ملخص
أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن الضغط والتهديد والابتزاز ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع بلاده.
دخلت موجة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء، ضد عشرات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مع استهداف الصين بشكل خاص.
وتؤثر الرسوم الإضافية الجديدة على حوالى 60 شريكاً تجارياً للولايات المتحدة وهي تتراوح بين 11 و50 في المئة، باستثناء الصين التي أصبحت منتجاتها تخضع الآن لضريبة نسبتها 104 في المئة.
خسائر آسيوية
وعلى الأثر تراجع مؤشر نيكاي الرئيس في بورصة طوكيو بنسبة خمسة في المئة لتتسارع خسائرها، فيما ارتفع الين مقابل الدولار.
وبحلول الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش، اليوم الأربعاء، انخفض مؤشر "نيكاي" الرئيس بنسبة 5.14 في المئة إلى 31314 نقطة، وخسر "مؤشر توبكس" 4.54 في المئة إلى 2321 نقطة. من جهة أخرى، ارتفعت العملة اليابانية 1.06 في المئة مقابل الدولار الأميركي لتصل إلى 144.71 ين للدولار.
من جهتها اعتبرت الصين أن بإمكان بكين وواشنطن حل النزاعات التجارية والاقتصادية من خلال "حوار متكافئ"، وفق ما ورد في كتاب أبيض نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الأربعاء.
وجاء في الكتاب الأبيض أن "الصين والولايات المتحدة يمكنهما حل الخلافات في المجالَين الاقتصادي والتجاري من خلال الحوار المتكافئ والتعاون ذي المنفعة المتبادلة".
تراجعات أوروبية
كذلك تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء، وهو الأمر الذي يفاقم المخاوف إزاء الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب التجارية والتي امتدت حتى إلى سوق السندات.
وهبط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 2.5 في المئة بحلول الساعة 0711 بتوقيت غرينتش ومحا مكاسب الجلسة السابقة. وخسر المؤشر الرئيس الألماني شديد التأثر بحركة التجارة 2.1 في المئة.
ودخلت الرسوم الجمركية المضادة التي فرضها ترمب، بما في ذلك رسوم نسبتها 20 في المئة على بعض منتجات الاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الأربعاء.
وقال وزير المالية الألماني يورغ كوكيس إن أكبر اقتصاد في أوروبا معرض لاحتمال الدخول في ركود جديد نتيجة للتوتر التجاري. وتعاني منطقة اليورو بالفعل من تداعيات رسوم جرى فرضها في الآونة الأخيرة على السيارات والمعادن.
وهبطت أسهم البنوك سريعة التأثر بتحركات أسعار الفائدة 2.8 في المئة وسط إجماع توقعات المتداولين على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل لدعم الاقتصاد المتراجع.
كما يعمل المستثمرون على تقليص حيازاتهم من السندات الحكومية الأميركية، التي عادة ما ينظر إليها على أنها من الأصول الآمنة، ليتحولوا إلى النقد.
دعوة فرنسية لتعليق الاستثمارات
في السياق دعا وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي اليوم الأربعاء الشركات الفرنسية إلى تعليق استثماراتها في الولايات المتحدة في ظل الخلافات القائمة بين فرنسا وأوروبا وبين إدارة ترمب في شأن الرسوم الجمركية.
وقال فيراتشي لإذاعة "فرانس إنفو"، "نقول: علقوا استثماراتكم، في هذه المرحلة المعقدة للغاية. نحن الآن في حالة من الارتباك الشديد. الاستثمارات التي كانت متوقعة أصبحت الآن غير مؤكدة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب كشف، أمس الثلاثاء، أن إدارته تقوم بإبرام "اتفاقات خاصة" مع دول العالم والشركاء التجاريين بشأن الرسوم الجمركية التي تم فرضها على واردات هذه الدول لتصحيح اختلالات الميزان التجاري معها.
وقال ترمب خلال مناسبة لتوقيع أوامر تنفيذية متعلقة بقطاع الطاقة الأميركي، "نقوم بعمل جيد جداً، ونُبرم ما أسميه اتفاقات خاصة وليست جاهزة، أي إن هذه اتفاقات مصممة خصيصاً وعلى مستوى عال وبدقة".
وأضاف، "حالياً، اليابان متوجهة إلى هنا لإبرام اتفاق. كوريا الجنوبية متوجهة إلى هنا لإبرام اتفاق. وآخرون متوجهون إلى هنا أيضاً".
كما أعلن الرئيس الأميركي أنه يعتقد أن الصين ستبرم اتفاقاً في مرحلة ما. وأضاف أن بكين الآن تدفع رسوماً جمركية تبلغ 104 في المئة.
وقال، إن الولايات المتحدة ستعلن قريباً عن رسوم جمركية "كبيرة" على واردات الأدوية.
وفي كلمة خلال حدث في اللجنة الوطنية لانتخاب النواب الجمهوريين، قال ترمب إن تلك الرسوم ستحفز شركات الأدوية على نقل عملياتها إلى الولايات المتحدة.
وتعهدت الصين، أمس، عدم الرضوخ "لابتزاز" الولايات المتحدة.
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن "تهديد الجانب الأميركي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرة أخرى عن طبيعة ابتزاز الجانب الأميركي". وأضافت، "إذا أصرت الولايات المتحدة على مسارها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".
وأشار الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري "لا رابح في حرب تجارية أو جمركية، ولا فائدة من الحمائية. الصينيون لا يُثيرون المشكلات لكنهم لا يخشونها. الضغط والتهديد والابتزاز ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين".