أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أن باريس "لا تريد الحرب مع الجزائر"، متهماً الأخيرة بأنها "هي من تهاجمنا"، وذلك تعليقاً على رفض الجزائر لقائمة من رعاياها تريد بلاده ترحيلهم.
وقال ريتايو في تصريحات لإذاعة سود راديو، "نحن لسنا عدائيين، لا نريد الحرب مع الجزائر. الجزائر هي من تهاجمنا"، داعياً إلى اعتماد "رد متدرج" حيال الجزائر في خضم أزمة دبلوماسية حادة بين الطرفين.
في الموازاة، رفضت محكمة الاستئناف في إكس-ان-بروفانس الأربعاء طلب تسليم الجزائر عبدالسلام بوشوارب (72 سنة)، وزير الصناعة في عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، معتبرة أن لذلك "عواقب خطرة بصورة استثنائية".
التمسك بالعلاقات
من جهته شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أمس الثلاثاء، على "تمسك فرنسا بعلاقتها مع الجزائر" وذلك في مسجد باريس الكبير الذي دعا عميده شمس الدين حفيظ إلى سلوك "مسار التهدئة".
وقال بارو الذي دُعي إلى إفطار رمضاني للسفراء أقامه المسجد، إن "فرنسا متمسكة بعلاقتها مع الجزائر التي تربطنا بها علاقات معقدة إنما لا مثيل لقوتها ومصالح مشتركة".
وتابع، "إن التوترات الحالية التي لم نتسبب بها، والتي شهدت (الإثنين) تطوراً إشكالياً جديداً لا يصب في مصلحة أحد، لا فرنسا ولا الجزائر".
وأضاف، "نريد حلها باحترام" ولكن أيضاً "بحزم وصراحة ومن دون ضعف، من دون التخلي عن أي من مصالح الفرنسيين التي هي بوصلتنا".
وكان بارو أكد عصراً أن رفض الجزائر قائمة رعاياها الذين صدرت بحقهم مذكرة ترحيل تسلمتها من باريس "يضر" بمصالح فرنسا.
وقال الوزير الفرنسي، "غني عن القول إن الملايين من مواطنينا المرتبطين بطريقة أو بأخرى بالجزائر لا علاقة لهم بالصعوبات التي نواجهها اليوم مع السلطات الجزائرية، ومن حقهم أن ينعموا بالهدوء".
وجاءت تصريحات بارو عقب تشديد عميد مسجد باريس الكبير على أن مؤسسته "رمز للصداقة بين فرنسا وبلاد الإسلام".
وقال حفيظ، "حضوركم، سيدي الوزير، يشكل تكريماً لهذه الروابط"، منوهاً بجهود المسجد الكبير التي "تزعج دعاة الانقسام" ومدافعاً عن "تاريخه الفريد مع الجزائر".
ولفت إلى أن "هذا التاريخ مكنه من إتاحة ممارسة متناغمة للإسلام في فرنسا" و"مكافحة التطرف".
وقال حفيظ، "في مناخ التوترات الخطرة التي نشهدها" يعتزم مسجد باريس الكبير "مواصلة سلوك مسار التهدئة والأمل بعلاقة فاضلة بين فرنسا والجزائر".