Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

تظاهرات خجولة وإضراب شامل في الضفة تضامنا مع أهل غزة

تدعو السلطة الفلسطينية حركة "حماس" إلى "رفع يدها عن القطاع والتوقف عن الارتهان للأجندات الخارجية"

جانب من تظاهرة فلسطينية في نابلس احتجاجاً على الحرب في غزة (رويترز)

ملخص

أرجع مدير مركز العالم العربي للبحوث والتنمية والمحاضر في جامعة بيرزيت نادر سعيد، عدم انتظام فلسطينيي الضفة الغربية في التضامن مع قطاع غزة يعود إلى "محاولة البقاء وعدم السماح بنقل الحرب من غزة إلى الضفة".

تظاهرات خجولة ومحدودة للغاية شهدتها شوارع الضفة الغربية، اليوم الإثنين، تزامناً مع إضراب شامل شل مناحي الحياة كافة احتجاجاً على تواصل "حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، في ظل شعور أهالي القطاع بـ"الخذلان من صمت أشقائهم، وأصحاب القضية نفسها".

ومع أن بداية الحرب على غزة شهدت موجة احتجاجات في أنحاء الضفة الغربية وحتى في داخل إسرائيل، لكن تلك الاحتجاجات تراجعت بعد ذلك حجماً وعدداً، وتحولت إلى موسمية، ورداً على حدث كبير.

فطول أمد الحرب "غير المسبوقة في وحشيتها على الفلسطينيين"، وامتداد شررها إلى الضفة الغربية، أسهما في اعتياد الفلسطينيين عليها وفي انصرافهم إلى حياتهم اليومية.


اعتقال 10 آلاف فلسطيني

ومنذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنت إسرائيل حملة اعتقالات متواصلة طاولت أكثر من 10 آلاف فلسطيني، وحولت الضفة الغربية إلى "جزر معزولة مغلقة بالبوابات الحديدية".

وجاءت تلك الاعتقالات كـ"تحرك استباقي لعدم اشتعال جبهة الضفة الغربية"، وشملت حتى المعبرين عن تضامنهم مع ضحايا الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي.


ولم يأتِ إضراب الفلسطينيين في الضفة الغربية، اليوم الإثنين، إلا استجابة لدعوة عالمية للإضراب للمطالبة بـ"وقف المجازر وقصف منازل المواطنين الآمنين والمستشفيات ومراكز الإيواء".

وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأغلقت الجامعات والمدارس والمصارف والمحال التجارية والمؤسسات الحكومية والأهلية، إلى جانب توقف المواصلات العامة وإغلاق المصانع والمعامل.

لكن انتظام فلسطينيي الضفة الغربية في ذلك الإضراب الشامل، لم يغلق باب انتقادات فلسطينيي غزة من "تقاعس أشقائهم على نصرتهم".

ومع أن الضفة الغربية تتعرض لهجوم إسرائيلي غير مسبوق بخاصة ضد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنين وطولكرم، وإجراءات مشددة للغاية في التنقل، فإن الأوضاع فيها لا تقارن بما يجري في قطاع غزة منذ عام ونصف العام.

رفع اليد عن غزة

ورغم أن السلطة الفلسطينية تطالب إسرائيل بوقف "حرب الإبادة الجماعية" ضد قطاع غزة، فإنها تدعو حركة "حماس" إلى "رفع يدها عن القطاع وتسليمه الحكومة الفلسطينية، والتوقف عن الارتهان للأجندات الخارجية وتغليب المصالح العليا لشعبنا".

وحافظت السلطة الفلسطينية على موقفها الهادف إلى "تفويت الفرصة على إسرائيل لاستمرار حرب الإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني، ونقل حرب الإبادة الجماعية إلى الضفة الغربية".

وبحسب المحلل السياسي فتحي صباح من قطاع غزة، فإن أهالي القطاع "يشعرون بالمرارة والاستياء من فلسطينيي الضفة الغربية لأنهم تركوهم وحدهم يواجهون الحرب الإسرائيلية".


ويقيم صباح مع عائلته منذ أكثر من عام في خيمة للنازحين في مواصي رفح قبل أن ينتقل قبل أيام إلى مواصي خان يونس، بعدما أجبرته الحرب على ترك منزله في مدينة غزة أولى أيام الحرب.

وبحسب صباح، فإن المطلوب من الفلسطينيين في الضفة "ليس إعلان الحرب على إسرائيل، لكن التظاهر بصورة مستمرة تضامناً مع أشقائهم، لأن ذلك يشكل دعماً معنوياً لهم".

قال صباح، "نريد أن نشعر بأننا شعب واحد، وقضيتنا واحدة"، مضيفاً "لا شيء يعوض أهالي غزة ما خسروه، لا سيما في ظل معاناتهم اليومية من الحرب وويلاتها".

ويرى المتخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة بيرزيت إبراهيم ربايعة أن إسرائيل "نجحت في ردع الفلسطينيين في الضفة الغربية الانتظام في التضامن مع قطاع غزة منذ الأسابيع الأولى للحرب".

مراقبة وسائل التواصل

وبحسب ربايعة، فقد تمكنت تل أبيب من ذلك عبر حملة الاعتقالات والقمع غير المسبوق في صفوف الفلسطينيين، مما تسبب في تجفيف الشارع الفلسطيني من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ومن بين الأسباب الأخرى وفق ربايعة "تقطيع أوصال الضفة الغربية، ومنع الحشد الكبير الذي كنا نراه في مناسبات سابقة، مثل ’هبة الكرامة’ وتحركات الشيخ جراح قبل أعوام".

وأشار ربايعة إلى أن من بين أسباب ضعف انتظام أهالي الضفة "تراجع قدرة حواضن التعبئة كالفصائل والأحزاب والحركات الطلابية والنقابات والاتحادات عن القيام بدورها والتأثير في الشارع".

وأوضح ربايعة أن "التقاعس عن التضامن مع أهالي غزة تقف وراءه أسباب بنيوية وتراكمات أدت إلى عدم امتلاك الضفة أي أدوات للتأثير في الحرب في غزة".

وأوضح أن الإضراب أصبح "جزءاً من هوية الفلسطينيين وسلوكهم الوطني للتعبير عن التضامن المعنوي".

اقرأ المزيد

محاولة البقاء

وأرجع مدير مركز العالم العربي للبحوث والتنمية والمحاضر في جامعة بيرزيت نادر سعيد، عدم انتظام فلسطينيي الضفة الغربية في التضامن مع قطاع غزة يعود إلى "محاولة البقاء وعدم السماح بنقل الحرب من غزة إلى الضفة".

وبحسب سعيد فإن "الفلسطينيين جميعاً يشعرون بتهديد وجودي شخصي وجماعي، ويحاولون التصرف بحذر والتأقلم في مسعى منهم للنجاة".

ووصف سعيد ذلك بـ"الصمت الظاهر الذي يخفي كثيراً من الغضب لكن أصحابه يحاولون النجاة".

وأشار سعيد إلى أن الفلسطينيين في الضفة الغربية "يعيشون في بيئة تتيح سقفاً منخفضاً للتعبير عن رأيهم، وأنهم يلجأون إلى الصمت والحياد الظاهر في محاولة للنجاة على رغم أنهم مركز الزلزال".

المزيد من تقارير