Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 17 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:17
00:17
 

إسرائيل تمطر رفح بـ"صواريخ ترمب" وتحدث ارتجاجات عنيفة

مسحت "القنابل الغبية" المدينة بالكامل وحولتها إلى كومة أنقاض متناثرة

ملخص

قنابل MK-48 التي تزن الواحدة منها 2000 رطل من المتفجرات، قد تؤدي إلى تدمير رفح بالكامل وبنيتها التحتية أيضاً، هذه الصواريخ تعد من أكثر الذخائر الجوية تدميراً، وهي واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأميركي وتسمى "القنابل الغبية"، ويصل قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل.

أمرت إسرائيل جميع سكان رفح بالإخلاء ثم شرعت بتدمير المدينة بعيداً من رصد وسائل الإعلام.

منذ بداية الحرب وصل إلى مستودعات الجيش الإسرائيلي أكثر من 76 ألف طن من الذخائر عبر 687 رحلة جوية و129 رحلة بحرية.

تسببت قنابل MK-84 التي سمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقلها إلى إسرائيل باهتزازات ضخمة أشبه بالزلازل في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ومسحت المنطقة بالكامل وحولتها إلى كومة أنقاض متناثرة.

على غفلة، أسقطت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قنبلة على رفح أفزع صوتها ماهر الذي قفز من مكانه خوفاً، ظناً منه أن الانفجار إلى جانبه، وعلى رغم أن الرجل الذي كان يعيش في أقصى جنوب غزة نزح من مدينة رفح وهرب من الموت إلى مواصي خان يونس، فإنه شعر بالانفجار قريباً جداً.

زلزال

يقول ماهر وهو ينظر إلى السماء يراقب تصاعد أعمدة الدخان ويراها بوضوح على رغم بعد المسافة "شعرت باهتزازات ضخمة في الأرض، للوهلة الأولى ظننت أن زلزالاً كبيراً ضرب المنطقة لكن سرعان ما علمت أنها نتيجة صواريخ مدمرة".

يشاهد ماهر تصاعد ألسنة الدخان ويعتقد أن الغارة الأخيرة استهدفت مكاناً وسط مدينة رفح الخالية تماماً من السكان، ويضيف "شعرت بأن الأرض تنشق وتبتلع منطقة المواصي. من الواضح أن إسرائيل تستخدم قنابل ومتفجرات تختلف عن الذخائر التي استخدمتها في بداية الحرب".

يسرح ماهر في تفكيره ويتذكر "على الغالب هذه صواريخ ترمب، إنها قنابل تتسبب بانفجارات تشبه الكوارث الطبيعية، وأثرها في الأرض لا تصفه كلمات إذ تعمل على محو المدينة وجعلها ركاماً متناثراً".

قصة قنابل MK-84

للقنابل المرعبة المدمرة التي تستخدمها إسرائيل في قصف مدينة رفح وتتسبب بانفجارات مدوية ضخمة واهتزازات أرضية، قصة طويلة بدأت خلال أبريل (نيسان) 2024، عندما كشفت إسرائيل عن نيتها اجتياح مدينة رفح التي كانت تضم نحو 1.7 مليون نازح، ومصنفة منطقة إنسانية حشرت فيها تل أبيب جميع سكان القطاع.

معظم دول العالم عارضت إعلان إسرائيل اجتياح رفح وعدت الولايات المتحدة أن هذه الخطوة قد تنجم عنها كوارث إنسانية فظيعة، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يأخذ بنصيحة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وتوغل في المدينة.

وبسرعة قرر بايدن حينها حظر بيع إسرائيل قانبل MK-84 التي تزن 2000 رطل، بسبب المخاوف من التأثير الذي قد تحدثه في رفح خلال القتال العسكري، وتسبب ذلك الحظر في واحدة من أكبر الأزمات التي واجهتها العلاقات الأميركية - الإسرائيلية خلال الحرب.

وتحول قرار منع إسرائيل من امتلاكها تلك القنابل إلى رمز سياسي أكثر من كونه قضية عسكرية، واستغله نتنياهو خلال أوقات مختلفة، ولكن عندما تولى الرئيس الأميركي دونالد ترمب حكم الولايات المتحدة، رفع ذلك الحظر.

وبقرار كتبه ترمب على منصة "تروث سوشيال" قال "أفرجنا عن الأسلحة المحظورة على إسرائيل وسيحصلون عليها، لقد دفعوا ثمنها ولن يتأخر تسليمها، كثير من الأشياء التي طلبتها إسرائيل مقابل ثمنها ولم نرسلها إليها، اليوم هي في طريقها إلى هناك".

كان هذا القرار المفرح لنتنياهو كارثياً على سكان غزة، إذ زودت الولايات المتحدة إسرائيل بنحو 1800 قنبلة من طراز MK-84، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "أعادت الإدارة الأميركية تزويد إسرائيل بالصواريخ الحربية الثقيلة".

وأضاف "منذ بداية الحرب وصلت إلى مستودعات الجيش من واشنطن أكثر من 76 ألف طن من الذخائر، عبر 687 رحلة جوية و129 رحلة بحرية. سنستخدم القنابل الجديدة للقضاء على قدرات "حماس" وتدمير بنيتها العسكرية وبخاصة في رفح، منطقة الأنفاق والتهريب".

القصف الأعنف

أعلى بناية شاهقة تقف وفاء تلقتط صوراً لانهيار المباني السكنية داخل رفح، وبينما كانت تفعل ذلك قصف الجيش هدفاً في المدينة. وتقول "شعرت بأن العمارة التي أقف عليها تهتز وكادت تسقط من ضخامة القنابل التي يستخدمها الجيش، كأن زلزالاً ضرب المنطقة".

وتضيف وفاء "شاهدت على التلفزيون كوارث طبيعية وزلازل وما يحدث في رفح مثلها تماماً، تكاد الأرض تنشق من قوة الانفجارات. أصوات الانفجارات وتدمير المباني السكنية تشعرك بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على تفجير المدينة دفعة واحدة، والقصف لا يهدأ وهو الأعنف منذ بداية الحرب".

أمرت إسرائيل جميع سكان رفح بالإخلاء وأفرغت المدينة بالكامل من الناس، وأحكمت سيطرتها على الأرض ثم شرعت في تدمير المدينة بعيداً من رصد وسائل الإعلام.

"صواريخ ترمب"

في غزة يطلق السكان على القنابل الإسرائيلية التي تقذفها الطائرات الحربية على رفح مصطلح "صواريخ ترمب"، ويقول أحمد "لم تعد المناطق الملاصقة لرفح وحدها تسمع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات التدمير الكبير، وأصبح دوي الانفجارات يسمع من مدينة خان يونس ومحافظة دير البلح".

سألنا الباحث العسكري ماجد السلايمة عن تلك القنابل، وقال "التفجيرات الاهتزازية في رفح هدفها تدمير المنازل والأنفاق. وهذه أسلحة ارتجاجية مخصصة للأنفاق والتحصينات التي يجري إنشاؤها في الجبال وتحت الأرض، وهو ما يضمن نجاح العملية العسكرية بصورة كاملة".

ويضيف "هذه قنابل MK-48 التي تزن القنبلة منها 2000 رطل من المتفجرات قد تؤدي إلى تدمير رفح بالكامل وبنيتها التحتية أيضاً، وهذه الصواريخ تعد من أكثر الذخائر الجوية تدميراً، وهي واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأميركي وتسمى ’القنابل الغبية‘، ويصل قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل".

اقرأ المزيد

أثر الصواريخ على رفح

يبدو أن رفح مسحت بالكامل نتيجة هذه القنابل، ويقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "إسرائيل تعمل على محو مدينة رفح عن الخريطة وتحويلها إلى كارثة إنسانية مكتملة الأركان، رفح التي تبلغ مساحتها 60 كيلومتراً وكان يسكنها قرابة 300 ألف نسمة وتمثل نحو 16 في المئة من مساحة قطاع غزة، تعيش مأساة مهولة".

ويضيف "إسرائيل دمرت أكثر من 90 في المئة من منازل المدينة بصورة كاملة، والمدينة تعرضت لتدمير طال أكثر من 85 في المئة من شبكات الصرف الصحي بهدف تخريبها، وفخخ الجيش 12 مستشفى ودمر ثماني مدارس وأكثر من 100 مسجد بصورة كاملة أو شبه كاملة".

ويوضح الثوابتة أن "صواريخ ترمب أفسدت عشرات آلاف الدونمات الزراعية داخل رفح ودمرت 30 مقراً حكومياً و22 بئر مياه، وكل ذلك سبب كارثة إنسانية مكتملة الأركان، وجعل المدينة منطقة ركام متناثرة".

المزيد من تقارير