ملخص
مانشستر يونايتد يخسر فرصة ذهبية للفوز على ليون بعد أخطاء كارثية من أندريه أونانا، حيث منح الفريق الفرنسي هدف التعادل في الدقيقة الـ95، وعلى رغم الأداء المشرف من اليونايتد فإن الحارس الكاميروني يعيد إثارة الجدل حول مستقبله مع النادي بعد تأكيد نيمانيا ماتيتش أن "أسوأ حراس يونايتد لا يحق لهم التباهي".
إن كان هناك القليل مما يدعم نظرية أندريه أونانا بأن مانشستر يونايتد "أفضل بكثير من ليون"، فقد ظهرت مزيد من الأدلة لتأكيد اتهام نيمانيا ماتيتش، فالحارس الذي وصف بأنه أحد الحراس الأسوأ في تاريخ يونايتد الحديث، شهد واحدة من أسوأ لياليه مع الفريق، حين ارتكب خطأين عززا حجة ماتيتش.
يمكن القول إن يونايتد كان متفوقاً على ليون، لكن هذا لم ينعكس على النتيجة، إذ بقي التأهل لنصف النهائي معلقاً بخيط رفيع، وكان السبب في ذلك هو أونانا، الذي ساعد المنافس على التسجيل بأخطائه الفادحة، حين منح ليون هدف التعادل في الدقيقة الـ95 بعدما دفع كرة جيورجيس ميكاوتادزي مباشرة إلى الأمام، ليتابع ريان شرقي الكرة المرتدة ويودعها الشباك، وكما قال ليني يورو إن هذا "أسوأ وقت لتلقي هدف"، ولم يحاول مدرب مانشستر يونايتد روبن أموريم تجميل الكلام وقال عن أونانا "لا يوجد شيء يمكنني قوله الآن لمساعدته"، على رغم أنه أضاف مؤيداً حارس مرماه "أنا واثق جداً في أندريه".
وأكد أموريم أن النتيجة "50-50" على رغم أن خوضهم مباراة الإياب على أرضهم قد يجعلهم المرشحين الأوفر حظاً ولو بشكل طفيف للتأهل لنصف النهائي لمواجهة أتلتيك بيلباو الإسباني أو رينجرز الاسكتلندي، فإن الأمور كانت تبشر بتحقيق أكثر من ذلك - أحد أفضل نتائج حقبة أموريم وإنقاذ لموسمهم عبر تحقيق لقب والتأهل لدوري أبطال أوروبا - عندما سجل جوشوا زيركزي هدف التقدم في الدقيقة الـ88.
لكن أونانا، الرجل الذي ربما تكلم أكثر مما يجب، تمكن من قول الكلمة الأخيرة، بعد مسؤوليته عن هدف التعادل الذي سجله تياغو ألمادا، وقد ارتكب خطأ آخر في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وبعدما كان أداء أونانا متقلباً في البطولات الأوروبية الموسم الماضي مما أدى إلى إقصاء يونايتد، يبدو أن التاريخ على وشك تكرار نفسه.
في الأقل يمكن لأونانا أن يكون ممتناً لعزيمة زملائه، إذ إن هذا العام الحافل بالإحصاءات غير المشجعة يتضمن أيضاً إحصاءً أكثر إثارة للإعجاب، فهم الفريق الوحيد الذي لم يهزم في الدوري الأوروبي أو دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إذ قدم هذا الفريق شكلاً غريباً من عدم القابلية للهزيمة، نظراً إلى أدائهم المحلي، لكنهم مددوا هذه السلسلة، وحتى عندما تلقوا الهدف الأول للمرة الـ24 هذا الموسم، أثبتوا مرة أخرى قدرتهم على العودة من الخلف في البطولات الأوروبية.
لكنهم كانوا مضطرين لذلك، فقد ارتكب أونانا الخطأ الثامن الذي أدى إلى هدف في مسيرته القصيرة نسبياً مع يونايتد، وكان هناك تاسع يليه، وإذا كان أحد الهموم هو تكرار هذه الأخطاء، فإن الآخر هو أنها تميل إلى أن تكون فادحة، وكان هذا خطأً آخر من هذا النوع.
كانت كلماته قبل المباراة غير دبلوماسية وغير حكيمة وأدت إلى استهجان الجمهور ضده، وقد حدث هذا حتى قبل أن يهب ليون التقدم بعدما تلقى يونايتد هدفاً مباشراً من ركلة حرة من ألمادا.
ربما كان أونانا في حيرة من أمره بسبب ارتقاء قلب الدفاع العملاق موسى نياخات الذي كان يحاول تسجيل هدف برأسه، ومع ذلك كانت محاولته لوقف كرة ألمادا المقوسة ضعيفة للغاية.
قد يغري القول بأنه كان خائفاً حين كان يتعالى الضجيج في كل مرة تصل فيها الكرة إليه، لكنه أظهر ارتباكاً في مواقف أقل عدائية بكثير، ونفى ليون أنهم اتبعوا خطة للضغط عليه، إذ قال المدرب باولو فونسيكا "لم تكن هذه استراتيجية من نيمانيا ماتيتش على الإطلاق".
وسواء كان متحفظاً في كلامه أم لا، فقد استقطب أونانا الانتباه قبل المباراة، ثم خلالها وبعدها، وأصبح محور الحديث، إذ قال أموريم "إذا لعبت كرة القدم وشاركت في كثير من المباريات فقد تخطئ، وإذا نظرت إلى الموسم فأنا أخطأت أكثر منهم. عندما يخطئ لاعب يخطئ الفريق بأكمله، لذا نستمر هكذا".
وعلى رغم غرابة موسمهم يستطيع يونايتد تقديم رد فعل في مثل هذه المواقف، كما لاحظ أموريم، يمكن لفريق يعاني نقص التهديف أن يسجل في البطولات الأوروبية، وقد فعلوا ذلك مجدداً، إذ تصرف يورو بسرعة ليسدد برأسه عندما لكم لوكاس بيري كرة الركلة الحرة التي سددها برونو فيرناندز، ثم أعاد مانويل أوغارتي الكرة إلى منطقة الجزاء. ربما كانت محاولة تسديد، لكن يورو حولها إلى تمريرة حاسمة ليسجل أول أهدافه مع يونايتد، إذ سجل فرنسي في فرنسا، وكاد يورو يسجل مرة أخرى عندما أطلق تسديدة بعيدة من مسافة 20 ياردة.
وبينما بدا المدافع هدافاً أكثر كفاءة من المهاجم المحترف راسموس هويلوند الذي أهدر أفضل فرصه وعاش ليلة بائسة، استدعى أموريم البديل جوشوا زيركزي.
كان لبرونو فيرناندز دور في الهدف الثاني، حين قدم كرة عرضية سجل منها زيركزي برأسه، وكان قائد الفريق أفضل المهاجمين في التشكيلة الأساسية، وحرمه نياخات من هدف عندما انحرفت تسديدته فوق العارضة، وفي المقابل أهدر أليخاندرو غارناتشو فرصة ذهبية بتسديدته الطائرة التي تصدى لها بيري.
من جانبه جاء ليون بدعم صاخب من المدرجات وهجوم مفعم بالحيوية. وأبدى ميكاوتادزي نشاطاً بينما أضاف ألمادا زخماً هجومياً، وأظهر باولو فونسيكا طموحاً للفوز بإشراك المهاجم المخضرم ألكسندر لاكازيت الذي كاد يسجل بأول لمسة له قبل أن يرسل تسديدة أخرى فوق العارضة، ونجح كورينتين توليسو في التسلل إلى المنطقة لكن تسديدته اصطدمت بأونانا.
ومن دون أن يطأ أرض الملعب، ربما كان لنيمانيا ماتيتش - أحد قدماء ليون - التأثير الأكبر، فبعد هدف زيركزي، جاء رد شرقي في النهاية.
لقد كان هذا تعادلاً جيداً ليونايتد، لكن خيبة الأمل ظلت مسيطرة، وقال أموريم "غرفة الملابس كانت صامتة للغاية"، بعد حرب الكلمات خرج أونانا من المعركة على أرض الملعب وهو ينزف.
© The Independent