ملخص
أجرى مسؤولون إيرانيون وروس وصينيون محادثات في موسكو الثلاثاء في شأن ملف طهران النووي، بحسب ما أعلنت روسيا.
قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت اليوم الثلاثاء إن المحادثات الأميركية-الإيرانية التي ستستضيفها سلطنة عمان السبت المقبل ستكون مباشرة، نافية إصرار طهران على أن المناقشات ستكون غير مباشرة.
وذكرت ليفيت "محادثات يوم السبت ستكون مباشرة"، مشيرة إلى أنها ليس لديها مزيد من التفاصيل.
وأكدت الولايات المتحدة أن ستيف ويتكوف، الموفد الخاص للرئيس دونالد ترمب، سيقود المفاوضات مع إيران المقرر إجراؤها في سلطنة عمان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين إن "الموفد الخاص ويتكوف سيكون هناك".
الكرة في ملعب أميركا
اعتبرت إيران اليوم الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق ممكن في حال حضرت الولايات المتحدة "بإرادة حقيقية" إلى المحادثات المقرر عقدها في سلطنة عمان السبت المقبل، مؤكدة أن الأولوية بالنسبة إليها تبقى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليل الإثنين بشكل مفاجئ، أن بلاده ستبدأ محادثات "مباشرة" رفيعة المستوى مع إيران في شأن برنامجها النووي السبت المقبل، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وأكدت طهران أن المحادثات ستعقد في عمان لكنها شددت على أنها ستكون "غير مباشرة". وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن وزير الخارجية عباس عراقجي سيمثل طهران، بينما سيحضر عن الجانب الأميركي الموفد الخاص لترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عراقجي قوله الثلاثاء إن المفاوضات "ستتم بشكل غير مباشر، ولن يُقبل بأي طريقة أخرى للتفاوض".
وشدد على أن "كيفية المفاوضات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، ليست ذات أهمية أساسية. إنما ما يهم فعلاً، هو ما إذا كانت المفاوضات فعالة أو غير فعالة، ومدى جدية الأطراف ونياتهم، وإرادتهم في التوصل إلى اتفاق"، ورأى أن "الكرة في ملعب أميركا... فإذا جاء الجانب الآخر إلى عمان بإرادة حقيقية، فإننا بالتأكيد سنحقق نتائج".
وكان ترمب قال خلال استقباله نتنياهو إن واشنطن تتواصل مع الإيرانيين و"سنعقد اجتماعاً مهماً جداً السبت ونتعامل معهم بشكل مباشر".
وأتى موقف ترمب غداة رفض طهران إجراء مفاوضات مباشرة في شأن اتفاق جديد لتقييد برنامجها النووي، معتبرة أن "لا معنى" لذلك في ظل التهديدات و"التناقضات" من الإدارة الأميركية.
"ضغوط قصوى"
خلال ولايته الرئاسية الأولى اعتمد ترمب سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، كان من أبرز محطاتها سحب بلاده أحادياً في 2018 من الاتفاق الدولي في شأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجاً عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي عاود ترمب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.
وشدد عراقجي على أنه في المحادثات "نسعى إلى ضمان مصالح الشعب الإيراني... وفي مقابل بناء الثقة، فمن الطبيعي أن تُرفع العقوبات التي فرضت على إيران بشكل غير عادل بسبب اتهامات كاذبة وزائفة".
وتشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة إلى إسرائيل، العدو الإقليمي لطهران، في أن الأخيرة تسعى إلى التزود بالسلاح النووي. من جهتها تنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمم لأغراض مدنية.
وكشف ترمب في مطلع مارس (آذار) الماضي عن أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وسادت تكهنات واسعة النطاق بأن إسرائيل قد تهاجم، ربما بمساعدة الولايات المتحدة، منشآت إيرانية إذا لم يُتوصل إلى اتفاق جديد.
وفي مقابل تأكيد المحادثات وجه ترمب تحذيراً شديد اللهجة لطهران، وقال "إذا لم تكن المحادثات ناجحة مع إيران، أعتقد أن طهران ستكون في خطر كبير، وأكره أن أقول ذلك، خطر كبير، لأنه لا يمكن لهم امتلاك سلاح نووي".
وأبرمت طهران وست قوى كبرى منها روسيا والصين اتفاقاً عام 2015 الذي عرف رسمياً بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأتاح فرض قيود على برنامج طهران لقاء رفع عقوبات.
محادثات ثلاثية
أجرى مسؤولون إيرانيون وروس وصينيون محادثات في موسكو الثلاثاء في شأن ملف طهران النووي، بحسب ما أعلنت روسيا.
إلى ذلك أعربت موسكو عن ترحيبها بالمحادثات بين واشنطن وطهران، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ندرك أن بعض التواصل المباشر وغير المباشر من المقرر أن يحصل في سلطنة عمان، وبالتأكيد لا يسعنا إلا أن نرحب بذلك لأنه قد يقود إلى خفض التوترات المتعلقة بإيران".
بدورها، حضت الصين الولايات المتحدة الثلاثاء على إبداء "صدق" في المحادثات النووية مع إيران، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي "باعتبارها الدولة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق النووي (الذي أبرم مع إيران عام 2015) وتسبب في الوضع الحالي، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر صدقاً سياسياً واحتراماً متبادلاً".