أكد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعوديَّة أمين الناصر، أن الهجمات على منشأتين نفطيتين ليس لها أي "تأثير في وضع الطرح العام الأولي للشركة"، وذلك قبيل إدراج جزئي مُزمع بالبورصة.
وقال الناصر، في مؤتمر النفط والمال بلندن، "الإنتاج استقرّ خلال الشهر الحالي عند 9.9 مليون برميل يومياً". وإن أرامكو في طريقها إلى "استعادة طاقتها الإنتاجيَّة القصوى للنفط عند 12 مليون برميل يومياً بحلول نهايَّة نوفمبر (تشرين الثاني)"، متوقعاً نمو الطلب العالمي على النفط "مليون برميل يومياً" في 2019، مضيفاً أن الهجمات "لم تسفر عن أي تراجع في إيرادات الشركة"، لأنها واصلت التوريد إلى عملائها كما كان مقرراً.
وأشار إلى أن هجمات مثل تلك استهدفت منشأتي نفط في السعوديَّة، وأدت إلى ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 20% الشهر الماضي "قد تستمر" إذا لم يكن هناك رد فعل دولي مشترك، قائلاً "غياب العزم الدولي لاتخاذ إجراء ملموس ربما يشجّع المهاجمين، وبالفعل يعرَّض أمن الطاقة في العالم إلى خطر أكبر".
وحافظت السعوديَّة على الإمدادات للعملاء عند المستويات التي كانت عليها قبل الهجمات من خلال السحب من مخزوناتها النفطيَّة الضخمة وعرض درجات مختلفة من الخام من حقول أخرى.
تعويض المخزونات الاستراتيجيَّة
وعن استعادة أرامكو طاقتها الإنتاجيَّة القصوى، يوضّح المتخصص في مجال الطاقة المهندس عماد الرمَّال أن "الإنتاج الأقصى للسعوديَّة هو 12 مليون برميل، ولم يسبق أن وصلت السعوديَّة إلى هذا الرقم من الإنتاج اليومي، إذ لم تتجاوز في السابق 11.5 مليون برميل يومياً، لكن عندما يتحدّث رئيس أرامكو عن الإنتاج الأقصى، ويعني بذلك الإنتاج الأعلى من احتياج الأسواق والذي يعوّض كذلك المخزونات الاستراتيجيَّة التي استخدمت لتعويض أسواق النفط".
وبيَّن المهندس الرمَّال أن تعويض هذا الإنتاج "سيكون بحصة إنتاج إضافيَّة أعلى من الإنتاج السابق البالغ 9.5 مليون برميل يومياً"، وفيما يتعلَّق بتصريحات وزير الطاقة السعودي في استعادة الإنتاج خلال 3 أسابيع يؤكد المختص في مجال الطاقة أنه تم بالفعل استعادة هذا الرقم قائلاً "لو نتذكّر ما قاله الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي إن الرياض ستنتج إنتاجاً إضافياً لتعويض المخزونات التي تم الاستيفاء منها خلال الحادث"، واستفادت السعوديَّة من مخزوناتها الاستراتيجيَّة لتموين الأسواق وقت الحادث.
"النقد" تفحص انكشاف البنوك المحليَّة على أرامكو
ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن مؤسسة النقد العربي السعودي تفحص انكشاف البنوك المحليَّة على أرامكو السعوديَّة، قبل الطرح العام الأولي لشركة النفط الوطنيَّة العملاقة، الذي سيشهد على الأرجح سعي عددٍ كبيرٍ من المستثمرين المحليين للحصول على قروض لشراء أسهم فيها، وقالت إنه قد يتم إصدار نشرة الاكتتاب في الطرح العام الأولي للمستثمرين باللغة العربيَّة في الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) وأخرى باللغة الإنجليزيَّة لسوق أوسع نطاقاً في الـ27 من الشهر نفسه.
وكشف مصدران للوكالة أن البنك المركزي أجرى اتصالات بالبنوك السعوديَّة الأسبوع الماضي، وطرح عليها مجموعة أسئلة فيما يتعلق بانكشافها الائتماني على أرامكو.
ومن المتوقع أن يكون المستثمرون السعوديون من كبار المشترين لأسهم أرامكو، لأسباب منها مبادرة "وطنيَّة" لامتلاك جزء من جوهرة تاج السعوديَّة بعد هجوم على منشأتين نفطيتين الشهر الماضي عطَّل إنتاج الخام السعودي، وكشف عن ثغرات في القدرات الدفاعيَّة للبلاد.
وقال أحد المصادر، إن البنك المركزي "يفحص مدى قدرة البنوك المحليَّة على تلبيَّة الطلب على القروض المرتبطة بالطرح الأولي لأرامكو".
وأضاف، "من المتوقع أن يشارك ستة إلى سبعة ملايين مستثمر محلي في الإدراج، لكن لم يتضح بعد عدد المستثمرين الذين سيستخدمون قروضاً في تمويل مشترياتهم من الأسهم".
نمو متوافق للودائع والقروض
وتهيمن أرامكو، الأعلى ربحيَّة بين الشركات على مستوى العالم، على الاقتصاد المحلي من خلال أكثر من 12 شركة تابعة إليها، إضافة إلى حصص ملكيَّة في مشروعات مشتركة تتضمن شركات توليد كهرباء، وشركات بتروكيماويات كبيرة مثل رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ).
وتعرَّضت البنوك السعوديَّة إلى ضغوط في الأعوام القليلة الماضيَّة جراء تباطؤ النشاط في قطاعي الإنشاءات والتجزئة، لكن "التمويل والسيولة ما زالا قويين، مع نمو متوافق تقريباً للودائع والقروض ومتانة معدلات رأس المال"، حسبما قالت "فيتش للتصنيفات الائتمانيَّة" هذا الصيف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتمضي السعوديَّة قدماً في خطط لبيع ما بين واحد واثنين بالمئة من أسهم أرامكو، فيما سيعد أكبر طرح عام أولي في العالم، من خلال إدراج محلي، قد يعقبه بيع مزيد من الأسهم محلياً وعالمياً.
وربما يجمع الإدراج المحلي، المهم لخطط ولي العهد لتقليص اعتماد اقتصاد السعوديَّة على النفط، أكثر من 20 مليار دولار في مرحلته الأولى.
وعقدت أرامكو اجتماعات مع المحللين على مدى الأسابيع القليلة الماضيَّة لتسويق الشركة قبيل الإدراج. ومن المتوقع نشر تقارير المحللين في الـ20 من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال مصدران، "إن المستشارين الرئيسيين لأرامكو بدؤوا الأسبوع الماضي اجتماعات ما قبل الطرح الأولي مع مستثمرين محتملين في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لقياس مدى الطلب على الصفقة".