Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

استمر أكثر من أربع ساعات... انتهاء اللقاء بين بوتين ومبعوث ترمب

الكرملين أكد أن الاجتماع ركز على جوانب التسوية الأوكرانية ودميترييف يصف المحادثات بـ"المثمرة"

بوتين يصافح ويتكوف خلال اجتماع في سانت بطرسبورغ (أ ف ب) 

ملخص

هذا الاجتماع هو الثالث بين ويتكوف وبوتين هذا العام. وتجري إدارة ترمب التي تريد إنهاء النزاع في أوكرانيا بسرعة محادثات منفصلة مع الروسيين والأوكرانيين منذ أسابيع عدة، ولكن هذه المناقشات لم تسفر حتى الآن عن وقف شامل للأعمال العدائية.

انتهى لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستيف ويتكوف عقد في سان بطرسبورغ، واستمرت المناقشات أكثر من أربع ساعات وتناولت خصوصاً ملف أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية أمس الجمعة.

ووفق وكالتي "ريا نوفوستي" و"تاس" استمرت المحادثات أربع ساعات و30 دقيقة. وأفاد مراسل صحيفة "إزفستيا" على "تيليغرام" بأن الوفدين غادرا المكتبة الرئاسية، حيث عقد الاجتماع.

وقال الكرملين في بيان مقتضب إن "الرئيس الروسي التقى المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ستيف ويتكوف". وأضاف أن "الاجتماع ركز على جوانب التسوية الأوكرانية".

كان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف صرح في وقت سابق بأنه لا يتوقع أي "اختراقات" دبلوماسية من هذا اللقاء، وهو الثالث بين بوتين وويتكوف منذ فبراير (شباط) الماضي.

وتجري إدارة ترمب التي تريد إنهاء النزاع في أوكرانيا بسرعة محادثات منفصلة مع الروسيين والأوكرانيين منذ أسابيع عدة، لكن هذه المناقشات لم تسفر حتى الآن عن وقف شامل للأعمال العدائية.

في وقت سابق أمس الجمعة التقى ويتكوف في سان بطرسبورغ كبير المفاوضين الاقتصاديين في الكرملين كيريل دميترييف الذي زار واشنطن في مطلع أبريل (نيسان) الجاري في أول زيارة لمسؤول روسي كبير إلى الولايات المتحدة منذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022.

 

"محادثات مثمرة"

ظهر بوتين على شاشة التلفزيون الرسمي وهو يستقبل ويتكوف في مكتبة سان بطرسبورغ الرئاسية في بداية المفاوضات. وبرز ويتكوف كشخصية رئيسة في التقارب، الذي يحدث على نحو متقطع، بين موسكو وواشنطن وسط حديث من الجانب الروسي عن استثمارات مشتركة محتملة في القطب الشمالي وفي العناصر الأرضية النادرة الروسية.

ونشرت صحيفة "إزفستيا" الروسية في وقت سابق مقطعاً مصوراً لويتكوف وهو يغادر فندقاً في سان بطرسبورغ، ثاني أكبر مدن روسيا، برفقة كيريل دميتريف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية عن دميترييف وصفه المحادثات بأنها مثمرة.

مع ذلك تأتي المحادثات في وقت يبدو فيه أن الحوار الأميركي - الروسي الذي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا قد تعثر بسبب خلافات على شروط وقف إطلاق النار الكامل.

وتحدث ترمب الذي أبدى إشارات إلى نفاد الصبر عن فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي إذا شعر بأن موسكو تماطل في إبرام اتفاق في شأن أوكرانيا.

وأفاد مصدران مطلعان بأن مسؤولين أوكرانيين أرسلوا إلى واشنطن في الأيام القليلة الماضية قائمة بالأهداف التي يُعتقد أن روسيا ضربتها في انتهاك لوقف إطلاق النار على البنية التحتية للطاقة الذي اتفق عليه البلدان الشهر الماضي.

وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أمس الجمعة "على روسيا أن تتحرك. يموت آلاف الأشخاص أسبوعياً في حرب مروعة لا معنى لها. حرب ما كان ينبغي أن تحدث أبداً، وما كانت لتحدث لو كنت الرئيس!".

وأعلن بوتين استعداده المبدئي للموافقة على وقف كامل للإطلاق النار، مؤكداً أن التفاصيل الأساسية المتعلقة بالتنفيذ لا تزال من دون حل، وأن ما يصفه بالأسباب الجذرية للحرب لم تُعالج بعد.

وقال بوتين بصورة محددة إنه ينبغي عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وأن يكون قوام جيشها محدوداً، وحصول روسيا على كامل المناطق الأوكرانية الأربع التي تطالب بالسيادة عليها على رغم عدم سيطرتها الكاملة عليها.

ومع سيطرة موسكو على ما يقل قليلاً عن 20 في المئة من أوكرانيا واستمرار القوات الروسية في التقدم على الأرض يعتقد الكرملين أن روسيا في موقف قوي في ما يتعلق بالمفاوضات، وأن على أوكرانيا تقديم تنازلات. وتقول كييف إن شروط روسيا ستكون بالنسبة إليها استسلاماً.

قلق من تأييد ويتكوف لمطالب روسيا

بعد أقل من 48 ساعة من تناول العشاء مع المفاوض الذي أرسله الرئيس بوتين إلى واشنطن الأسبوع الماضي جلس ويتكوف مع ترمب في البيت الأبيض وأوصل إليه رسالة واضحة.

وقال مسؤولان أميركيان وخمسة مصادر مطلعة على الوضع لـ"رويترز" إن ويتكوف قال إن أسرع طريقة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا هي دعم استراتيجية قد تمنح روسيا ملكية أربع مناطق في شرق أوكرانيا حاولت موسكو ضمها بصورة غير مشروعة في عام 2022.

وكانت هذه نقطة سبق أن طرحها ويتكوف في مقابلة بث صوتي على الإنترنت (بودكاست) مع الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون الشهر الماضي، لكنها نقطة دأبت كييف على رفضها كما يرفضها بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين باعتبارها مطلباً روسياً متطرفاً.

وقال اثنان من المصادر إن الجنرال مبعوث الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ عارض في الاجتماع مع ترمب ما قاله ويتكوف، قائلاً إن أوكرانيا على رغم استعدادها للتفاوض على بعض الشروط المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها، لن توافق أبداً على التنازل من جانب واحد عن الملكية الكاملة لهذه الأراضي لروسيا. وانتهى الاجتماع من دون أن يتخذ ترمب قراراً بتغيير الاستراتيجية الأميركية. وسافر ويتكوف إلى روسيا أمس الجمعة للقاء بوتين.

وقال مسؤولون أميركيون ومصادر مطلعة على المسألة وأربعة دبلوماسيين غربيين على اتصال بمسؤولي الإدارة إن الخلاف يتزايد بين مسؤولي إدارة ترمب حول كيفية كسر الجمود بين أوكرانيا وروسيا وإن ويتكوف على خلاف حول أفضل مسار للمضي قدماً مع كيلوغ الذي يفضل المزيد من الدعم المباشر لأوكرانيا.

ولم يرد بعد مكتب ويتكوف ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الخارجية الأوكرانية والسفارة الروسية لدى واشنطن على طلبات التعليق.

وفي مخالفة للإجراءات الأمنية المعتادة دعا ويتكوف دميتريف المبعوث الروسي الخاضع لعقوبات أميركية بعد الهجوم الروسي إلى مقر إقامته الشخصي لتناول العشاء قبل اجتماع البيت الأبيض.

وقا مصدران إن هذا أثار قلقاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. ويتجنب المسؤولون الأميركيون استضافة مسؤولين من روسيا التي تمتلك قدرات استخباراتية متطورة في منازلهم.

"برلين ما بعد الحرب العالمية الثانية"

وسط هذه الأجواء، قال المبعوث الأميركي كيث كيلوغ لصحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم السبت، إن أوكرانيا ما بعد الحرب قد تكون شبيهة بـ"برلين ما بعد الحرب العالمية الثانية" مع وجود قوات أوروبية وروسية يفصل بينها نهر دنيبرو. ووصف الجنرال كيلوغ الوضع في أوكرانيا قائلاً "يمكن تقريباً أن نشبه ذلك بما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت هناك منطقة روسية، ومنطقة فرنسية، ومنطقة بريطانية، ومنطقة أميركية".

لكن مكان الجدار العازل الذي بني عام 1961 في العاصمة الألمانية، ثم هُدم عام 1989 في ذروة انهيار الاتحاد السوفياتي، يفكر المبعوث الأميركي في نهر دنيبرو وهو "عائق طبيعي كبير" يقطع أوكرانيا وحتى كييف من الشمال إلى الجنوب.

ووفقا لكيلوغ، فإن وجوداً بريطانياً-فرنسياً في شكل "قوة لضمان" السلام، في غرب نهر دنيبرو، لن يكون "استفزازياً على الإطلاق" بالنسبة إلى موسكو. وستكون قوات روسيا في الشرق، مع وجود قوات أوكرانية في الوسط. وأكد أن الولايات المتحدة لن ترسل أي قوات مسلحة.

وإدراكاً منه بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد "لا يقبل" هذا الاقتراح، عرض كيلوغ أيضاً إنشاء "منطقة منزوعة السلاح" بين الخطين الأوكراني والروسي، لضمان عدم حدوث أي تبادل لإطلاق النار. وشرح "ننظر الى الخريطة وننشئ منطقة منزوعة السلاح. ويتراجع كل من الطرفين مسافة 15 كيلومتراً". وتابع "يمكن مراقبة ذلك بسهولة تامة"، مضيفاً "هل ستكون هناك انتهاكات؟ على الأرجح، لأنها دائماً ما تحدث".

المزيد من الأخبار