Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

أرسنال في اختبار صعب ضد ريال مدريد لكنه يتمتع بأفضلية فريدة

يحمل فريق المدفعجية ثقل التاريخ على أكتافه لكنه لا يزال في وضع فريد قد يمكنه من إنهاء سيطرة الأبطال المتوجين

ميكيل أرتيتا المدير الفني لنادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

أرسنال يستعد لمواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا بتكتيكات دقيقة تركز على تجنب الأخطاء في خط الوسط، حيث يدرك ميكيل أرتيتا قدرة "المرينغي" على الانقضاض من أي خطأ. مع غياب غابرييل وكالافيوري، يحاول الفريق تحويل التحديات إلى قوة، مستلهماً روح موسم 2006 عندما فاز على مدريد.

يستخدم ميكيل أرتيتا العديد من حيله الصغيرة لإيصال رسائل رئيسة في ملعب تدريبات أرسنال هذا الأسبوع، لكن هناك واحدة ركز عليها طاقمه المعاون بشكل خاص خلال التدريبات، وهي عدم ارتكاب الأخطاء، بخاصة في خط الوسط.

هذا لا ينبع من أي خوف أو تحفظ في شأن مخاطر المباراة بل يتعلق بشكل خاص بالخصم، وكيفية لعبه. فغالباً ما يفوز ريال مدريد بمباريات يبدو فيها أنه تحت الضغط، لأنه يرغب بنشاط في امتلاكك للكرة، ثم ينقض في خط الوسط في أي لحظة تفقدها فيها، وهم واثقون تماماً من أن لديهم مهاجمين يمكنهم تحقيق أقصى استفادة من ذلك. ونتيجة لذلك، كان أرتيتا واعياً لضرورة عدم ارتكاب أخطاء غير ضرورية، وكذلك في معرفة كيفية منع تلك التحولات الهجومية القاتلة.

من الواضح أن ريال مدريد يتمتع بهالة شهيرة في دوري أبطال أوروبا، لذا فإن الهدف هو رؤيتهم كفريق، به عيوب، وليس ككيان ميتافيزيقي. ثم هناك الجانب الآخر من ذلك: وهو اغتنام أي فرصة.

وهذا يلعب دوراً في الإثارة الحقيقية حول الفريق، الذي يشعر بالحماسة تجاه هذه المباراة، فهناك إيمان وشعور بحجم الحدث، وقد أشار أرتيتا إلى ذلك وهو يتحدث عن الاستعدادات.

وقال "إنها متعة أن تستعد للمباراة، أن تنظر إليهم، فقط لترى رد فعل الناس وكيف نشعر بأنفسنا ونحن نأتي إلى مباراة بهذا الحجم. الإثارة حول النادي، الناس، هذه هي المرحلة التي نريد أن نكون فيها".

لقد ذكر أرتيتا كيف أن "20 عاماً مرت منذ أن خضنا هذا النوع من المباريات"، وهو أمر قد يكون قاسياً بعض الشيء على بايرن ميونيخ الذي لعب مباراة ربع النهائي أمام أرسنال العام الماضي.

وهذا مفهوم إذ إن بايرن ميونيخ فريق كبير، لكن ما من أحد أكبر من ريال مدريد، فقد وصف أرتيتا حامل اللقب بأنه "ملك البطولة"، و"النادي الذي وضع معايير جديدة في كرة القدم العالمية". 

ثم هناك المعنى لموسم أرسنال، إذ يمكن القول إنه من المناسب أن يواجهوا خصماً بهذه العظمة في مباراة بهذا الحجم.

ففي الموسم الماضي، وبعد كل شيء، تم التعامل مع مواجهة بايرن ميونيخ بأهمية أقل، إذ كان الطموح الرئيس هو الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

أما في الموسم الحالي ومع ضمان المركز الثاني وتبدد الآمال في التتويج باللقب وسط فوضى الإصابات، فإن كل التركيز على دوري أبطال أوروبا. هذا هو الطموح الكبير الذي يمكن أن يعيد صياغة المسيرة بأكملها. إنه يتعلق بأن يصبحوا أبطال أوروبا للمرة الأولى. ولا يوجد اختبار أفضل من النادي الذي توج بطلاً لأوروبا أكثر من أي فريق آخر.

في فاصل قصير استحضر ذكرى السير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، وتحدث أرتيتا أيضاً عن كيف أن سجل أرسنال في دوري أبطال أوروبا ليس كما ينبغي. فهم على الأرجح أكبر نادٍ لم يفز بالبطولة قط. قد يكون باريس سان جيرمان يمتلك المزيد من الأموال من خلال الملكية القطرية، لكنه لا يمتلك قاعدة الجماهير العالمية أو الحجم الذي يمتلكه أرسنال.

وحتى بغياب التتويج باللقب، فإن سجل النادي اللندني نفسه يجب أن يكون أفضل. فقد وصلوا إلى نصف النهائي مرتين فقط في 2006 و2009. ومعظم ألقابهم في الدوري جاءت قبل وجود كأس أوروبا أساساً، ومعظم سنوات أرسين فينغر في البطولة كانت عندما كان الفريق قد تجاوز أفضل أيام فريق (2003 - 2024) الذي لا يُقهر، وقد تعرض لإقصاء في ربع النهائي أمام تشيلسي، فيما عرفت بالفرصة الضائعة الكبرى.

وقال أرتيتا "إنها بطولة كنا ننتظرها لسنوات عدة. حقيقة أننا وصلنا إلى هذه المرحلة مرتين فقط في 15 عاماً بمثل حجم أرسنال وصعوبة ذلك... سنصنع قصتنا الخاصة وسنذهب إلى أبعد من ذلك".

وأشار أرتيتا إلى أن الهزيمة أمام بايرن كانت مفيدة في هذا الصدد، وقال "بناء تلك الخبرات أمر ضروري، ولهذا السبب قلت إننا يجب أن نصنع قصتنا الخاصة. هناك فجوة هائلة من سنوات عدة لم يحدث فيها شيء في هذا النادي في ما يتعلق بالبطولات الأوروبية. نحتاج إلى تغيير ذلك، ونحتاج إلى تغييره بسرعة".

لكن رغم كل خبرة ريال مدريد، فإن هذه المواجهة تقدم شيئاً حتى هم غير معتادين عليه، فعلى عكس معظم الأندية في تاريخ دوري الأبطال، لم تتح لأرسنال الفرصة لتطوير أي عقدة نفسية تجاه حامل اللقب 15 مرة، لأنهم لعبوا ضده مرة واحدة فقط، بل وفاز أرسنال آنذاك، وذكريات مباراة (2005 - 2006) تعد عنصراً آخر في رفع المعنويات. انتصب بوكايو ساكا وهو يتحدث عن تييري هنري الذي سجل الهدف الوحيد في المواجهة بعد مراوغة دفاع مدريد.

اقرأ المزيد

وحرص أرتيتا على الإشارة إلى أن ذلك الفوز بمجموع المباراتين (1 - 0) قائلاً إنه "بعيداً جداً ليكون ذا صلة"، وهو بالطبع محق، فهذه المواجهة ليست لها أي تأثير من الناحية الكروية البحتة. لكن مثل هذه المواجهات التاريخية يمكن أن تشكل حدثاً.

وبقدر ما يبدو كل هذا غير ملموس وضبابي، فإن أحد أسباب خسارة بعض الفرق أمام مدريد على رغم تفوقهم هو معرفتهم بما سيحدث. يعلمون أن مدريد سينقض، بثقة تتحول إلى حسم مطلق بمعرفتهم أنهم فعلوا ذلك من قبل، وتوقع الجمهور أنهم سيفعلون ذلك دائماً. وهذا يحيط بكل مواجهة. ولا يوجد شك يذكر في أساليب حسمهم للمباريات، ما يخلق الشك في نفوس المنافسين، وهكذا يتحول غير الملموس إلى ملموس.

فعل مدريد ذلك مع الجميع، مع كل نادٍ يتبعه في سجل التتويج بدوري الأبطال: ميلان وبايرن ميونيخ وليفربول وأياكس ومانشستر يونايتد، لكنهم لم يفعلوا ذلك مع أرسنال، ولا يوجد لدى نادي أرتيتا ذاكرة مؤسسية لهذا. لذا فهناك عنصر جديد هنا.

على رغم كل الحديث عن العوامل غير الملموسة والقصص المحتملة التي تنعش التحضير لمثل هذه المواجهات، يبقى واقعاً قاسياً. فريال مدريد فريق أفضل، ولديه معظم نجومه في حالة جيدة، وبعضهم مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، هم أيضاً أفضل المهاجمين في العالم، وسيواجهون أحد أفضل الدفاعات في العالم.

وعلى رغم كل ذلك، يواجه أرتيتا تحديات مع تعافي ساكا، وفقدان عمودين أساسيين في طرفي الفريق هما كاي هافيرتز وغابرييل، وهذا تحدٍ كبير، بخاصة مع غياب ريكاردو كالافيوري غير المستعد.

ظل أرتيتا غامضاً حيال ذلك، مكتفياً بالقول إنه اتخذ قراره ليبقي مدريد في حيرة. لكن هذا جزء من اللعبة.

مهمة أرتيتا الآن هي تشويه هذا الواقع، لتحقيق التوازن. وربما يصبح جاكوب كيويور النسخة الحديثة من فيليب سينديروس في موسم (2005 - 2006).

قد تكون هناك عوامل أخرى أشار إليها أرتيتا، موضحاً كيف يمكن لصعوبات أرسنال أن تصبح "قوة عظمى" في مثل هذه المباريات، بخاصة بعد وصولهم لهذه المرحلة إذ أظهروا مرونة قد تزعج مدريد.

خسر أنشيلوتي بنتيجة (1 - 2) أمام فالنسيا في الدقيقة الـ95 السبت الماضي، بعد مطاردة نتيجتين في الأسبوع السابق، بينما تلقت شباكه ثمانية أهداف، وقد عانوا من ازدحام الموسم مثل الجميع، واجتازوا أزمة إصاباتهم، وبعض الآراء في إسبانيا ترى أنهم "فريسة سهلة".

لكن كثيرين ظنوا ذلك في دوري الأبطال، فقط ليشهدوا صحوة مدريد عندما يهم الأمر.

لذا يركز أرتيتا على حرمانهم من فرص القيام بذلك، مما يجعل التكتيكات حاسمة. قد تنتج مباراة أقل انفتاحاً، لكنها ستشتعل بالتوتر الراقي الذي يحيط بمثل هذه المناسبات.

وقال أرتيتا "لهذا دخلت عالم كرة القدم، 11 لاعباً و60 ألف مشجع بحاجة إلى اقتناع تام بأننا مستعدون للفوز عليهم. هذه العقلية التي أريدها".

نادراً ما احتاج الفريق لمثل هذه الظروف أكثر مما يحتاجها الآن.

© The Independent

المزيد من رياضة