Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

كيف غير إنريكي الحمض النووي لسان جيرمان في دوري أبطال أوروبا؟

سيطر الفريق الباريسي على مواجهة ربع النهائي في البطولة القارية أمام أستون فيلا الإنجليزي

لويس إنريكي المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

لويس إنريكي يعيد تشكيل الحمض النووي لباريس سان جيرمان بفلسفة جديدة تعتمد على الشباب والعمل الجماعي، متجاوزاً عصر "الغلاكتيكوس" الفاشل. بعد الفوز على أستون فيلا (3 - 1)، يقترب الفريق من تحقيق الثلاثية التاريخية، مدعوماً بمواهب مثل ديمبيلي وكفاراتسخيليا ودوي.

عندما يبدأ بعض المدربين مهمة تدريبية جديدة، فإنهم يعطون الأولوية لتغيير حارس المرمى أو تحسين الأداء خارج ملعبهم أو تحسين الأداء في الكرات الثابتة، لكن لويس إنريكي ليس مثل معظم المدربين، فهو بالطبع أكثر طموحاً وأكثر صعوبة، وعندما نتذكر وصوله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، نتذكر قوله إنه أراد تغيير الحمض النووي للفريق.

وهو ما فعله، ليس بالفوز بالدوري الفرنسي، الذي كان دائماً أمراً مفروغاً منه، ولا حتى - حتى الآن - بالفوز بدوري أبطال أوروبا الذي ظل بعيداً منهم في عصر الإنفاق الكبير والإنجازات الأوروبية المتواضعة، لكن قد يفصلهم عن ذلك أربع نتائج فحسب، إذ قد يحتاج باريس سان جيرمان إلى فوزين فحسب، إضافة إلى فوز ثالث في كأس فرنسا، لتحقيق الثلاثية، وقال المدرب الإسباني "هدفنا هو محاولة الفوز بجميع الألقاب"، وقد قربه الفوز بنتيجة (3 - 1) على أستون فيلا الإنجليزي خطوة من تحقيق ذلك.

لقد وصل لويس إنريكي إلى المرحلة التي تصبح فيها الانتصارات تأكيداً لمنهجه الشامل، وكذلك لقراراته المتعلقة بالتشكيل، مثل إبقاء برادلي باركولا على مقاعد البدلاء للبدء بديزيريه دوي، الذي أحرز هدفاً وأبدع في ملعب "بارك دي برينس" الأربعاء الماضي.

بسعر 50 مليون يورو (56.78 مليون دولار) لم تكن دوي صفقة رخيصة، ونادراً ما تكون الصفقات رخيصة في باريس سان جيرمان، لكن هناك تحولاً في النهج تحت قيادة لويس إنريكي، الذي قال "منذ العام الماضي وهذا العام غيرنا حمضنا النووي، نحاول التعاقد مع لاعبين شباب يتمتعون بالجودة. لدينا هذه الموارد وأعتقد أنه من المهم تطوير فكرتنا ليس فقط بالاعتماد على الشباب ولكن أيضاً بالخبرة".

قد يندرج خفيتشا كفاراتسخيليا في الفئتين معاً، ففوزه ببطولة الدوري الإيطالي المفاجئة مع نابولي وتأهل جورجيا لدور خروج المغلوب في "يورو 2024" منحه خبرة بدت مستحيلة قبل ثلاثة أعوام عندما كان يلعب لديانامو باتومي الجورجي، لكن صعوده كان سريعاً، حتى لو سلك طريقاً متعرجاً، يشبه إلى حد كبير بعض هجماته الفردية.

كان الجناح أحد اللاعبين الذين سارع لويس إنريكي لضمهم إذ حاول التعاقد معه العام الماضي ونجح أخيراً في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومع ذلك بينما تعكس شعبية كفاراتسخيليا بين محبي كرة القدم غير التقليدية مظهره المثقف، يرى فيه لويس إنريكي لاعباً يلتزم واجباته الدفاعية.

وقال "إنه يجمع كل ما نريده لهذا المشروع، يبذل جهداً كبيراً في الدفاع وهذا شرط أساس لما نريده لهذا الفريق، بالنسبة إلي كمدرب هذا رائع".

كان بإمكانه ذكر مهاجمي باريس سان جيرمان السابقين الذين نادراً ما بذلوا جهوداً دفاعية كبيرة، مثل كيليان مبابي، الذي استبعده أحياناً الموسم الماضي عندما أصبح واضحاً أنه متجه إلى ريال مدريد، وليونيل ميسي ونيمار، اللذين غادرا قبل وصوله.

بعد ثمانية أعوام أصبح من الواضح بشكل متزايد أن باريس سان جيرمان استخلص الدرس من هزيمته بنتيجة (1 - 6) أمام برشلونة بقيادة لويس إنريكي.

لقد وقعوا مع نيمار ثم ميسي لاحقاً، لكنهم استغرقوا وقتاً أطول للتفكير في المقعد الفني وجلب لويس إنريكي نفسه.

اقرأ المزيد

سبق وأن عينوا مدربين يؤمنون بمبادئ العمل الجماعي مثل أوناي إيمري وتوماس توخيل وماوريسيو بوتشيتينو، لكنهم جميعاً اضطروا إلى التكيف مع نجوم متقلبي الأداء، بينما فاز لويس إنريكي مع برشلونة رفقة ميسي ونيمار، ربما كان الأفضل لباريس أن يهتموا به فقط بعد تغير المناخ في العاصمة الفرنسية.

ربما احتاجوا إلى فشل مشروع الغلاكتيكوس (مجرة النجوم) الخاص بهم لتغيير مسارهم، وإثبات أن مجرد النظر إلى قائمة الأغنياء ليس سياسة تعاقد ناجحة، فقد كانت الصفقات البارزة في عهد لويس إنريكي جميعها للاعبين في صعود - كفاراتسخيليا ودوي وباركولا وجواو نيفيس - باستثناء عثمان ديمبلي الذي استعاد شبابه ووصل إلى مستويات أعلى.

لكن لم يكن كل شيء مثالياً، فالإفراط في شراء المهاجمين ودفع مبالغ زائدة لهم في صيف 2023 يبدو الآن قراراً خاطئاً، بعدما أصبح الهجوم يعتمد على ثلاثة أجنحة بينما أعير راندال كولو مواني إلى يوفنتوس الإيطالي ويجلس غونكالو راموس على دكة البدلاء.

لم يكن التقدم سلساً دائماً، فهناك الهزيمة المذلة أمام نيوكاسل الإنجليزي في الموسم الماضي، والبداية المتعثرة في مسيرة دوري الأبطال الحالي، عندما جمعوا أربع نقاط فقط من أول خمس مباريات وكادوا يخرجون مبكراً، وعلى رغم أنهم باتوا على بعد خطوة من نصف النهائي هذا الموسم، فقد وصلوا إلى هذه المرحلة العام الماضي أيضاً، وضربوا مرمى بوروسيا دورتموند الألماني ست مرات لكنهم خسروا أمام الفريق الأقل تصنيفاً.

كانت النتيجة متوافقة مع ماضيهم، وفي محاولة لتغيير الحمض النووي للفريق يحاول لويس إنريكي دفن الماضي. وربما دفعهم حجم هزيمة ريال مدريد الإسباني أمام أرسنال الإنجليزي ليكونوا المرشحين الأقوى للفوز بالبطولة هذا العام، وقد عانوا سابقاً عبء التوقعات، لكنهم لم ينهاروا الأربعاء حتى بعد التأخر في النتيجة.

قدموا تأييداً لرأي آرني سلوت بأنهم أفضل فريق في أوروبا، وهو رأي لم يمر مرور الكرام في فرنسا بالتأكيد، على رغم أن برشلونة وأرسنال قدما ادعاءات منافسة هذا الأسبوع أيضاً، لكن بينما كانت محاولات باريس السابقة للتفوق تعتمد على شراء نجوم معترف بتميزهم، فإنهم الآن شكلوا فريقاً متجانساً، إنهم أصغر سناً وأسرع وأكثر إمتاعاً، لكنهم يمتلكون حمضاً نووياً مختلفاً أيضاً.

© The Independent

المزيد من رياضة