ملخص
يرى المتخصص الاقتصادي محمد فحيلي أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأشعلت حرباً تجارية، "ستعيد رسم ديناميكية التجارة الدولية".
أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على جميع دول العالم بنسب متفاوتة، زوبعة في جميع الأسواق وأشعلت حرباً تجارية ستطاول تداعياتها الجميع من دون استثناء، فما الذي يريده ترمب من خطواته هذه؟
يصف خبير الأخطار المصرفية والباحث في الاقتصاد محمد فحيلي قرار ترمب بـ"الصدمة السلبية" لنظام التجارة الدولي القائم على الانفتاح والتكامل، ويضيف "ما فعله ترمب هو في الواقع إعادة تعريف للسياسات التجارية الأميركية من خلال تبني نهج حمائي. وكان الرئيس الأميركي صريحاً جداً في شأن الخطوات التي سيتخذها، فقد فرض رسوماً جمركية على الواردات من الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا، وانسحب من اتفاقات تجارية متعددة".
وأوضح فحيلي أن هذه الإجراءات أسفرت عن قلق في كل الأسواق، إذ إن "رأس المال يخاف من الضبابية ومن الخطوات غير المدروسة بصورة جيدة التي لا يستطيع توقع تداعياتها"، فقد حدثت تقلبات حادة في جميع الأسواق في العالم وخصوصاً في أميركا "لكن التقلبات حصلت وفق كل دولة ومدى ارتباطها بهذه القرارات لجهة الاستيراد والتصدير"، حسب المتخصص الاقتصادي، وأضاف "سلاسل التوريد العالمية تأثرت جداً، وخصوصاً شركات التكنولوجيا والسيارات التي تعتمد على مكونات في الصناعة تأتي من دول عدة، وتأذت هذه الشركات جداً في أسعار أسهمها"، ويشير فحيلي إلى الارتفاع الذي سجلته كل الأدوات التي تعد أصولاً آمنة، والذهب أحدها، بينما تغيرت أسعار صرف العملات حسب قوة صلة الوصل بينها وبين الدولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى المتخصص الاقتصادي أن التداعيات الأهم ستكون في تأثيرات قرار ترمب في "الثقة العالمية والثقة بين الشركاء"، موضحاً أن "من أخطر ما يحصل اليوم في التبادل التجاري العالمي هو غياب الاستقرار، إذ تصبح تحركات الدول مدفوعة بمواقف أحادية ومفاجئة، تماماً مثل ما فعل ترمب، مما يؤدي إلى اهتزاز ثقة المستثمرين الدوليين بالنظام الاقتصادي العالمي، وهو أمر ستكون له تداعيات".
ورأى فحيلي أن "هذه الحرب التجارية ستعيد رسم ديناميكية التجارة الدولية، ويوجد احتمال كبير بأن يكون لها إطار إضافي، فنحن نعلم أن العقوبات التي كانت تفرضها الخزانة الأميركية بصورة عشوائية على كيانات مصارف مركزية ورؤساء أثرت في الطلب على الدولار، وهي التي دفعت باتجاه إنشاء مجموعة ’بريكس‘، وأصبحت المصارف المركزية تتجه نحو شراء الذهب كاحتياط عوضاً عن الاحتياط بالعملة الأجنبية أي بالدولار"، وأضاف أن هذه العوامل هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب، موضحاً أن هذا السعر لن ينخفض لأن من يشتري الذهب هي المصارف المركزية التي تخزنه كاحتياط ولا تبيعه، ومن ثم "يوجد طلب مستمر على الذهب بكميات كبيرة".
وقال المتخصص الاقتصادي إنه "من الصعب جداً أن يتوقع أحد ما سيحصل على المدى الطويل، لكن الجميع يتأمل ويتمنى أن يجلس الشركاء في التبادل التجاري الدولي إلى الطاولة ويبحثوا كيف يريدون التأسيس لقواعد اشتباك جديدة"، وتابع "الخطوات التي اتخذها ترمب أثبتت حجم وأهمية اقتصاد أميركا في التجارة الدولية"، لأنها بمثابة "زلزال في السوق" تداعياته كبيرة جداً.
Listen to "ترمب يعيد تعريف السياسات التجارية حول العالم" on Spreaker.