ملخص
وروت ناجية (34 سنة) من حي جبرة جنوب الخرطوم خطفها مقاتلون من "الدعم السريع" خلال الـ15 من مايو 2023، أنها احتجزت لشهر و"تعرضت للاغتصاب في صورة شبه يومية". وقالت "أفرجوا عني بعد 30 يوماً حين صرت مريضة جداً".
نددت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس بممارسة قوات "الدعم السريع" العنف الجنسي في الحرب داخل السودان، لافتة إلى حالات استعباد جنسي واغتصاب جماعي.
وكتبت المنظمة في تقرير جديد أن "قوات ’الدعم السريع‘ مارست عنفاً جنسياً واسعاً ضد النساء والفتيات طوال الحرب الأهلية السودانية التي استمرت عامين، بهدف إذلالهن وفرض السيطرة، وتشريد المجتمعات في جميع أنحاء البلاد".
وقال مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية ديبروز موتشينا إن "اعتداءات قوات ’الدعم السريع‘ على النساء والفتيات السودانيات مروعة، ومنحطة أخلاقياً، وتهدف إلى إلحاق أقصى درجات الإذلال بهن".
ويتضمن التقرير المؤلف من 30 صفحة تحت عنوان "لقد اغتصبونا جميعاً" روايات لـ30 ضحية بعضهن قاصرات، ولأفراد في أسر الضحايا.
ووقعت أعمال العنف هذه بين أبريل (نيسان) 2023 وأكتوبر (تشرين الأول) 2024 داخل أربع ولايات سودانية، خصوصاً في مناطق دارفور والخرطوم والجزيرة، بحسب منظمة العفو.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حرباً أهلية بين قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) والجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان.
وأسفر النزاع عن عشرات آلاف القتلى وأجبر 12 مليون شخص على النزوح وأغرق البلاد في أزمة إنسانية خطرة، وفق الأمم المتحدة.
واتُّهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب. وتواظب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية على التنديد بممارسة الاغتصاب كسلاح حرب.
وبين الحالات التي عددها التقرير، وثقت منظمة العفو حالتي امرأتين تعرضتا للاستعباد الجنسي بعد احتجازهما في الخرطوم و"اغتصابهما في صورة يومية" طوال أسابيع عدة.
وروت ناجية (34 سنة) من حي جبرة جنوب الخرطوم، خطفها مقاتلون من "الدعم السريع" خلال الـ15 من مايو (أيار) 2023، أنها احتجزت لشهر و"تعرضت للاغتصاب في صورة شبه يومية".
وقالت "أفرجوا عني بعد 30 يوماً حين صرت مريضة جداً".
واحتجزت ضحية أخرى (27 سنة) لأيام داخل متجر قرب نقطة عسكرية، بعد اعتقالها وإبعادها من زوجها بالقوة.
وقال الزوج "كنت أسمع صراخ زوجتي فيما كانوا يغتصبونها كل يوم. وكنت عاجزاً تماماً عن مساعدتها".
ونقلت منظمة العفو عن ضحايا عديدات أن مقاتلين يرتدون زي "الدعم السريع" قاموا باغتصابهن، للاشتباه في أنهن يؤيدن الجيش السوداني.
وأفادت طواقم طبية متخصصة بأن مقاتلي "الدعم السريع" كانوا يغتصبون النساء في حال عجزن عن إنقاذ الجنود الجرحى.
وخلال أكتوبر 2024، لفتت بعثة تحقيق دولية مستقلة من الأمم المتحدة في السودان إلى تصاعد العنف الجنسي من "عمليات اغتصاب واستغلال جنسي وخطف لأغراض جنسية، فضلاً عن مزاعم بحصول زيجات قسرية واتجار بالبشر".
ووصفت قوات "الدعم السريع" ما خلصت إليه بعثة التحقيق بأنه "دعاية على منصات التواصل الاجتماعي".