Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

توتر شمال دارفور والجيش يؤكد بسط سيطرته على الفاشر

مخيمات النازحين تتعرض على مدار الساعة لقصف عنيف وممنهج بالأسلحة الثقيلة من "الدعم السريع" طاول المدنيين

نازحون فروا من مخيم زمزم للنازحين داخلياً بعد سقوطه تحت سيطرة قوات "الدعم السريع" (أ ف ب)

ملخص

اتهم وزير الصحة في حكومة دارفور قوات "الدعم السريع" منعها وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، فضلاً عن نهبها وممارسة التجويع وإلحاق الأذى بحق المدنيين في دارفور.

يسود التوتر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومخيمات النازحين التي حولها في ضوء المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" وسيطرة الأخيرة أمس الأحد على مخيم زمزم الواقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب الفاشر في وقت أكدت فيه مصادر عسكرية أن الأوضاع في المدينة مستقرة، وأن الجيش ممسك بزمام الأمور على رغم المحاولات اليائسة من قبل "الدعم السريع" للتسلل داخل عمقها، فضلاً عن تكرار قصفها المدفعي للمدنيين.

وبحسب وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة إقليم دارفور بابكر حمدين فإن مدينة الفاشر ومخيمات النازحين تتعرض على مدار الساعة لقصف عنيف وممنهج بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات "الدعم السريع" استهدف المدنيين والخدمات الأساسية.

وقال حمدين في تصريحات صحافية إن القصف الذي تعرضت له مخيمات النازحين ومدينة الفاشر أدى إلى سقوط 320 قتيلاً وجريحاً مدنياً في الأقل خلال الأيام الأربعة الماضية، فيما وصف الوضع الإنساني في عدد من مدن وقرى ولاية شمال دارفور بأنها مزرية.

واتهم وزير الصحة في حكومة دارفور قوات "الدعم السريع" بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، فضلاً عن نهبها وممارسة التجويع وإلحاق الأذى بحق المدنيين في دارفور.

في الأثناء قال حاكم إقليم دارفور مني مناوي إن العالم لا يحتاج لأدلة إضافية لإدانة "الدعم السريع" فقط المطلوب هو إعلان دولي بأنه تنظيم إرهابي ويجب مطاردة قادته.

وبين مناوي في منشور له على منصة "إكس" أن "إحراق مخيم زمزم للنازحين جنوب مدينة الفاشر وقتل أهله لا يعني انتصاراً، وإنما فقط هي معركة وانجلت، وسينتصر الجيش والقوات المتحالفة معه بالإرادة".

 

 

في حين أكدت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر أن الأوضاع تحت السيطرة وأن الجيش والقوات المتحالفة معه على قلب رجل واحد، مشددة على أن انتصار الفاشر سيكون قريباً.

وذكرت الفرقة في بيان لها أن "الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع ’الدعم السريع’ شرق الفاشر ما كبدها خسائر بشرية ومادية، بيد أن ’الدعم السريع’ نفذت بدورها قصفاً على المدينة بالمدفعية من اتجاهات مختلفة أسفر عن مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين، وألحق أضراراً بالمنازل والبنية التحتية".

وقالت قوات "الدعم السريع" إنها نشرت وحدات عسكرية في مخيم زمزم من أجل تأمين المدنيين والعاملين في المجالين الطبي والإنساني بعد إكمال سيطرتها على المخيم. ورفضت في بيان لها الادعاءات الكاذبة عن استهداف مقاتليها المدنيين، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي الإنساني.

إدانات عربية

إلى ذلك دانت دول عربية الهجمات المسلحة التي أودت بحياة عشرات المدنيين في مدينة الفاشر، واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي مطالبة بحل سلمي للصراع المستمر في البلاد منذ عامين.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن إدانتها واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبو شوك)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عديد من الأشخاص، مما يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وشدد البيان على رفض السعودية هذه الانتهاكات وضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني.

كما نددت وزارة الخارجية القطرية بشدة بالهجمات التي أدت لمقتل وجرح مدنيين، معتبرة إياها "خرقاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي"، داعية إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة وضمان وصول المساعدات المستدام، مجددة دعمها لجهود السلام في السودان.

كذلك دانت الخارجية المصرية الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مقتل مدنيين وعاملين في منظمات إغاثة دولية، مشددة على ضرورة حماية العاملين الإنسانيين. وأكدت موقفها الداعم لوحدة السودان وسيادته.

من جانبها، عبرت وزارة الخارجية الإماراتية عن إدانتها للهجمات المسلحة على المخيمين وفرق الإغاثة، مؤكدة رفضها للعنف ضد العاملين في المجال الإنساني.

وأعربت الكويت في بيان للخارجية عن إدانتها واستنكارها للهجمات التي استهدفت مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، واعتبرتها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مجددة الرفض القاطع لمثل هذه الانتهاكات.

كذلك دان الأردن بأشد العبارات الهجمات التي تعرضت لها مخيمات النازحين في الفاشر، مؤكداً في بيان للخارجية التضامن مع حكومة السودان الشقيق وشعبها في هذا الهجوم الأليم.

من جهتها أعربت الخارجية العمانية في بيان عن إدانة مسقط للهجمات ذاتها، مؤكدة أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات الهجمات البرية والجوية المنسقة التي شنتها قوات "الدعم السريع" على مدار الأيام الثلاثة السابقة على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلاً، ونحو 14 موظفاً يعملون في منظمة الإغاثة الدولية الخيرية، وسقوط نحو 200 جريح، وفقاً لما نقلته تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

واعتبرت الجامعة العربية هذا العدوان على النازحين الأبرياء انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الذي طالب قوات "الدعم السريع" بوقف حصار الفاشر وخفض التصعيد فيها ومحيطها وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين.

عرقلة المساعدات

في غضون ذلك حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من حرمان ملايين السودانيين من الغذاء حال عدم إتاحة الوصول لتخزين المساعدات قبل هطول الأمطار.

وحض البرنامج في بيان له إلى إتاحة إمكان الوصول الفوري ومن دون عوائق حتى يتمكن من التخزين المبكر للمساعدات الغذائية، إذ إن العراقيل واقتراب موسم الأمطار يجعل مناطق شاسعة غير قابلة للوصول براً.

وأشار البيان إلى أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة قد يحرم ملايين الأشخاص المستضعفين من المساعدات المنقذة للحياة، مما يعرض المكاسب الإنسانية الهشة لخطر جسيم.

وأفاد البرنامج بأنه يحتاج بصورة عاجلة إلى 650 مليون دولار أميركي لمواصلة عملياته في السودان للأشهر الستة المقبلة، مشدداً على أن توفير تمويل مرن أمر بالغ الأهمية في بيئة عمل معقدة ومتغيرة باستمرار مثل السودان.

 

 

ويعاني 24.6 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون شخص يواجهون وضعاً طارئاً أو حالاً مشابهة للمجاعة، وسط مخاوف من ارتفاع هذا العدد بحلول موسم الجفاف في مايو (أيار) المقبل.

ونوه البرنامج بأن أطراف النزاع تعرقل عمداً الوصول الإنساني، مجدداً الدعوة إلى ضرورة تخزين المساعدات مسبقاً في مواقع بجميع أنحاء البلاد، بخاصة في دارفور، حيث سيصبح عديد من الطرق غير سالكة خلال موسم الأمطار، وستعزل المجتمعات. ومضى في تحذيره، "يقيد القتال الدائر في الفاشر ومحيطها الوصول ويعرض العاملين في المجال الإنساني للخطر. واضطر البرنامج في فبراير (شباط) الماضي إلى تعليق عملياته في مخيم زمزم".

وتعاني 10 مناطق، منها 8 في شمال دارفور وموقعان في جنوب كردفان، المجاعة التي يخشى أن تصل إلى 17 منطقة أخرى تقع في شمال وجنوب وشرق دارفور والخرطوم والجزيرة وجنوب كردفان.

محور كردفان

في محور كردفان أكد مصدر أمني رفيع بولاية شمال أن القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة نفذت عملية عسكرية ناجحة أسفرت عن تحرير مناطق البان الجديد وأم عردة وجبل أم هشابة الواقعة جنوب غربي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

وأوضح المصدر أن العملية جرت بتنسيق محكم وخطط ميدانية دقيقة، وأدت إلى دحر عناصر الميليشيات وتكبيدهم خسائر بالغة في الأرواح والعتاد، فيما تواصل القوات المسلحة تأمين المناطق المحررة وتعزيز وجودها لضمان الاستقرار في المنطقة.

المزيد من متابعات