ملخص
تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا تمهيداً للتوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أنها أطلقت صاروخاً على تجمع لعسكريين أوكرانيين ومدربين أجانب داخل مدينة كريفي ريغ وسط أوكرانيا، مما أودى بحياة نحو 85 شخصاً.
وأضافت الوزارة عبر "تيليغرام"، "نتيجة لهذه الضربة، بلغ إجمال خسائر العدو 85 من الجنود وضباط الدول الأجنبية، إضافة إلى ما يصل إلى 20 مركبة".
وذكر مسؤولون أوكرانيون أن ضربة صاروخية على حي سكني داخل كريفي ريغ أسفرت عن مقتل 16 شخصاً في الأقل، بينهم ستة أطفال.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه التقى بقادة عسكريين من فرنسا وبريطانيا في كييف اليوم الجمعة لمناقشة خطة نشر قوة عسكرية أجنبية في أوكرانيا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، موضحا أن من الممكن التوصل إلى تفاهم في غضون شهر.
وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف أن "مجموعات العمل" العسكرية ستجتمع مرة واحدة أسبوعيا في الوقت الراهن لمناقشة تفاصيل الخطة.
وذكر أن تركيا بوسعها لعب دور مهم للغاية في توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه بحث ذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ميدانياً قتل 14 شخصاً، بينهم ستة أطفال، اليوم الجمعة في هجوم روسي بصاروخ باليستي على مدينة كريفي ريغ الأوكرانية التي يتحدر منها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وأكد أولكساندر فيلكول الذي يترأس الإدارة العسكرية في المدينة أن أكثر من 50 شخصاً أصيبوا في الهجوم الذي وقع في المساء.
وجاء في منشور للحاكم الإقليمي سيرغي ليساك على منصة "تيليغرام"، "قتل 14 شخصاً في كريفي ريغ"، وأضاف لاحقاً أن بينهم "ستة أطفال".
وأورد أن "عدد الجرحى في ازدياد مستمر، ستصل هذه المعلومات لاحقاً، سيارة ومرائب تحترق".
وأظهر مقطع فيديو لم يُتحقق منه على وسائل التواصل الاجتماعي والتُقط من مسافة بعيدة، عموداً من الدخان يتصاعد في السماء.
وقتل أربعة أشخاص في الأقل الأربعاء في هجوم روسي بصاروخ باليستي على مدينة كريفي ريغ في وسط أوكرانيا.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تستهدف كريفي ريغ التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من خط المواجهة، بانتظام بهجمات جوية.
فخ مفاوضات لا نهاية لها
قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو اليوم الجمعة إنه "في غضون أسابيع قليلة سنعرف" ما إذا كانت روسيا جادة في شأن السلام.
وحذر روبيو بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل من أن "الرئيس ترمب لن يقع في فخ مفاوضات لا نهاية لها".
وأشار إلى أن الأوكرانيين أبدوا "رغبة" في تطبيق "وقف كامل لإطلاق النار" من أجل إيجاد "مساحة للتفاوض".
وصرح "سنعرف بسرعة، في غضون أسابيع قليلة وليس في غضون أشهر، ما إذا كانت روسيا جادة أم لا في شأن السلام".
كما تحدث روبيو عن وصول كيريل دميترييف، المبعوث الخاص لفلاديمير بوتين، إلى واشنطن هذا الأسبوع، وهي الزيارة الأولى لمسؤول روسي كبير منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال روبيو "سيعود برسائل، والرسالة هي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى معرفة ما إذا كانت روسيا جادة في شأن السلام أم لا".
Two things can be true at once: We support NATO. NATO members need to increase their defense spending. I spoke with Belgian Prime Minister Bart De Wever about that today. We also talked about our commitment to ending the war in Ukraine. pic.twitter.com/ny4aKTWYbo
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) April 4, 2025
السلام الصعب
في سياق متصل قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لوكالة "رويترز" اليوم إن أي اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا سيكون "من الصعب قبوله" ولكنه يبقى أفضل من مزيد من الموت والدمار.
وفي مقابلة على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في بروكسل، ذكر فيدان أن تركيا تدعم مبادرة أميركية لإنهاء الحرب لكن التوصل إلى اتفاق ليس بالأمر السهل.
وقال لـ"رويترز" إن الجانبين لا يزالان "بعيدين بعض الشيء" عن التوصل إلى اتفاق، وأضاف "سيكون من الصعب للغاية قبول أي مقترح، لكن عندما ننظر إلى الخيار الآخر، وهو مزيد من الموت والدمار، أعتقد أنه أياً كانت الشروط... فستكون أكثر منطقية" من الخيار البديل.
وأوضح أن الرئيس ترمب "يتبع أخيراً أجندة لوقف الحرب".
ورداً على سؤال عن الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا، قال فيدان إن أوروبا لا تستطيع بمفردها تقديم ضمانات كافية دون دعم الولايات المتحدة، لكنه أضاف أن هناك حاجة إلى عامل ردع لمنع تجدد القتال.
وقال "هناك جهود جبارة تُبذل لإعادة الجانب الأميركي إلى المشاركة في تقديم الدعم الأمني لأوكرانيا"، في إشارة إلى محادثات تجرى في الأوان الأخيرة بين الدول الأوروبية، وأضاف "علينا أن نتوقع" أن تلتزم جميع الأطراف، بما فيها روسيا، بأي اتفاق نهائي.
ويعزز احتمال إنهاء الحرب دور تركيا في تحقيق الأمن في المنطقة، إذ يجعلها شريكاً رئيساً محتملاً في إعادة هيكلة المنظومة الأمنية الأوروبية في وقت تسعى فيه القوى الأوروبية جاهدة إلى تعزيز دفاعاتها والحصول على ضمانات لأوكرانيا في أي اتفاق سلام.
وقالت كييف إن تركيا، صاحبة ثاني أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي، ستكون ضامناً مهماً للأمن. وأعلنت أنقرة أنها ستدرس الانضمام إلى مبادرة سلام ميدانية، لكنها أشارت إلى أن تفاصيل هذه المهمة لا تزال غير واضحة.
وكرر فيدان عرض تركيا استضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا بعد استضافتها محادثات أولية عام 2022.
ضربات روسية على خاركيف
في الموازاة قُتل خمسة أشخاص في الأقل وأصيب 32 آخرون في ضربات شنتها مسيّرات روسية في منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا حسبما أعلنت السلطات المحلية ليل الخميس-الجمعة.
وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف على "تيليغرام" إن رجلاً يبلغ 88 سنة توفي متأثراً بإصابته في المستشفى صباح اليوم، مما يرفع عدد قتلى هذا الهجوم إلى خمسة.
وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية في بيان إنها عثرت على جثث أربعة أشخاص آخرين تحت أنقاض مبانٍ سكنية وتجارية في أحد أحياء خاركيف.
وفي المجموع، أصيب 32 شخصاً بينهم طفل في هذه الغارات المنسوبة إلى هجمات بطائرات مسيّرة أطلقتها روسيا، تسببت في اندلاع حرائق في المنطقة.
وقتل شخص وأصيب خمسة في قصف روسي على منطقة دونيتسك (شرق) حيث تدور معظم المعارك.
كذلك، أصيب خمسة أشخاص في مناطق دنيبرو وزابوريجيا وكييف، وفقاً للسلطات المحلية التي وجهت أيضاً أصابع الاتهام إلى موسكو.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 78 مسيّرة على أوكرانيا خلال الليل، أُسقط 42 منها.
هجمات أوكرانية بالمسيّرات
على الجانب الروسي، أدت ضربات بطائرات بلا طيار أوكرانية إلى مقتل شخص واحد في قرية بيلايا بيريوزكا في منطقة بريانسك الحدودية، حسبما قال الحاكم ألكسندر بوغوماز، متهماً كييف بشن "ضربات محددة ضد مدنيين".
كما اتهمت روسيا أوكرانيا بمهاجمة منشآت الطاقة "عمداً" مرتين في منطقة كورسك الحدودية.
كذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بتنفيذ ست هجمات على منشآت للطاقة في روسيا، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو حول هذه البنى التحتية.
ويتبادل الطرفان الاتهامات على رغم عدم توقيع اتفاق رسمي وعدم الكشف عن مضمون ما تم التوافق في شأنه.