ملخص
دعت الحكومة الألمانية إلى فتح تحقيق "بصورة عاجل" في مقتل مسعفين وعمال في الشأن الإنساني في غزة إثر ضربات إسرائيلية استهدفت سيارات الإسعاف التابعة لهم.
شنت طائرات إسرائيلية غارات اليوم الإثنين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مما تسبب بمقتل 12 شخصاً بينهم أطفال، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابياً" يعمل بصفة صحافي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن 12 شخصاً قتلوا في الأقل بينهم عدد من الأطفال والنساء جراء غارات جوية إسرائيلية، "بينها استهداف مباشر لخيمة صحافيين"، مشيراً إلى وقوع عدد من الجرحى.
وأوضح أنه تم نقل قتيلين وتسعة صحافيين مصابين "إثر استهداف مباشر ومتعمد من طيران الاحتلال لخيمة صحافيين في مستشفى ناصر بخان يونس" في جنوب القطاع.
وذكر مصدر طبي أن حالة "اثنين من الصحافيين المصابين خطرة نتيجة حروق في كافة أنحاء الجسم".
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أحد القتيلين في خيمة الصحافيين هو "الصحافي حلمي الفقعاوي الذي يعمل في وكالة فلسطين اليوم" الإخبارية المحلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن قواته "استهدفت الإرهابي في حركة ’حماس‘ حسن عبدالفتاح أصليح في خان يونس"، مضيفاً أن هذا الأخير يعمل "بصفة صحافي ويملك شركة صحافية".
وقال إن أصليح "تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وشارك في المجزرة الدامية التي نفذتها حركة ’حماس‘" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأورد الدفاع المدني اسم أصليح في لائحة الصحافيين التسعة الجرحى.
وقال الدفاع المدني في غزة إن غارة في دير البلح (وسط) قتلت سبعة أشخاص، بينهم طفلة في الـ10 من عمرها، وأوقعت جرحى، "ولا يزال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض".
كما قتل ثلاثة أشخاص آخرون في غارة في شارع وادي العرايس في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
في دير البلح، تلقى عدد من النازحين الفلسطينيين رسائل نصية من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بالإجلاء، متوعداً بتنفيذ غارات جوية على هذه المناطق، رداً على إطلاق صواريخ من غزة.
وفي وقت لاحق، شارك عشرات الصحافيين والأقارب في جنازة الصحافي القتيل حلمي الفقعاوي. وحمل زملاؤه جثمانه على محفة طبية مع وضع سترته الواقية من الرصاص الزرقاء فوقه.
وقال الصحافي عبد شعث، زميل الصحافي الراحل، إنهم سيواصلون إبلاغ الرسالة ونقل الحقيقة إلى العالم بأسره، موضحاً أن هذا واجب إنساني وأنهم استيقظوا على الغارة ليجدوا خيمة زملائهم القريبة مشتعلة.
ووفقاً لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، رفعت وفاة الفقعاوي عدد الصحافيين الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 210 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ونددت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للسلطة الفلسطينية بمقتل الفقعاوي، ووصفته في بيان بأنه "قتل خارج إطار القانون". وأضافت "هذا الاعتداء الوحشي يأتي ضمن سلسلة متصاعدة من الجرائم التي تطاول الصحافيين بصورة مباشرة في محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وتغييب الحقيقة".
وفي المجمل، قالت السلطات الصحية المحلية، إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 20 فلسطينياً في الأقل بأنحاء قطاع غزة اليوم.
ودعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم إلى فتح تحقيق دولي مستقل في مقتل 15 من أفراد الطواقم الإنسانية الشهر الماضي في هجوم شنته القوات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، في مؤتمر صحافي في رام الله "نطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة في شأن ظروف القتل المتعمد لطواقم الإسعاف في قطاع غزة".
أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا حتى الآن
وقال مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قتلوا حتى الآن في الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية بعدما هاجم آلاف المسلحين بقيادة "حماس" بلدات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
نزوح كبير
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الإثنين أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس (آذار) الماضي.
وقال ستيفان دوجاريك إن "الناجين في غزة يُدفعون للنزوح بشكل متكرر ويجبَرون على النزوح إلى مساحة تتقلص باستمرار حيث لا يمكن تلبية احتياجاتهم الأساسية"، في حين أن كامل سكان غزة تقريباً البالغ عددهم 2.4 مليون شخص نزحوا مرة واحدة على الأقل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وبداية وقف إطلاق النار في يناير/ كانون الثاني الماضي.
من جهة ثانية قال الهلال الأحمر الفلسطيني الإثنين إن النيران التي أطلقتها قوات إسرائيلية على 15 عنصراً من طواقم الإسعاف في جنوب قطاع غزة الشهر المنصرم، استهدفت الجزء العلوي من أجسادهم "بغرض القتل"، بينما أمر رئيس أركان الجيش العبري إيال زامير بـ"تعميق" التحقيق في الحادثة.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر يونس الخطيب في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية إن جميع عناصر طواقم الإسعاف الذين عُثر عليهم مقتولين في رفح في جنوب القطاع أخيرا "أطلقت عليهم النار في الجهة العلوية من الجسم بغرض القتل"، مشيراً الى أن هذا بعض ما أظهره تشريح الجثث. وأضاف "نطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة بشأن ظروف القتل المتعمد لطواقم الإسعاف في قطاع غزة".
من جهته، أوعز زامير بـ "تعميق" التحقيق في الحادثة.
مسعفو غزة
وفي أول تعليق له على مقتل 15 من المسعفين وعمال الإغاثة في قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي حمَّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب حركة "حماس" مسؤولية الواقعة المأساوية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برايان هيوز "تستخدم (حماس) سيارات الإسعاف، بل ودروعاً بشرية على نطاق أوسع، لأغراض إرهابية".
وأضاف هيوز أمس الأحد أن ترمب "يتفهم الوضع الصعب الذي يسببه هذا التكتيك لإسرائيل ويحمِّل (حماس) المسؤولية الكاملة".
وقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة غيرت روايته المبدئية عن ملابسات مقتل المسعفين قرب رفح جنوب قطاع غزة، لكنه قال إن المحققين لا يزالون يفحصون الأدلة.