Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 56 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:56
00:56
 

منظمة الصحة العالمية تصنف زلزال ميانمار حال طوارئ من أعلى مستوى

1600 قتيل حتى الآن والأمم المتحدة والصليب الأحمر يحذران من معوقات الإغاثة وتزايد الإصابات

ملخص

تشير تقديرات نماذج التنبؤ التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى في ميانمار قد يتجاوز 10 آلاف شخص، وأن الخسائر قد تتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.

صنفت منظمة الصحة العالمية اليوم الأحد زلزال ميانمار حال طوارئ من أعلى مستوى، مطالبة بتمويل عاجل مقداره 8 ملايين دولار لإنقاذ الأرواح ومنع تفشي الأمراض خلال الأيام الـ 30 المقبلة.

وحذرت المنظمة من أخطار تفاقم الإصابات بسبب محدودية القدرات الجراحية في البلاد، لافتة إلى أن الظروف التي كانت تواجهها ميانمار قبل الزلزال تجعل ذلك مرجحاً.

وقالت المنظمة في ندائها العاجل لجمع التمويل إنها "صنفت هذه الأزمة على أنها حال طوارئ من الدرجة الثالثة"، في إشارة إلى المستوى الأعلى لتفعيل الاستجابة للطوارئ.

وكان زلزال بقوة 7.7 درجات قد ضرب مدينة ماندالاي وسط ميانمار الجمعة الماضي، أعقبته بعد دقائق هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجات حصدت أرواح 1700 شخص في ميانمار و18 شخصاً في تايلاند.

ووفق المنظمة فإن "عمليات التقييم الأولية تشير إلى أعداد كبيرة من المصابين والإصابات المتصلة بالصدمات، مع حاجات عاجلة للرعاية الطارئة، فإمدادات الكهرباء والمياه لا تزال مقطوعة مما يزيد صعوبة الحصول على خدمات الرعاية الصحية، ويفاقم أخطار تفشي أمراض تنتقل عبر المياه أو الغذاء".

ولفتت المنظمة إلى "ارتفاع أخطار العدوى والمضاعفات في حالات الإصابات المتصلة بالصدمة، بما في ذلك الكسور والجروح ومتلازمة السحق بسبب محدودية القدرات الجراحية وعدم كفاية الوقاية من العدوى ومكافحتها"، مضيفة أنها "في حاجة إلى 8 ملايين دولار للاستجابة للحاجات الصحية العاجلة على مدى الأيام الـ 30 المقبلة، لإنقاذ الأرواح والوقاية من الأمراض وتحقيق الاستقرار واستعادة الخدمات الصحية الأساس"، ومؤكدة أنه "من دون تمويل فوري فسنفقد أرواحاً وتتعثر الأنظمة الصحية الهشة".

1600 قتيل

قال مسؤولون في الصليب الأحمر اليوم الأحد إن ميانمار تواجه أزمة إنسانية بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة وأودى بحياة أكثر من 1600 شخص، وإن حاجات الدولة للمساعدات تتزايد كل ساعة.

وقع الزلزال أول من أمس الجمعة، وهو أحد أقوى الزلازل التي ضربت ميانمار خلال قرن، وألحق أضراراً بالبنية الأساس بما في ذلك جسور وطرق سريعة ومطارات وسكك الحديد، مما أعاق جهود الإنقاذ مع استمرار الحرب الأهلية في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا.

وقال مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ألكسندر ماثيو في بيان "هذه ليست مجرد كارثة، بل أزمة إنسانية معقدة تتفاقم بسبب نقاط الضعف القائمة"، وأضاف أن "حجم هذه الكارثة كبير والحاجة إلى الدعم ملحة".

ووصلت فرق إنقاذ أجنبية إلى ميانمار اليوم الأحد لمساعدة الدولة الفقيرة في مواجهة الكارثة، وقال الصليب الأحمر في ميانمار إن المتطوعين قدموا الإسعافات الأولية ووزعوا مواد مثل الأغطية والأقمشة المشمعة ومستلزمات النظافة.

وأضاف الصليب الأحمر في ميانمار في بيان أن "الدمار واسع النطاق والحاجات الإنسانية تتزايد كل ساعة".

وأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ لجمع 100 مليون فرنك سويسري (113.60 مليون دولار) لمساعدة 100 ألف شخص من خلال تقديم الإغاثة المنقذة للحياة ودعم التعافي المبكر.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس السبت إن الطرق المتضررة تعوق عمليات الإغاثة وإن المستشفيات في وسط وشمال غربي ميانمار تكابد للتعامل مع تدفق المصابين في الزلزال.

انتشال الأحياء

انتشلت امرأة على قيد الحياة أمس السبت من تحت أنقاض مجمع سكني منهار في مدينة ماندالاي، بعد 30 ساعة من الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار وتايلاند المجاورة، وسط هتافات الفرح.

وبعد انتظار طويل ومؤلم، تم انتشال فيو لاي خاينغ البالغة 30 سنة من تحت أنقاض شقتها في مجمع سكاي فيلا السكني حيث علقت.

وبينما كان رجال الإنقاذ يحاولون سحب فيو لاي خاينغ من تحت الركام، كان زوجها يي أونغ، وهو صاحب متجر يبلغ 30 سنة، يترقب خروجها قرب المجمع المنهار.

وقال يي أونغ "في البداية، لم أعتقد أنها ستكون على قيد الحياة"، ثم بدأ التصفيق عندما أخرج رجال الإنقاذ الذين يرتدون ملابس برتقالية ويضعون خوذاً فاي لاي خاينغ على قيد الحياة، وقد بدت منهكة للغاية ووجهها مليء بالندوب، من بين الحطام ووضعوها على نقالة.

أضاف الأب لطفلين، ويليام (ثماني سنوات) وإيثان (خمس سنوات)، "أنا سعيد جداً لأنني سمعت أخباراً سارة".

وفور إخراجها، تشكلت سلسلة بشرية لإنزال نقالة فايو لاي خاينغ إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر في أسفل تلة من الركام، لنقلها إلى المستشفى.

وفي أسفل هذه الكومة من الأنقاض، تمكن يي أونغ أخيراً من تقبيل زوجته واحتضانها، بعد 30 ساعة طويلة من الترقب، وفي سيارة الإسعاف المتجهة إلى المستشفى، أمسك يي أونغ بيد زوجته، وقال "لا يمكننا التحدث في الوقت الراهن"، موضحاً "نحن قلقون من أنها قد تتوتر كثيراً إذا تحدثت، إنها ضعيفة للغاية وطلب مني المسعفون عدم التحدث معها الآن".

وإذ تم إنقاذ فيو لاي خاينغ على قيد الحياة، إلا أن الزلزال الذي ضرب ميانمار ترك كثيراً من العائلات المنكوبة.

وقدر مسؤول في الصليب الأحمر في وقت سابق أن يكون أكثر من 90 شخصاً محتجزين تحت أنقاض المجمع السكني الذي عثر فيه على المرأة حية.

وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة شمال غربي ماندالاي في ساعة مبكرة من ظهر الجمعة، تلته هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجة بعد دقائق.

إلى ذلك يواصل عناصر الإنقاذ والسكان في ماندالاي اليوم الأحد عمليات البحث عن ناجين تحت المباني المنهارة بعد يومين من الزلزال المدمر الذي أسفر، بحسب السلطات، عن مقتل أكثر من 1600 شخص في ميانمار و17 شخصاً في الأقل في تايلاند المجاورة.

وأدت الهزات إلى انهيار مبانٍ وجسور وطرق، وخلفت دماراً واسع النطاق في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 1.7 مليون نسمة، ولا يزال من الصعب تقييم حجم الكارثة، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات.

وأثارت مشاهد الفوضى والدمار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في بلد استنزفته الحرب الأهلية المستمرة منذ الانقلاب الذي قام به العسكر في عام 2021.

مساعدات

أرسلت الدول المجاورة لميانمار سفناً حربية وطائرات محملة بمواد إغاثة ورجال إنقاذ اليوم الأحد، مع تكثيف المساعدات الدولية في أعقاب زلزال هائل دمر جزءاً كبيراً من الدولة الفقيرة في جنوب شرق آسيا.

وقال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار إن ما لا يقل عن 1600 شخص قتلوا وأصيب 3400 آخرون جراء زلزال بقوة 7.7 درجة ضرب البلاد يوم الجمعة، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها البلاد منذ 100 عام.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس المجلس العسكري الجنرال مين أونغ هلاينغ قال "يجب على جميع المستشفيات العسكرية والمدنية، وكذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية، العمل معاً بطريقة منسقة وفعالة لضمان الاستجابة الطبية الفعالة".

وتشير تقديرات نماذج التنبؤ التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى في ميانمار قد يتجاوز 10 آلاف شخص، وأن الخسائر قد تتجاوز الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد.

 

 

هز الزلزال أيضاً أجزاء من تايلاند المجاورة، ما أدى إلى انهيار ناطحة سحاب قيد الإنشاء ومقتل 17 شخصاً في أنحاء العاصمة، وفقاً للسلطات التايلاندية. ولا يزال 78 شخصاً في الأقل محاصرين تحت أنقاض المبنى المنهار.

أدى الزلزال، وهو أسوأ كارثة طبيعية تشهدها ميانمار منذ أعوام، إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطار والطرق السريعة والجسور. وذكرت الأمم المتحدة أن ذلك أدى إلى إبطاء عمليات الإغاثة الإنسانية.

"لا مساعدة... لا عمال إنقاذ"

ضرب الزلزال بلد يعاني بالفعل من الفوضى في ظل حرب أهلية تصاعدت منذ الانقلاب العسكري في عام 2021، والذي أطاح الحكومة المنتخبة برئاسة الحائزة على جائزة نوبل أونغ سان سو كي وأدى إلى انتفاضة مسلحة على مستوى البلاد.

وقالت حكومة الوحدة الوطنية المعارضة، التي تضم بقايا الإدارة السابقة، إن الجماعات المسلحة المناهضة للمجلس العسكري تحت قيادتها ستوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية لمدة أسبوعين اعتباراً من اليوم الأحد.

وأضافت في بيان "حكومة الوحدة الوطنية بالتعاون مع قوات المقاومة والمنظمات المتحالفة معها وجماعات المجتمع المدني، ستنفذ عمليات إنقاذ".

اقرأ المزيد

وفي بعض المناطق الأكثر تضرراً في البلاد، قال سكان إن المساعدات الحكومية كانت نادرة حتى الآن، مما ترك الناس ليعتمدوا على أنفسهم. وذكر أحد سكان مدينة ساغاينغ القريبة من مركز الزلزال إن المدينة دُمرت بالكامل.

وعلى الجانب الآخر من نهر إيراوادي في ماندالاي، قال أحد عمال الإنقاذ إن معظم العمليات في ثاني كبرى مدن البلاد تقوم بها مجموعات صغيرة من السكان منظمة ذاتياً وتفتقر إلى المعدات المطلوبة.

مستشفى ميداني

قال عامل إغاثة آخر واثنان من السكان إن هناك مخاوف من أن يكون العشرات من الأشخاص محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة في أنحاء ماندالاي لكن لن يتسنى الوصول إلى معظمهم أو انتشالهم دون الاستعانة بمعدات ثقيلة.

وقال أحد السكان طلب عدم الكشف عن هويته "لا يزال الناس عالقين داخل المباني، ولا يستطيعون إخراجهم".

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المستشفيات في أجزاء من وسط وشمال غرب ميانمار، بما في ذلك ماندالاي وساغينغ، تواجه صعوبة في التعامل مع تدفق المصابين.

 

 

والهند والصين وتايلاند من بين الدول المجاورة التي أرسلت مواد إغاثة وفرق إنقاذ، إلى جانب المساعدات والأفراد من ماليزيا وسنغافورة وروسيا.

ونفذت طائرات عسكرية هندية عدة طلعات جوية فوق ميانمار أمس السبت، بما في ذلك نقل الإمدادات وطواقم البحث والإنقاذ إلى العاصمة نايبيداو التي دمر الزلزال أجزاء منها.

وقال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار إن الجيش الهندي سيساعد في إنشاء مستشفى ميداني في ماندالاي، كما تتجه سفينتان تابعتان للبحرية محملتين بالإمدادات إلى يانجون، العاصمة التجارية لميانمار.

وقالت السفارة الصينية في ميانمار على وسائل التواصل الاجتماعي إن العديد من فرق الإنقاذ الصينية وصلت، بما في ذلك فريق وصل براً من إقليم يوننان في جنوب غرب البلاد.

وقالت وسائل إعلام رسمية في ميانمار إن فريقاً مكوناً من 78 فرداً من سنغافورة برفقة كلاب إنقاذ يعمل في ماندالاي اليوم.

المزيد من متابعات