وستورمي دانييلز الممثلة الإباحية، التي اتهمته بتوجيه محاميه بأن يدفع لها في مقابل شراء صمتها بعد ممارسة الجنس. وعبر ترمب عن سأمه من هذه الاتهامات قائلاً لأحد مساعديه "كارول تقول إني ضاجعتها وستورمي دانييلز تقول إني ضاجعتها. لكنني لم أضاجع أياً منهن، الجميع يمارس الجنس، لكنني لم أضاجع هاتين".

اقرأ المزيد

"فوكس نيوز" تتوسل

توسل شون هانيتي إلى دونالد ترمب ليتوقف عن مهاجمة شبكة "فوكس نيوز" خلال مكالمة هاتفية، قبل أسابيع فقط من تسوية الشبكة لدعوى تشهير مليونية في عام 2023. وفي أوائل ذلك العام، شن ترمب هجوماً لاذعاً على الشبكة ومالكها روبرت مردوخ، متهماً إياها بـ"التواطؤ" مع رون ديسانتيس، وكراهية حركة "ماغا". وقال هانيتي، وفقاً لمقتطف من الكتاب نشرته صحيفة "واشنطن بوست": "أرجوك لا تهاجم فوكس، لا تهاجم عائلة مردوخ. أرجوك، من أجل الله، لا تفعل ذلك".

وتابع "سيدي الرئيس، أنا أحاول مساعدتك مع الناس في فوكس، لكنك لا تسهل الأمر علي بمهاجمتك لعائلة مردوخ. أنت لا تساعدني، ولا تساعد نفسك. إذا استطعت التوقف عن ذلك، يمكننا البدء في التحرك والعودة للوضع الطبيعي". ورفع ترمب هاتفه حتى يتمكن موظفوه من سماع المكالمة، وقال ساخراً: شون يحاول فعل الشيء الصحيح. لكن، يا رجل، عائلة مردوخ؟ لا أدري".

ترمب: ملابسي ستدخل المتحف

يروي الكتاب أيضاً كواليس حادثة محاول اغتيال ترمب الأولى في بتلر، وكيف أصبحت تلك اللحظة جوهر حملته الانتخابية، كمقاتل يخوض معركة استعادة السلطة من أيدي من يراهم سلبوها منه ظلماً. عاش المستشفى الذي عولج فيه حالة استنفار حيث نقل المرضى من بعض الوحدات لتجهيز جناح آمن له. عندما أدخل إلى قسم الطوارئ، لم يكن يرتدي سوى قميص داخلي وسروال البدلة. وعلى رغم خطورة الموقف، بدا هادئاً وقال لفريقه، "سيصنع هذا الحدث بعض العناوين".

ومع انتشار الأخبار، كانت الهواتف تمتلئ بالرسائل والمكالمات، فيما بدأ الإعلام في بث الإشاعات، حتى أن إحدى الوسائل الإعلامية أخبرت متحدث حملته ستيفن تشيونغ أنها ستنشر خبر وفاته، فبادر سريعاً بإرسال بيان مقتضب: "ترمب بخير".

 

وبعد إجراء الفحوص، أراد ترمب التأكد من نشر نتائج فحص الأشعة المقطعية، فسأل الممرضة: "هل يمكنني الحصول على نسخة من هذه النتائج؟ أريد أن أري الصحافيين أن قدراتي الإدراكية 100 في المئة. لا يمكنكم قول الشيء ذاته عن جو بايدن".

وبعد خروجه من الفحص، طلب ترمب رؤية الصور التي التقطت أثناء الهجوم. وعندما شاهد صورة الرصاصة وهي تمر بجوار رأسه، وصورة أخرى وهو مغطى بالدماء ويرفع قبضته متحدياً، علق قائلاً "واو، هذه أيقونية. إنها أكثر صورة أميركية رأيتها في حياتي".

وقبل مغادرته المستشفى، أعيدت له ملابسه الملطخة بالدماء، فأمسك بها وقال مبتسماً، "هذه ستدخل إلى المتحف".

المزيد من كتب