Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

منطقة الأهرام المصرية... من خلل التجريب إلى جودة التشغيل

شهدت زحاماً وتكدساً في بروفة المسار الأثري والجهات تدرس إيجاد الحلول لمشكلات الخيول والجمال

وصف رواد التواصل الاجتماعي التزاحم بـ"المؤسف والعشوائي وغير الحضاري" ولا يليق بسمعة ومكانة أهم منطقة أثرية في العالم (أ ف ب)

ملخص

بينما يرى بعض المتخصصين في القطاع السياحي حتمية وأهمية تطوير تلك المنطقة الأثرية التي تستقطب ملايين الزوار كل عام، يؤكد آخرون ضرورة تغيير مسار سير رحلات الزيارة في المنظومة الجديدة لإراحة السياح الأجانب، علاوة على توفير أعداد كبيرة من الباصات لاستيعاب الزيادات المتوقعة من الوافدين الأجانب خلال الفترة المقبلة.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمصر أخيراً إثر تداول بعض النشطاء وعاملين بالقطاع السياحي فيديوهات ترصد مشاهد تكدس وزحام وتجمهر عدد من السائحين داخل حافلات سياحية، أثناء زيارتهم منطقة الأهرام الأثرية في الجيزة، فضلاً عن قيام بعض الخيالة والهجانة بإعاقة الطريق أمام حركة الزائرين والحافلات التابعة لشركة "أوراسكوم بيراميدز" للمشروعات الترفيهية، تزامناً مع إطلاق عملية التشغيل التجريبي للمدخل الجديد لمنطقة الأهرام الأثرية (طريق الفيوم)، وغلق المدخل الحالي (بجوار فندق مينا هاوس)، والتي من المقرر أن تمتد حتى مايو (أيار) المقبل، لتقييم جودة الخدمات وجمع الملاحظات وإجراء التعديلات اللازمة قبل الانتقال إلى التشغيل الكامل.

وتوالت تعليقات المغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي على هذا المشهد، إذ وصفوه بـ"المؤسف والعشوائي وغير الحضاري" ولا يليق بسمعة ومكانة أهم منطقة أثرية في العالم.

وبينما يرى بعض المتخصصين داخل القطاع السياحي حتمية وأهمية تطوير تلك المنطقة الأثرية التي تستقطب ملايين الزوار كل عام، يؤكد آخرون ضرورة تغيير مسار سير رحلات الزيارة في المنظومة الجديدة لإراحة السياح الأجانب، علاوة على توفير أعداد كبيرة من الباصات لاستيعاب الزيادات المتوقعة من الوافدين الأجانب خلال الفترة المقبلة.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عبر بيان رسمي تعقيباً على هذا المشهد، أن عملية التشغيل التجريبي شهدت انتظاماً ملموساً خلال اليوم الأول من بدء تطبيقها، عدا الفترة التي شهدت تكدس بعض مجموعات السائحين وإعاقة حركة سير بعض الحافلات، نتيجة عدم التزام بعض الخيالة والجمالة في المنطقة التي خُصصت لهم للوقوف بها وخروجهم عن المسار المخصص لهم وإغلاق الطريق، مما أثر في تأخر وصول حافلات نقل الزائرين بين مسارات الزيارة المختلفة داخل المنطقة خلال التوقيتات المحددة، وذلك قبل أن يُعادوا مرة أخرى للمكان المخصص لهم وسير حركة الحافلات بصورة طبيعية.

فيما أصدرت شركة "أوراسكوم بيراميدز" للمشروعات الترفيهية المسؤولة عن عملية التطوير بياناً لتوضيح الحقائق، مؤكدة أنها وفرت أكثر من 45 أتوبيساً لنقل الزوار تعمل بانتظام كل ثلاث دقائق، وهو معدل أعلى من التوقيت الأصلي المتفق عليه (خمس دقائق بين كل أتوبيس وآخر)، إذ سجل عدد الزائرين خلال اليوم الأول رقماً غير مسبوق بلغ 13800 زائر، لكن وبصورة مفاجئة ونزولاً على ضغط ورغبة أصحاب الدواب، تلقت الشركة تعليمات من المحافظة تقضي بتغيير المسار المتفق عليه منذ بداية المشروع، واقتراح حل موقت لاستخدام المسارات القديمة نفسها مع عدم استخدام طريق الأسفلت.

 

 

واستدركت الشركة "هذا التعطيل الذي شهده الزوار والعاملون على حد سواء اليوم والذي من شأنه أن ينعكس سلباً للغاية على صورة مصر وسمعتها، جاء نتيجة مباشرة لعدم تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل الجهات المعنية وتغييرها وإخطار الشركة بذلك قبل بدء التشغيل بأقل من 24 ساعة، وعدم اتخاذ قرارات تنفيذية حاسمة تحفظ سير المشروع وتنظم العلاقة بين الأطراف المختلفة"، محذرة من أن استمرار هذا النهج سيؤدي حتماً إلى إفشال المشروع، وتقويض كل الجهود التي بذلتها الدولة والقطاع الخاص لإعادة تقديم أحد أعظم مواقع التراث العالمي بصورة حضارية وآمنة تليق بمكانة مصر.

سائحون يضطرون إلى إلغاء الرحلة

وفي السياق، يقول نقيب المرشدين السياحيين السابق حسن النحلة إن ما حدث من تجمهر وتكدس للسياح الزائرين في منطقة الأهرام خلال اليوم الأول من إطلاق عملية التشغيل التجريبي، يؤكد أن هناك حالاً من العشوائية وغياب للتخطيط الأمثل والتحضير الجيد، وعدم فهم لخط سير رحلات السائحين الزائرين داخل منطقة الأهرام وكذلك طبيعة وتنوع السائحين أنفسهم، لافتاً إلى أن ما حدث لا يليق بقيمة ومكانة الأهرام التاريخية ويعطي رسائل وإشارات سلبية.

وعقب رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في تصريحات صحافية على الانتقادات الحادة، قائلاً "تابعت ما جرى خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبي للمشروع، ولكن بدأت الأمور تنتظم خلال الساعات القليلة الماضية، والإجراءات التي اتخذت نحاول من خلالها وضع الأمر في نصابه السليم وبطريقة حضارية وجيدة، ووضعنا له فترة زمنية حتى شهر مايو لكي نصل إلى تصور نهائي ليكون هناك شكل حضاري، ولا يُشكى مرة أخرى من أية ممارسات غير مسؤولة تحدث داخل المنطقة شديدة التميز".

وعزا النحلة خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" هذا المشهد إلى عدم توفير الشركة المسؤولة عن عملية تطوير الأهرام "أوراسكوم بيراميدز" عدداً كافياً من الأتوبيسات الكهربائية للزائرين، إذ لا يزيد عدد الكراسي داخل الأتوبيس الواحد على 30 كرسياً، في وقت استقبلت خلاله منطقة الأهرام في اليوم الأول أعداداً ضخمة من الزائرين، مما تسبب في حدوث حال من التجمهر والتكدس والزحام وغضب السياح، نتيجة وقوفهم داخل الحافلات طوال خط سير الرحلة، مما اضطر بعض السائحين لإلغاء رحلاتهم السياحية.

ويمضي نقيب المرشدين السائحين السابق قائلاً إن الشركة المسؤولة عن التطوير حاولت تدارك الموقف من خلال التواصل مع بعض شركات السياحة لاستقدام أتوبيسات سياحية عادية تعمل بـ"الديزل"، وهو عكس ما طرحته الحكومة في مخطط التطوير بأنه سيكون هناك أتوبيسات كهربائية تستقبل الزائر الأجنبي، مما قد يعطي انطباعاً للسائح بعدم صدقية ما يقال له خلال الرحلة، متسائلاً "منطقة الأهرام الأثرية تستقبل في المعتاد ما بين 5 إلى 10 آلاف سائح يومياً وتزداد الأعداد خلال فترات الذروة والمناسبات والأعياد، فكيف ستتعامل الحكومة والشركة المسؤولة عن التطوير مع ذلك الأمر خلال الفترة المقبلة؟".

 

 

ويرى النحلة أن التطوير ضرورة حتمية ولا خلاف عليه، ولكن شريطة أن يستقل السائحون حافلاتهم السياحية الخاصة عقب إنهاء عمليات التفتيش الأمنية، من أجل راحتهم وعدم الاعتداء على خصوصيتهم ولمنع تكرار مشهد التكدس الحالى، موضحاً أن الباص السياحي هو بيت السائح منذ وصوله إلى المطار حتى خروجه من مصر، إذ يقضي الزائر فيه غالب وقته ويترك فيه متعلقاته الشخصية ويشعر داخله بالراحة.

ويشير نقيب السياحيين السابق إلى أن السائح الأجنبي اعتاد طوال الأعوام الماضية أن يستقل الباص المكيف وبحوزته متعلقاته الشخصية وأبنائه، في رحلة تستغرق ما بين ساعتين إلى ساعتين ونصف ساعة، وعقب الانتهاء من الإجراءات الأمنية يبدأ في زيارة منطقة الأهرام التي تستغرق نصف ساعة، وينزل مترجلاً على قدميه لالتقاط الصور الجماعية ثم العودة مرة أخرى للباص، ثم تبدأ رحلة زيارة الهرم الثاني تليها زيارة منطقة البانوراما، ثم الاستمتاع بالمشاهد التاريخية للأهرام الثلاثة، مع وجود مرشد سياحي يتحدث عن الخلفية التاريخية ليجعل السائح أكثر تشوقاً، ثم الذهاب بعد ذلك إلى منطقة أبو الهول في رحلة تستغرق نصف ساعة، بينما هناك بعض السائحين يفضلون أن تكون مدة الرحلة قصيرة لا تستغرق أكثر من 45 دقيقة في حال ضيق الوقت، وآخرون زائرون رجال أعمال يستأجرون سيارات خاصة بهم لإجراء الزيارة والاستمتاع بها، إلا أنه مع المنظومة الجديدة أصبح الأمر صعباً ومرهقاً على السائح.

ويقترح النحلة ضرورة إجراء تغييرات على خط سير الزيارة للسائح الأجنبي لتبدأ من منطقة البانوراما ثم الهرم الثاني والثالث ثم الهرم الأول، وفي النهاية منطقة أبو الهول والخروج منها، لعدم تكرار مشهد تكدس وزحام الزائرين.

ثقافة التعامل مع الأجنبي

في السياق ذاته، يطالب المتخصص الأثري ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة عبدالرحيم ريحان بوقف التعامل مع هذا الطريق الجديد، والعودة للمدخل القديم لحين إجراء دراسة مستفيضة بحضور المرشدين وأصحاب الشركات والمصالح في المنطقة من خيالة وجمالة، للوصول إلى الحل الأمثل لذلك مع الاستعانة بالخبرات الخارجية، منوهاً بأن نجاح أي مشروع خاص بالآثار يعتمد على العمل الجماعي ومشاركة كل الأطراف في المشروع، وأولهم المجتمع المدني المحيط بالأثر.

ويرى ريحان أن مشروع تطوير الهرم تم من وجهة نظر الشركة القائمة على العمل وكان يجب أن يضعوا في الحسبان مصالح الخيالة والجمالة داخل المنطقة، ووجهات نظر المرشدين السياحيين وأصحاب الشركات السياحية، فهم أدرى بثقافة التعامل مع الأجنبي ولكن لم يحدث ذلك، متسائلاً هل عدد الزوار خلال اليوم الأول للتشغيل التجريبي كان مفاجئاً لجميع الجهات التي تتعامل مع السياح من بداية الموسم وتعلم وصول الحركة في مصر إلى 14.8 مليون سائح؟

اقرأ المزيد

وعن المعوقات التي يواجهها الزائر الأجنبي في منظومة التطوير الجديدة، يقول ريحان إن الأتوبيس الذي يصطحب السياح يشبه أتوبيس المطار في عدم وجود مقاعد كافية للجلوس، ومعظم السياح من كبار السن ولا يوجد تأمين عليهم في أتوبيسات الشركة، مردفاً "وفقاً للمخطط الجديد فإن المحطة الثانية للتوقف لدى الزائر الأجنبي على بعد 600 متر من الهرم الثالث، مما يعني أن السائح بغض النظر عن سنه أو حالته وما يحمله من حاجات، عليه السير مسافة 1200 متر ذهاباً وإياباً من دون طريق ممهد، إضافة إلى الجهد والوقت اللازم للزيارة، وتزداد مجموعة المعوقات بصورة كبيرة خلال المناسبات الخاصة، مثل أعياد الكريسماس وشم النسيم والعطلات الأسبوعية التي تشكل فترات ذروة للموسم السياحى، إضافة إلى الأعداد الغفيرة من الزوار المصريين الذين سيشتركون معاً في الأتوبيس نفسه، وبالطبع يكون الصوت المرتفع والصياح وسرعة حركة الأطفال وعدم الالتزام بعدد الركاب، مما يهدر تماماً متعة زيارة الهرم ويصعب على الأمن الموجود السيطرة والحفاظ على سلامة الزوار، علاوة على أن السائحين الراغبين في ركوب الدواب أو العربات عليهم التوجه إلى نقطة "التريض" ويستخدمون مسارات خاصة للدواب، وبالطبع لن يمكن السيطرة على التزام سائقي الدواب بمسار محدد.

وأعلنت الشركة المسؤولة عن التطوير في تصريحات لها أن المشروع يرتكز في الأساس على نقل أصحاب الدواب إلى منطقة التريض بتكليف من الدولة، بتطويرها وتأهيلها ضمن المنظومة كإحدى المحطات السبع، بهدف تنظيم تجربة ركوب الجمال والخيول للراغبين من الزوار، دون الإخلال بحركة النقل الرئيسة داخل المنطقة الأثرية.

وطالب المتخصص الأثري بضرورة الاستجابة لمطالب المرشدين السياحيين والخيالة والجمالة، والتي تتلخص معظمها في عمل مظلات بأحجام مناسبة داخل مناطق الأهرام الثلاثة، وبخاصة مع دخول فصل الصيف حتى ولو غير مكيفة، وتمهيد ممشى مظلل من مكان توقف الأتوبيس في نقطة منكاورع حتى الهرم لأنها مسافة كبيرة وستكون شاقة على السياح المرضى وكبار السن، إلى جانب زيادة عدد الأتوبيسات الكهربائية في الأقل إلى 100 أتوبيس مع عمل حساب المواسم السياحية، مما يتطلب عدداً أكثر من ذلك، مع السماح بدخول المجموعات السياحية بأتوبيساتها (كوستر وأتوبيس كبير) لحين توفير العدد المطلوب، فضلاً عن توسعة الطريق من هرم خوفو إلى خفرع مترين في الأقل لسهولة استخدامه في الاتجاهين، سواءً لأتوبيسات "أوراسكوم" أو شركات السياحة وتوفير حمامات داخل منطقة هرم خفرع وهي المنطقة الأكثر ازدحاماً بالزوار طبقاً للمسار الجديد وتجديد حمامات أبوالهول، مع أجهزة تهوية داخل هرم خوفو بأقصى سرعة، إذ يدخل السياح بعمق يزيد على 100 متر مما يهدد بالاختناق.

أخطاء عديدة

فيما يرى المتخصص السياحي وعضو غرفة شركات السياحة مجدي صادق أنه كان من الأجدى على المسؤولين والشركة المنفذة للمنظومة الجديدة، قبل بدء التشغيل التجريبي للمنطقة واستقبال الزائرين، أن تُدرس المنطقة والمكان جيداً وتُعرف الأعداد المتوقع حضورها، وتوفير شركة أمن تتولى مهمة التنظيم، علاوة على توفير أتوبيسات كافية تستوعب أعداد السائحين الذين يتطلعون للاستمتاع برحلتهم داخل تلك المنطقة الأثرية الفريدة.

 

 

وتساءل صادق، هل يعقل أن توفر الشركة سبعة أتوبيسات كهربائية فقط لجميع السائحين الوافدين والذي تجاوز عددهم خلال اليوم الأول فقط 13 ألف زائر؟ وماذا سنفعل في شم النسيم والمناسبات والأعياد المقبلة؟ مضيفاً أن المستثمر كل ما يشغله في المقام الأول هو تحقيق أرباح طائلة من وراء استثماراته.

يشار إلى أن المجلس الأعلى للآثار كان وقع عقداً مع شركة "أوراسكوم للاستثمار القابضة" خلال ديسمبر (كانون الأول) 2018، لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرام الجيزة، على أن يتولى المجلس وحده دون غيره إدارة المنطقة بالكامل، ويحق للمجلس إنهاء التعاقد مع الشركة خلال أي وقت حال إخلالها بأي من التزاماتها وواجباتها المنصوص عليها في العقد، ويؤكد العقد استمرار المجلس الأعلى للآثار في الاحتفاظ وحده دون غيره بكامل إيرادات تذاكر الزيارة من الأجانب والمصريين، وله الحق دون غيره في تحديد أسعار تذاكر دخول المنطقة طبقاً لقانون حماية الآثار.

أعداد أكثر من المتوقع

"سمعة مصر السياحية ليست حقل تجارب"، هكذا يعقب مستشار وزير السياحة السابق وسفير الإرشاد السياحي وليد البطوطي، موضحاً أن حجم الأعداد الوافدة خلال اليوم الأول للافتتاح التجريبي لمنطقة الأهرام الأثرية كان ضعفين ونصف ضعف المتوقع والمعتاد، مشيراً إلى أن الشركة المسؤولة عن التطوير توقعت وصول عدد السائحين إلى 5 آلاف زائر إلا أنها فوجئت بأعداد أكبر، وهو ما تسبب في مشهد التجمهر والتكدس والزحام في الحافلات السياحية، وما فاقم الأمر حدوث عاصفة ترابية خلال اليوم نفسه، مما تسبب في خروج هذا المشهد على هذه الصورة.

ويرى مستشار وزير السياحة السابق أنه يجب التفكير في حلول جذرية لعلاج مشكلة الخيالة والجمالة في تلك المنطقة، لا سيما أن معظمهم من قاطني المنطقة وليس لهم مصدر رزق آخر سوى ذلك، ومن الممكن أن تتدخل الدولة لتنظيم عملهم وتخصيص أماكن لهم وعمل تسعيرة مناسبة لمنع مضايقة السائحين.

وطالب رجل الأعمال نجيب ساويرس في منشور له عبر حسابه على منصة "إكس" بضرورة نقل الجمالة والخيالة وأصحاب الدواب من محيط منطقة الأهرام الأثرية إلى منطقة التريض المخصصة لهم، حفاظاً على أهم معلم سياحي في العالم، لافتاً إلى أن الطريق الأسفلتي المخصص للأتوبيسات يجب أن يظل خالياً من أي عوائق لضمان انسيابية حركة الوفود السياحية، مضيفاً "الصالح العام أهم من 2000 شخص ظلوا لأعوام يسيئون لبلدهم".

 

 

وكانت لجنة السياحة بمجلس النواب المصري أوصت خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بتخصيص المنطقة الحضارية لتنظيم استخدام عربات الحنطور والكارتة والخيل والجمال بعيداً من المنطقة الأثرية، ووضع تسعيرة موحدة ومواصفات واشتراطات صحية وبيئية وفنية لكل من العربات والدواب، والتزام السائقين بزي موحد وتخصيص مساحة للبائعين الجائلين، والتنسيق مع "القابضة للمطارات" لتخصيص مادة ترويجية لمنطقة الأهرام على شاشات العرض في كل المطارات، وعقد دورات لجميع العاملين داخل المنطقة لتدريبهم على سلوكات التعامل مع السائح.

وفي تقدير البطوطي فإن مخطط تطوير منطقة الأهرام كان لا بد أن يُنجز منذ 20 عاماً، لأن تجربة زيارة الأهرام للسائح الأجنبي خلال الفترات السابقة لم تكن جيدة، فكان لا بد من تدخل الدولة لتنظيم هذا الحدث الفريد، مشيراً إلى أنه يجب العمل على إنجاح مشروع مخطط التطوير لمنطقة الأهرام، لا سيما مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يجب ألا يكون هناك أية شوائب تعكر صفو هذا الحدث الضخم، وبخاصة أنه متوقع أن يكون هناك تنام أكبر في أعداد السياح الأجانب خلال الفترة المقبلة.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجه خلال أبريل (نيسان) 2023 بمواصلة الأعمال الجارية، لتطوير ورفع كفاءة المحيط الجغرافي للمتحف المصري الكبير، بتحقيق التكامل والربط مع منطقة هضبة الأهرام، سعياً إلى تقديم تجربة استثنائية متفردة للزوار والسياح وتعظيم القيمة المضافة لهذه المنطقة برمتها، لتصبح أهم منطقة أثرية سياحية في العالم.

وأصدر وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي بياناً قبل ساعات، أكد خلاله أن التقارير التي تلقاها عن حركة الزيارة في منطقة أهرام الجيزة، خلال اليوم الثاني على التوالي لبدء التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات، تؤكد انتظام حركة الزيارة وأنها تسير بسلاسة ويسر، وشهدت زيارة أكثر من 5 آلاف زائر حتى منتصف اليوم، إضافة لمتابعة منظومة تنقل السائحين بها بالتعاون والتنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة بما يضمن عدم التكدس، ووجه بزيادة عدد المقاعد في الحافلات الكهربائية المملوكة لها إلى 50 مقعداً داخل كل حافلة، وإضافة أحزمة الأمان بها.

المزيد من تحقيقات ومطولات