يخضع جندي عامل في الجيش البريطاني للتحقيق على خلفّية الإساءة إلى نائبة في مجلس العموم والتهديد بشنّ "حرب أهلية" جرّاء بريكست.
وكان الجندي دانيال غوشاوك قد وصف أنجيلا راينر وهي نائبة عن حزب العمال بـ "العاهرة الحمقاء" مضيفاً بأنّ "الحقيرين أمثالك سيكون مصيرهم الهلاك مع قدوم الحرب الأهلية وهي آتية. 17,4 مليون شخص سيسفكون الدماء إن لم نغادر." وجاء ذلك في رده على تغريدة انتقدت فيها راينر ما قاله المدّعي العام عن حكم المحكمة العليا الذي نص على أنّ تعليق البرلمان كان إجراءً غير قانوني.
وحسبما أوردت صفحة غوشاوك على تويتير، والتي حُذفت بعد ذلك، فهو "جندي عامل حالياً في الجيش البريطاني" يعيش في ديدكو. وضمّت الصفحة صورة له بلباس الميدان.
من جهته، قال بن والاس، وزير الدفاع إن "التغريدة غير مقبولة من فردٍ في الجيش البريطاني لأنجيلا راينر.. هذه اللغة البذيئة تناقض قيّم القوات المسلّحة وهي تخضع الآن للتحقيق من قبل الجيش والشرطة المدنية".
وقدّم اللفتنانت جنرال ايفان جونز، قائد الجيش الميداني البريطاني اعتذاراً علنياً لراينر وكلّ من تضرّر جرّاء "التغريدات المسيئة". وأردف "هو لا يمثّل الرجال والنساء الاستثنائيين في الجيش البريطاني والذين يخدمون هذه البلاد.. نطمئنكم بأنّ التعامل قائم مع المسألة".
وكان رجل له من العمر 32 عاماً ويحمل اسم الجندي نفسه من ثكنة فوكسهول في ديدكو، قد أُدين بتهمتي اعتداء على امرأة في يونيو (حزيران) الماضي. وحُكم على دانيال غوشاوك بالعمل 100 ساعة من دون مقابل كما غُرّم بدفع كافة تكاليف محكمة بانبوري في أكتوبر (تشرين الاول).
ونشر شخص آخر، يستخدم إسم دانيال غوشاوك ذاته، تعليقاً على منشورٍ من العام 2015 بشأن مهاجرين كانوا يحتجّون في قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص، وعبر تعليقه ذاك عن وجهات نظر معادية للإسلام. وجاء في المنشور "دين سلام كما يقولون! ضعوهم على متن طائرة أو مركب وأرسلوهم إلى ديارهم، هؤلاء الأشخاص لا يريدون مساعدتنا أو كرمنا، لقد أتوا للحصول على منزل جميل ومال مجاني ورعاية صحية، وهم يحاولون فرض طريقة عيشهم علينا".
يُذكرً انّ العريف دانيال غوشاوك حظي في عام 2014 بالثناء لخدمته البطوليّة في أفغانستان، وكان لايزال في سنّ الثامنة والعشرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، لم يؤكد المسؤولون في الجيش على الفور ما إذا كانت تلك الحوادث مرتبطة بالشخص نفسه أو إذا تعرّض للتوبيخ بعد إدانته بالاعتداء. تجدر الإشارة إلى أنّ حساب غوشاوك على تويتر نشر تغريداتٍ تنتقد النواب والقضاة الموالين للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، وصفت النائبة راينر الرسالة بأنّها "تغريدة قذرة كالتي أتلقاها يومياً"، ولكنها أتت وسط تحذيرات متزايدة بشأن ما يعانيه السياسيون من تهديداتٍ بالقتل وإساءات مختلفة.
يُشار إلى أنّ رئيس الوزراء بوريس جونسون غارق في خلاف مع النوّاب بعد رفضه الدعوات التي حثّته على تخفيف حدة الكلمات التي يستخدمها في حديثه عن بريكست، فيما اتّهم رجل بالاعتداء على مكتب نائبة حزب العمال جيس فيليبس الاسبوع الماضي.
وذكرت الشرطة أن اليمين المتطرّف هو التهديد الإرهابي الأسرع انتشاراً في بريطانيا بعد إحباط سبع محاولات اعتداء منذ مارس (آذار) 2017.
وعزّزت القوات المسلّحة جهودها لتطويق اليمين المتطرف وذلك في أعقاب سلسلة من الفضائح.
يُذكر أن كتيّباً أُعدّ عام 2017 حول "مؤشرات وتحذيرات اليمين المتطرّف" حثّ الجنود والجنديات على الإبلاغ عن ايّ تصرّفاتٍ بما فيها "الادعاء بأنّ الهجرة هي مصدر المظالم" ومشاعر الغضب حيال التهديدات المحتملة للهوية الوطنية.
وفي العام الماضي، سُجن جندي في الجيش البريطاني لانتمائه إلى "الفعل الوطني" National Action وهي مجموعة محظورة للنازيين الجدد. وكان العريف ميكو فيهفيلاينن يحاول تجنيد زملائه العسكريين لصالح المجموعة المتطرفة استعداداً لحربٍ عرقيّة "لتطهير أراضينا". واستهدف هذا العريف الجندي مارك بيريت الذي نال البراءة من تهم الإرهاب ولكنّه سُرّح من الجيش.
وأُفيد الشهر الماضي عن وجود اثنين من أنصار مجموعة "جيل الهويّة" المتطرّفة التي تنادي بالقومية البيضاء يخدمان في سلاح البحرية الملكية ممّا استوجب إجراء تحقيق داخلي.
© The Independent