Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أوكرانيا تحارب بـ"سلاح تسلا" في البحر الأسود

نجاح الزوارق المسيرة إلى جانب الطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للسفن البعيدة المدى خلال الأشهر الماضية في صد الأسطول الروسي سمح لكييف بمواصلة تصدير الحبوب

نشرت أوكرانيا ما لا يقل عن 15 نوعاً مختلفاً من المركبات البحرية غير المأهولة نفذت هجمات على جسر القرم (أ ف ب)

ملخص

-تدرس دول عدة حالياً اتباع النهج الأوكراني خصوصاً أن أسطولاً من الزوارق المسيرة قد يكون وسيلة فعالة غير متكافئة لردع الهجوم عن أوكرانيا وتايوان ودول أخرى مهددة من جيران يمتلكون قوة عسكرية واقتصادية وبشرية أكبر.

وعلى المدى القريب، قد تطلق سفينة "كاتران" وغيرها من السفن الحربية غير المأهولة نقاشاً جاداً حول ما إذا كانت السفن الحربية المأهولة ستصبح ذات يوم من دون فائدة تذكر وتتحول إلى كمية كبيرة من خردة الحديد.

خاضت أوكرانيا خلال الأشهر الماضية حملة ناجحة للغاية في البحر الأسود، حيث شنت هجمات باستخدام زوارق روبوتية سريعة صغيرة، وسفن سطحية مسيرة ضد الأسطول الحربي الروسي، وفي الغالبية العظمى من الهجمات، كانت هذه السفن السطحية المسيرة محملة بالصواريخ والمتفجرات ومصممة للاصطدام بالسفن المعادية وتفجيرها أو ضربها من بعد.

وتعتمد كييف حالياً في البحر الأسود على ما يسميه الخبراء العسكريون الغربيون "سلاح تيسلا"، تيمناً بالمخترع الأميركي الشهير نيكولا تيسلا الذي كشف عام 1898 عن تصور سيحدث نقلة نوعية في عالم الحرب وهو قارب يجري التحكم به لاسلكياً، ويمكن القوى الصغيرة من صد القوى الكبرى.

 الزوارق المسيرة

نجحت الزوارق المسيرة إلى جانب الطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للسفن البعيدة المدى خلال الأشهر الماضية في صد الأسطول الروسي، مما سمح لأوكرانيا بمواصلة تصدير الحبوب.

ولهذه الغاية نشرت أوكرانيا ما لا يقل عن 15 نوعاً مختلفاً من المركبات البحرية غير المأهولة، بدءاً من الزلاجات النفاثة الروبوتية البسيطة والزوارق التجارية المعدلة، وصولاً إلى سفينة "سي بيبي" الكبيرة التي نفذت هجمات على جسر القرم، وهو أطول جسر في أوروبا يربط بين شبه جزيرة القرم ومقاطعة كراسنودار كراي، واستعمل بصورة أساس لنقل معدات عسكرية روسية للجيش الروسي في حربه على أوكرانيا.

ولتفعيل هذه الاستراتيجية وضمان نجاحها، سلحت أوكرانيا الزوارق المسيرة بصواريخ غير موجهة لمهاجمة أهداف برية، والمركبات البحرية غير المأهولة بصواريخ أرض - جو، وقد أسقط إحداها مروحية روسية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في أول عملية تدمير من نوعها يحدثها زورق مسير.

أول سفينة مسيرة ذكية مزودة بطوربيدات

إلى ذلك كشف نائب رئيس الوزراء الأوكراني المسؤول عن التحول الرقمي، ميخايلو فيدوروف، الشهر الماضي عن سفينة حربية مسيرة تدعى "كاتران" (القرش بالعربية) عبر قناته الرسمية على "تيليغرام". وهذه السفينة متعددة الأغراض لمهام الهجوم والاستطلاع، تعمل بمدى يتجاوز 1000 كيلومتر، وقادرة على تدمير الأهداف في البر والبحر والجو. تعمل بمحركين مائيين وتقدر سرعتها بـ130 كيلومتراً في الساعة، وتتواصل عبر وصلة أقمار اصطناعية آمنة، وقد تتمتع أيضاً باستقلالية كبيرة تسمح لها بالعمل في صمت لا سلكي.

تحمل السفينة نظام حرب إلكترونية خاصاً بها، ربما صمم لتدمير مركبات الإطلاق الموجهة الروسية التي استخدمت سابقاً لمهاجمة الزوارق المسيرة، كذلك فإنها مزودة بمشاعل ضوئية وقاذفات دخان ويمكن تسليحها بمدافع رشاشة صغيرة أو رشاشات أو صواريخ أرض - جو أو طوربيدات، وهذا ما دفع الخبراء الغربيين إلى وصفها بأنها تحقق حلم نيكولا تيسلا.

لا نعرف نوع الطوربيدات التي قد تحملها السفينة بعد، لكن السويد زودت أوكرانيا سابقاً بأسلحة تستخدم تحت الماء قد تكون من ضمنها طوربيدات موجهة من طراز "طوربيد 47" أو "SLWT"، وهي عبارة عن طوربيدات موجهة حديثة يمكنها استهداف الغواصات والسفن السطحية.

تغير المعادلات البحرية العسكرية

هذا السلاح الجديد الذي كشفت عنه أوكرانيا الشهر الماضي كلفته مرتفعة جداً ونادر الوجود، لكنه يدخل التاريخ من الباب العريض، ذلك لأنه للمرة الأولى تستطيع المركبات البحرية غير المأهولة تنفيذ هجمات بعيدة المدى ضد السفن الحربية الروسية باحتمالية نجاح عالية.

كما أن وجود هذه السفينة وغيرها من الزوارق المسيرة يجعل الدفاع ضد المركبات البحرية غير المأهولة أكثر صعوبة، وحالياً تشغل أوكرانيا أسطولاً مختلطاً من الزوارق المسيرة، ويضم الأسطول المهاجم مركبات بحرية غير مأهولة منخفضة الكلفة وقابلة للاستهلاك، وأخرى مزودة بصواريخ وطوربيدات، بينما قد يكون بعضها الآخر مزوداً بمركبات ذات رؤية منظمة.

في السابق كان التكتيك المتبع من روسيا وغيرها من الدول هو إرسال طائرات هليكوبتر لتدمير الزوارق المسيرة من مسافات بعيدة، إلا أن هذا الأمر تبدل مع تزويد أوكرانيا هذه الزوارق بصواريخ أرض - جو، أو مدافع رشاشة مثبتة بزاوية عالية للاشتباك مع المروحيات.

وبذلك لا تتبقى خيارات أمام البحرية الروسية سوى السماح للزوارق المسيرة بالاقتراب وتدميرها بالرشاشات أو نيران المدافع. قد يكون هذا فعالاً ضد الزوارق الانتحارية التي تحتاج إلى الاصطدام بسفينة، لكن الزوارق المزودة بالطوربيدات تغير المعادلة، إذ إن أي سفينة روسية تسمح للزوارق المسيرة بالاقتراب منها لمسافة 16 كيلومتراً تخاطر بغرقها من دون سابق إنذار.

وسيلة مبتكرة لردع الهجوم

بينما يستغرق بناء سفينة حربية أعواماً عدة، ينمو أسطول الطائرات من دون طيار والزوارق المسيرة الأوكرانية أسبوعياً، سواءً من جهة الحجم أو التطور. ويبدو أنه يتطور أسرع بكثير من كل الإجراءات الروسية المضادة لإيقافه، وها هو يترك تأثيره الكبير في القوة البحرية.

وتدرس دول عدة حالياً اتباع النهج الأوكراني خصوصاً أن أسطولاً من الزوارق المسيرة قد يكون وسيلة فعالة غير متكافئة لردع الهجوم عن أوكرانيا وتايوان ودول أخرى مهددة من جيران يمتلكون قوة عسكرية واقتصادية وبشرية أكبر.

وعلى المدى القريب قد تطلق سفينة "كاتران" وغيرها من السفن الحربية غير المأهولة نقاشاً جاداً حول ما إذا كانت السفن الحربية المأهولة ستصبح ذات يوم من دون فائدة تذكر وتتحول إلى كمية كبيرة من خردة الحديد.

المزيد من تقارير