Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

الغموض يلف مصير إحدى أنجح شركات التجزئة البريطانية

إقالة الرئيس التنفيذي لـ"برايمارك" تثير حالاً من الاضطراب وسط مخاوف وترقب

يعد خروج بول مارشنت بعد اعترافه بسلوك غير لائق ضربة موجعة للشركة (رويترز)

ملخص

بعد 16 عاماً في القمة، أطيح ول مارشانت الذي ينسب إليه الفضل في تحويل الشركة إلى واحدة من أكبر وأنجح شركات التجزئة في بريطانيا وإيرلندا

تركت "برايمارك" بلا قيادة وفي حال اضطراب بعدما اعترف رئيسها التنفيذي بمزاعم سلوك غير لائق، مما أدى إلى إنهاء مسيرته المهنية بشكل مفاجئ وصادم.

بعد 16 عاماً في القمة، أطيح ول مارشانت الذي ينسب إليه الفضل في تحويل الشركة إلى واحدة من أكبر وأنجح شركات التجزئة في بريطانيا وإيرلندا، وذلك في أعقاب تحقيق قانوني خارجي في "ادعاء قدمه فرد في شأن سلوكه تجاهها في بيئة اجتماعية".

وقالت "أسوشيتد بريتيش فودز" المالكة لـ"برايمارك"، إن مارشانت "أقر بسوء تقديره واعترف بأن تصرفاته لم ترق إلى المعايير المتوقعة من قبل الشركة". وأضافت أن المدير التنفيذي، الذي عمل سابقاً في "نيو لوك" و"ديبنهامز" قبل انضمامه إلى "برايمارك"، قدم "اعتذاراً للشخص المعني، ولمجلس إدارة الشركة المالكة، ولزملائه في برايمارك".

ويفهم أن مارشانت كان موضع تحقيق داخلي في واقعة سابقة تتعلق بـ"اتصالات غير لائقة"، واتخذت الشركة إجراءات "متناسبة" ضده آنذاك، إلا أنه لم يكشف بعد عن طبيعة ما قيل في تلك الحادثة أو كيفية تعامل الشركة معها.

وأحدثت هذه الأخبار صدمة في قطاع التجزئة، مما أدى إلى تراجع أسهم "أسوشيتد بريتيش فودز"، المدرجة في مؤشر "فوتسي 100"، بمقدار 30.5 بنس، أو 1.6 في المئة، لتغلق عند 19.10 جنيه استرليني (24.6 دولار).

وصف محللو القطاع الوضع بأنه "ضربة كبيرة" لشركة "أسوشيتد بريتيش فودز "وهي شركة تخضع إلى حد كبير لسيطرة عائلية وتفخر بـ"فعل الأمور على النحو الصحيح".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أسوشيتد بريتيش فودز "جورج ويستون، إنه يشعر بـ"خيبة أمل هائلة"، مضيفاً "نحن في الشركة نؤمن بأن المعايير العالية للنزاهة أمر ضروري".

وسيتولى المدير المالي لشركة "أسوشيتد بريتيش فودز"، إيون تونج، منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بريمارك" بشكل موقت، بينما ستشغل المديرة المالية للمجموعة، جوانا إدواردز، منصب المدير المالي الموقت للشركة.

واتفق المحللون على أن هذه التطورات تمثل انتكاسة كبيرة لـ"بريمارك" التي طالما عدت قوة لا يمكن إيقافها في قطاع التجزئة.

وقال محلل قطاع التجزئة في "شور كابيتال"، كلايف بلاك، لصحيفة "التايمز"، "إنها نهاية مخيبة للآمال للغاية، في أقل تقدير، لـ مارشانت ولكل من يعمل في بريمارك وأسوشيتد بريتيش فودز (ABF)، إذ أشرف على تطوير شركة تجزئة ناجحة قائمة على القيمة، ولها آفاق نمو قوية".

وذكر محللون في "باركليز" أن قيادة "بريمارك" تعد من أهم المناصب في قطاع التجزئة في بريطانيا، وأن المنصب الشاغر سيجذب اهتمام عديد من المرشحين المحتملين. وأضافوا "لكننا لا نعتقد أن بريمارك في عجلة من أمرها لشغل المنصب قبل العثور على الشخص المناسب لقيادة الشركة".

ضربة لـ"بريمارك"

ويأتي رحيل مارشانت في توقيت حرج، نظراً إلى التوسع السريع الذي شهدته "بريمارك" تحت قيادته، فقد هيمنت العلامة التجارية على شوارع التسوق في بريطانيا وإيرلندا، وافتتحت مئات المتاجر في وقت واجه فيه المنافسون تراجعاً في أعداد الزوار وارتفاع الكلفة. ويرجع نجاحها إلى نموذجها الفريد الذي يجمع بين الأزياء العصرية منخفضة الكلفة عبر الملابس والأكسسوار والأدوات المنزلية ومستحضرات التجميل، مدعوماً بنموذج تشغيلي فعال يضمن الكفاءة على نطاق واسع.

وتأسست "بريمارك" في إيرلندا عام 1969 تحت اسم "بينيز"، ونمت لتشمل أكثر من 450 متجراً و80 ألف موظف في 17 دولة عبر أوروبا والولايات المتحدة. وخلال فترة مارشانت، ارتفع الربح التشغيلي للشركة من نحو 250 مليون جنيه استرليني (323.1 مليون دولار إلى أكثر من مليار جنيه استرليني (1.2 مليار دولار).

وقبل أسبوع فحسب، احتفلت "بريمارك" بفوزها بجائزة "أفضل بائع تجزئة تتجاوز إيراداته 250 مليون جنيه استرليني (323.1 مليون دولار) في جوائز "ريتيل ويك"، إذ وصف مارشانت الفوز بأنه "انعكاس للطاقة المتواصلة والشغف والالتزام في بريمارك لتقديم منتجات عالية الجودة بأفضل قيمة على الإطلاق".

وعلى عكس عديد من منافسيها، تمسكت "بريمارك" بنموذج البيع بالتجزئة التقليدي، من دون التحول الكامل إلى التجارة الإلكترونية.

وكان تركيز مارشانت في الأعوام الأخيرة على التوسع الدولي، خصوصاً في الولايات المتحدة، إذ تهدف "بريمارك" إلى افتتاح 60 متجراً بحلول نهاية عام 2026.

القليل من تجار التجزئة البريطانيين نجحوا في اقتحام السوق الأميركية، لكن "بريمارك" حققت تقدماً كبيراً، إذ وضعت نفسها بديلاً يعتمد على القيمة مقارنة بالمنافسين المحليين.

ومع وجود استراتيجية نمو ناجحة بهذه الصورة، لا شك أن مارشانت يترك وراءه فراغاً كبيراً ليملأه شخص آخر، وقالت إحدى التنفيذيات السابقة في "بريمارك"، "بول هو بريمارك تاجر تجزئة رائع ورئيس تنفيذي قوي".

لكنها أشارت إلى أن رحيله لن يكون مفاجئاً لصناعة تجزئة الأزياء أو حتى لـ"بريمارك"، إذ كان له "ضعف" يتمثل في سمعة تتعلق بسلوك غير لائق تجاه النساء.

وقال أحد المحللين في قطاع التجزئة، إن الخبر سيكون "ضربة لثقافة بريمارك، وسيتسبب ذلك في تشتيت الانتباه لبضعة أيام". لكنه اختلف مع رأي التنفيذية في شأن مستقبل الشركة من دون مارشانت، "بريمارك ليست بول مارشانت، ورغم صعوبة ملء حذائه، فإن بريمارك لديها فريق إداري رائع يشمل مدير الاستراتيجية مات هاستون وعدداً من المديرين ذوي الخبرة في قطاع التجزئة، ولديها خبرة قوية في هذا المجال وستستمر في تحقيق النجاح".

واقترح المحللون أن هذا الاستقرار ينبغي أن يوفر الطمأنينة للمستثمرين والموظفين على حد سواء مع مرور الشركة في مراحلها المقبلة.

المناخ الاقتصادي والتحديات

مع ذلك قد لا تكون عملية البحث عن رئيس تنفيذي جديد سهلة، إذ سيواجه الشخص الذي يتولى هذا الدور أكثر بكثير من مجرد الحفاظ على آلة تجزئة تعمل بسلاسة، ورغم نجاح "بريمارك" في الماضي، فإنها تواجه تحديات متزايدة.

اقرأ المزيد

أولاً، لا يزال المناخ الاقتصادي غير مستقر وخصوصاً مع استمرار الضغوط التضخمية على موازنات الأسر، إذ أصبح الإنفاق الاستهلاكي غير قابل للتنبؤ. ورغم أن "بريمارك" قد نجحت تاريخياً في الحفاظ على مرونتها خلال فترات الركود بفضل استراتيجيتها الخاصة بالتخفيضات، فإن المتسوقين الحريصين على التوفير باتوا الآن ينجذبون إلى المنافسين الجدد في مجال الأزياء السريعة جداً عبر الإنترنت، مثل "شين" و"تيمو"، إذ تقدم هذه الشركات أسعاراً منخفضة بشكل غير عادي وتدفقاً مستمراً من الأنماط الجديدة، مما يخلق موجة جديدة من المنافسة التي لا يمكن لـ"بريمارك" تجاهلها.

وهذا يطرح سؤالاً حاسماً، هل يجب على "بريمارك" أن تركز أكثر على تعزيز عملياتها في المملكة المتحدة وأوروبا، بدلاً من التوسع بشكل عدواني في الولايات المتحدة؟

ومع مغادرة الرئيس التنفيذي الذي أمضى وقتاً طويلاً في منصبه، غالباً ما تؤدي التحولات في القيادة إلى تغييرات استراتيجية، وقد يستغل الرئيس التنفيذي الجديد الفرصة لإعادة تقييم أولويات "بريمارك"، وهل يعني هذا تركيزاً متجدداً على التجارة الإلكترونية؟ أو إعادة ضبط خطط التوسع الدولي؟ أو ربما دفعاً أكثر عدوانية نحو فئات منتجات جديدة؟

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والمنافسة التي أصبحت أكثر حدة من أي وقت مضى، فإن الفصل التالي في قصة "بريمارك" لم يكتب بعد، تختتم الصحيفة.